بتمويل إماراتي
افتتاح مدرسة القلب الكبير الثانوية للصم في قلقيلية
احتفلت مؤسسة التعاون وجمعية الأمل الخيرية للصم وبلدية قلقيلية يوم أمس بافتتاح مدرسة القلب الكبير الثانوية للصم في مدينة قلقيلية. وذلك تحت رعاية وزير التربية والتعليم مروان عورتاني ومحافظ قلقيلية اللواء رافع رواجبة ووزير التنمية الاجتماعية أحمد مجدلاني وبحضور كل من فيصل شريم رئيس بلدية قلقيلية وأيوب عليان الوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم وممثلاً لوزير التربية والتعليم، ومحمد رشيد مدير عام الجمعيات الخيرية ممثلاً عن وزير التنمية الاجتماعية ووليد نمور مدير التعاون في فلسطين، ووليد نزال مدير جمعية الأمل الخيرية للصم، ورئيس الاتحاد الفلسطيني للصم محمد نزال، وعدد من الشخصيات الاعتبارية وممثلي كل من البلدية ومؤسسة التعاون وجمعية الأمل للصم، إضافة إلى عدد من المؤسسات الحكومية والأهلية في محافظة قلقيلية.
وجاءت فكرة إنشاء المدرسة على أرض تابعة لبلدية قلقيلية قبل حوالي أربع سنوات من قبل جمعية الأمل للصم، وبتمويل من مؤسسة القلب الكبير في الشارقة وبإشراف مؤسسة التعاون. حيث تحتوي المدرسة والتي بلغت كلفة إنشائها حوالي 2.5 مليون دولار، على 20 غرفة دراسية تتسع لحوالي 300 طالب وطالبة، إضافة إلى الملاعب والمرافق المهيئة، كما تم تجهيز سكن داخلي يتسع لحوالي 90 طالب وطالبه. كما أن المدرسة مجهزة لتقدم الخدمات التعليمية للصفوف من الأول الابتدائي وحتى الثانوية العامة، هذا بالإضافة إلى الخدمات الطبية من فحص للسمع وعلاج النطق للطلبة والمجتمع المحلي في فلسطين.
وتخلل الحفل عدد من الفقرات والفعاليات الفنية المتنوعة التي قدمها الطلبة الصم، وكلمات عدة للجهات الفاعلة والشريكة في هذا الإنجاز، من ضمنها كلمة بلغة الإشارة لرئيس الاتحاد الفلسطيني للصم محمد نزال وأكد فيها أن المدرسة هي حق من حقوق الصم، وأنهم طالبوا وزارة التربية والتعليم بتوفير معلمين ومعلمات متخصصات للمدرسة وأهمية أن تقدم خدمات للأشخاص الصم أسوة بالناطقين. وقال نزال:" أستغل اليوم العالمي لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة الذي صادف قبل أيام بالمطالبة بحقوق ذوي الإعاقة ومن ضمنهم الصم، وسنبذل كل جهدنا لإنجاح المدرسة". أما وليد نزال مدير جمعية الأمل الخيرية للصم قال: " اليوم نحتفل بافتتاح مدرسة القلب الكبير الثانوية للصم التي ستقدم خدمات تعليمية شاملة ومميزة للطلبة للوصول بهم إلى مرحلة الثانوية العامة، لقد تحقق الحلم الذي كنا وما زلنا نسعى لتحقيقه، حيث تعتبر المدرسة تمن أكبر مدارس الصم في فلسطين."
وقدّم نزال جزيل شكره لرئيسي بلدية قلقيلية السابقين عثمان داود وهاشم المصري لإسهامهما بإنجاح المشروع منذ بدايته سواء بالتبرع بالأرض والإشراف والمتابعة على تنفيذ المشروع. كما شكر رئيس البلدية الحالي فيصل شريم على دعمه وجهوده. ووجه نزال شكراً خاصاً لسمو الشيخة جواهر القاسمي ومؤسسة التعاون على تبرعهم الذي ساهم بخروج المدرسة إلى النور. هذا بالإضافة إلى تخصيصهم مبالغ إضافية كميزانية تشغيلية لمدة عام بقيمة 128,500 دولار.
بدوره قدّم محافظ محافظة قلقيلية اللواء رافع رواجبة شكره وتقديره لكل من ساهم في إخراج هذا المشروع إلى حيز النور وتذليل جميع العقبات التي واجهته. ودعا رواجبة إلى تقديم الدعم والمساندة للمدرسة لتظل منارة للعلم لتقدم رسالتها التي أُسست من أجلها.
كما عبّر فيصل شريم رئيس بلدية قلقيلية عن تقديره لهذه الجهود ولكل الجهات الداعمة لمثل هذه المشاريع الإنسانية الرائدة، وأبدى فخر واعتزاز بلدية قلقيلية بهذا الصرح العظيم، مشيراً إلى أن البلدية ستكون داعماً أساسياً للمدرسة حتى تستطيع تحقيق الأهداف التي أُنشأت من أجلها.
وفي كلمة ألقاها بالنيابة عن وزير التربية والتعليم، أشار أيوب عليان الوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم أن الوزارة وضمن خطتها الاستراتيجية تسعى لتوفير تعليم شامل ونوعي لكافة الشرائح ومنهم ذوي الإعاقة.
وقالت مريم الحمادي، مدير مؤسسة القلب الكبير الإماراتية في كلمتها المسجلة: “نبارك لكم افتتاح "مدرسة القلب الكبير للصم " في مدينة قلقيلية والتي جاءت نتيجةً للنوايا الطيبة والمخلصة من المساهمين والداعمين لمشاريع ورسالة القلب الكبير الإنسانية، هذا المشروع هو إحدى ثمار العمل المشترك والمستمر مع شريكنا الاستراتيجي مؤسسة التعاون الفلسطينية، والتي تربطنا بهم شراكة وطيدة تتجسد في رؤيتنا الإنسانية المشتركة وأهدافنا التنموية المتشابهة. مع افتتاح المدرسة، نأمل بأن نكون قد ساهمنا ولو بالقليل في فتح آفاق جديدة للطلاب، وتوفير التعليم الأكاديمي لهم وتشجيعهم على الاستمرار في التعليم المهني والجامعي مستقبلاً من أجل خدمة وتنمية مجتمعهم ووطنهم. "
وأضافت: " كما نود أن نعبر عن محبتنا ودعمنا لكم. ونقول أننا معكم رغم الحدود والمسافات، نشعر بكم، ونتقاسم معكم مسؤولية النهوض بمجتمعكم الخيّر والمعطاء. مشروع "مدرسة القلب الكبير للصم" هو ليس المشروع الأول أو الوحيد للقلب الكبير في فلسطين الحبيبة، فنحن ملتزمين ومستمرين في تنفيذ المشاريع ذات الأثر المستدام، والتي تسهم في تمكين المجتمعات والنهوض بها. "
أما وليد نمور مدير مؤسسة التعاون في فلسطين فقدّم جزيل شكره لسمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي ومؤسسة القلب الكبير على التبرع السخي الذي ساهم بتحقيق الحلم بإنشاء مدرسة القلب الكبير للصم. وشكر أيضاَ جميع الشركاء اللذين ساهموا في انجاح هذا المشروع، كما شكر مجموعة كيان وشركة مدار الهندسية/ اتحاد المستشارين على تبرعهم بعمل التصاميم والمخططات.
وأكد نمور أن "التعاون" أولت إهتماماً خاصاً بفئة ذوي الإعاقة من خلال تنفيذ العديد من المشاريع كإنشاء وتطوير مراكز التأهيل في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة ولبنان، بالإضافة الى تطوير عمل عدة برامج ومؤسسات عاملة في هذا الميدان عبر تجهيزها بالمعدات والأدوات المساعدة وتدريب الكوادر وتطوير نظامها الإداري والهيكلي. وأضاف: "إننا نأمل من خلال إفتتاح مدرسة القلب الكبير والسكن الداخلي أن نوفر فرص التعليم الثانوي لأكبر عدد ممكن من فئة الصم من جميع مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، وليكونوا أفراداً فاعلين ومنتجين في مجتمعهم".
ونيابة عن وزير التنمية الاجتماعية أكد محمد رشيد مدير عام الجمعيات الخيرية أن وزارة التنمية تلتزم التزاماً صارماً تجاه حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في فلسطين، وقال: " الوزارة تعتز بشراكاتها مع الجهات المختلفة على رأسها وزارة التربية والتعليم ومؤسسات القطاع الأهلي والجمعيات الخيرية التي قامت بدورها تاريخياً وقامت بسد الثغرات الموجودة في الساحة الفلسطينية". ونوه أن الوزارة تسعى لإدماج ذوي الصم وذوي الإعاقة وتعمل على تمكينهم اقتصاديا إيماناً منها بأنهم قادرون أن يكونوا شركاء حقيقيين في عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وفي نهاية الحفل تم توزيع الدروع التكريمية على جميع من ساهم في نجاح هذا المشروع والمدرسة التي ستكون ملجأً للطلبة الصم في الضفة الغربية وقطاع غزة.