الطقس
Loading...
أوقات الصلاة
الفجر 5:09 AM
الظهر 11:38 AM
العصر 2:22 PM
المغرب 4:47 PM
العشاء 6:07 PM
العملات
Loading...
ترددات البث
جنوب فلسطين FM 96.8
أريحا و الأغوار FM 96.8
وسط فلسطين FM 98.3
جنين و الخليل FM 98.3
شمال فلسطين FM 96.4

إسرائيليون يتعلمون العربية "العامّية"..تقرّباً من بيروت ودمشق

مستوطنين
مستوطنين

"اللغة العربية العامّية تُقرّب بيروت ودمشق أيضاً".. هذه واحدة من أبرز الرسائل التي حاول القسم الرقمي لقناة "كان" العبرية أن يبعث بها الى الإسرائيليين والفلسطينيين والعرب معاً، تحت غطاء تشجيع اليهود على تعلم "العربية العامّية".

هذه الرسائل مررتها القناة العبرية على لسان الشاب الإسرائيلي الثلاثيني جلعاد سيفيت، باعتباره مؤسساً لمدرسة متخصصة بتعليم"العربية العامّية مجاناً"، وهو يندرج في سياق فيديو مدته أكثر من خمس دقائق، ليقوم تلفزيون "كان" بدور المُروّج لهذه المدرسة التي أنشأها سيفيت قبل خمس سنوات بحسب تقرير لجريدة "المدن" الإلكترونية. 
 

"العامّية" كأداة لتثبيت الاستعمار 

جاء فيديو "كان" مع تزايد المؤشرات في السنوات الأخيرة بشأن إقبال الإسرائيليين بشكل لافت على تعلم اللغة العربية "العامّية"، وبلهجات مختلفة، لأسباب متعددة، بعضها حاجة أمنية لدولة الاحتلال، وأخرى نفسية متمثلة باعتقاد فئات إسرائيلية، حتى اليمينية منها، أنها وسيلة إما لحماية أنفسهم من منطلق "إعرف عدوّك"، أو "تُسوّغ" وتُطبّع وجودهم الاستعماري في منطقة محتلة يسكنها فلسطينيون، ومُحاطة بدول عربية، كما لو أن "العربية العامّية" أداة لتثبيت الاحتلال!

الواقع، أن اهتمام الإسرائيليين المتزايد بتعلم العربية العامّية لم يقتصر على هؤلاء المتواجدين في فلسطين التاريخية (أراضي٤٨)، بل أيضاً المستوطنين في الأراضي المحتلة عام ١٩٦٧ الذين تنامى اهتمامهم بتعلم اللهجة الفلسطينية لمساعدتهم في تنفيذ اعتداءاتهم على الفلسطينيين في الخليل ونابلس ومناطق أخرى بالضفة المحتلة، مستخدمين ما تحمله من "شتائم باللهجة العامية" ضد الفلسطينيين، علّها تكون وسيلة لفرض استعمارهم ووجودهم، وكأنّ القوة العسكرية الاحتلالية لا تكفي وحدها لحمايتهم.

وتُضاف الحاجة الأمنية إلى ما سبق، فالعاملون في أجهزة استخبارات الاحتلال يتعلمون اللغة العربية لمساعدتهم في فهم الكلمات العربية بما فيها المشفرة في الشبكة العنكبوتية والاتصالات، إلى جانب اعتبارها متطلباً للقوات الخاصة "المستعربة" التي تتوغل في عمق الضفة، وأيضا لبنان وسوريا ودول أخرى، للحيلولة دون كشفهم، نظراً لإتقانهم لهجات هذه الدول، واختيار عناصر ملامح الوجه لديهم تشبه تلك العربية.


وفرة المدارس الإسرائيلية لتعليم العربية 

اللافت أيضا أن مدارس إسرائيلية لتعليم العربية "العامية" قد برزت في السنوات الأخيرة، سواء عبر دروس وجاهية، أو رقمية عبر فيديوهات ووسائط أخرى، ولعل موقع "مدرسة لتعليم العربية العامية" الذي تم إنشاؤه قبل خمس سنوات هو واحد من هذه المدارس التي تشجع إسرائيليين على تعلم العربية العامية، وليست الفصحى. ويبدو أن السبب هو رغبتهم بفهم ما يدور في عوالم الفلسطينيين والعرب بلهجاتهم، بينما الفصحى لا تسعفهم في تحقيق الغرض المنشود.


الجدير بالذكر أن الجيش الإسرائيلي يفرز خريجي الجامعات من الطلبة اليهود الذين تعلموا العربية، للعمل في أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية. كما يتقن أعضاء كنيست يهود من اليمين المتطرف اللغة العربية، ويطلقون كلماتهم وخطاباتهم العدائية بـ"العربية" لتوجيه رسائل تهديد وابتزاز نحو الفلسطينيين والعرب.


شبهة أمنية

في فيديو "كان"، حاول سيفيت أن يُبعد الشُبهة الأمنية عما تقوم به "المدرسة اليهودية"، عبر قوله "كلما تكلم يهودي العربية، فإن الفلسطينيين يعتقدون أنه مخابرات.. لكن برأيي، مع مرور الوقت، أصبحوا مدركين أنه ليس كل يهودي تكلم العربية خلفيته مخابرات أو جيش". وربط الدافع مما تقوم به المدرسة بـ"بناء حياة مشاركة"، حسب زعمه، في محاولة منه لإبعاد أي ريبة إزاء دوافع  القائمين على تعليم اليهود للعربية.

وبينما يقول جلعاد سيفيت إنه يُكنّى بـ"أبو خالد"، بالرغم من عدم وجود أبناء لديه، فإنه لم يشرح خلفية هذه التسمية، ومَن أطلقها عليه؟. مع العلم، أن هكذا كُنى وتسميات ارتبطت، وفق التجربة الفلسطينية، بضباط المخابرات الإسرائيلية، خصوصاً الذين يتولون ملفات ملاحقة الفلسطينيين والتحقيق معهم.

وارتأى سيفيت أن يستهل كلامه بمحاولة لتذليل شكوك الفلسطينيين والعرب من غاياته في إنشاء المدرسة المذكورة، عبر قوله إن "إرادته بتعلم اللغة العربية العامّية قد بدأت وهو في المرحلة الثانوية، حينما لم يكن قادراً على فهم جاره ولا آلية التواصل معه". بيدَ أنه أشار إلى أن المدرسة الثانوية، حينها، كانت تعلم "العربية الفصحى"، لكنها ليست المطلوبة لجلعاد، وإنما "العامّية"؛ لغايات ينشدها.. فتعلّمها لاحقاً.


اللهجة اللبنانية!

ويُفاخر بإنتاج ثلاثة فيديوهات في "يوتيوب" متعلقة بتعليم الإسرائيليين لهجات عربية عامّية، بينها لبنانية وفلسطينية وغيرها، حيث لاقت عشرات الآلاف من المشاهدات، وهو ما اعتبره جلعاد بداية الثورة الاجتماعية التي استهلها قبل سنوات.

اللافت أن عين جلعاد ليست موجهة، فقط، نحو الفلسطينيين، بل كذلك اللبنانيين والسوريين وغيرهم، بدليل تعليم لهجاتهم أيضاً. وهنا يقول: "في الواقع، بيروت أو دمشق التي نتصور أنهما بعيدتان، ليستا كذلك، إذ أنه في جوار بيتي الذي أسكنه في القدس، كان مسار قطار يصل إلى دمشق في وقت ما".

وبحسب سيفيت، فإن نحو 95 بالمئة من الإسرائيليين لا يعرفون التواصل باللغة العربية، مشيراً إلى أن هذه اللغة جزء لا يتجزأ من المكان الذي يعيش به اليهود، لكنه قال إن هناك إقبالاً متزايداً من قبل الإسرائيليين على تعلم العربية العامّية، منهم متدينون، ويمينيون ويساريون، صغاراً وكباراً.

هُنا، يُقرّ جلعاد أن تعلم العربية لا يجلب السلام في ظل التوتر الكبير، لكنه يعتبرها أداة لبناء واقع آخر.

وبينما تنتشر البرامج الإسرائيلية لتعليم اللغة العربية، انتقد جلعاد هذه البرامج لأنها تسير بوتيرة بطيئة، في إشارة إلى اعتماد مدرسته السرعة في تعليم العربية العامية.

كان هذا الإسرائيلي ضبابياً في إجابته على سؤال عما إذا كان يطمح ليصبح سياسياً، حينما أجاب بالقول: "مش عارف، يمكن، لكن أفضل الآن العمل بمدرسة تعليم العربية وشعوري بالتأثير على الآخرين".

وختم فيديو "كان" بغناء جلعاد سيفيت "راب" بالعربية، على طريقة مغني الراب الفلسطيني تامر نفار.

Loading...