الحرب العالمية الثالثة تتصدر مواقع التواصل.. ما القصة؟
قتل شخصان، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء الأربعاء، قرب الحدود البولندية، جراء سقوط صواريخ، ما قد يشعل الأجواء بين روسيا وحلف شمال الأطلسي (الناتو).
ومع سخونة الأحداث وتسارعها، بدأ مصطلح الحرب العالمية الثالثة يعود مجددا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، وسط مخاوف من اتساع رقعة الحرب الدائرة في أوكرانيا.
وتصدر وسما #بولندا و#الحرب_العالمية_الثالثة منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات القليلة الماضية، عقب سقوط الصاروخين على بلدة قرب حدود بولندا التي فتحت تحقيق للوقوف على ملابسات الحادث.
ويقول عبد الله خاطر، أحد المغردين عبر وسم بولندا إنه لن تكون هناك مواجهة بين حلف الناتو وروسيا، أو قيام حرب عالمية ثالثة، موضحا أن الدول الغربية ستجد مبررات لإنهاء الأزمة سريعا.
فيما يتساءل آخرون عن كيفية الرد الغربي على هذه الأزمة، لا سيما وأن بولندا عضو في حلف شمال الأطلسي.
وبدا القلق واضحا في كتابات المغردين، وسط متابعة كثيفة للأحداث. بينما خرجت آراء متنوعة من بعضهم تفسر التصعيد الراهن بأنه في مصلحة بعض الأطراف الدولية.
وآخرون اندمجوا في أجواء التحليلات الإخبارية التي تصدرت القنوات الفضائية وانعكست بدورها على بعض كتابات المغردين.
وفي البداية، بولندا العضو في حلف شمال الأطلسي، قالت إنه صاروخ “روسي الصنع”، بينما اتهمت كييف موسكو بإطلاقه، فيما قالت وزارة الدفاع الروسية إنها لم تطلق أية صواريخ على بولندا، وان هذه التقارير مجرد استفزازت غربية.
وعقد زعماء العالم الذين كانوا مجتمعين لحضور قمة مجموعة العشرين في بالي بإندونيسيا اجتماعا طارئا اليوم الأربعاء، بعد مقتل شخصين في بولندا إثر الصواريخ.
وعلّقت هيئة الأركان العامة البولندية، على سقوط صاروخ يوم 15 نوفمبر على أراضي البلاد، مشيرة إلى عدم وجود أي دفاع جوي يمكن أن يحمي كامل أراضي بولندا.
وقالت هيئة الأركان العامة البولندية بهذا الشأن: "لا يوجد جيش لديه نظام دفاع جوي يحمي أراضي الدولة بأكملها. يتميز الهجوم الصاروخي بضربة دقيقة على هدف محدد، وليس تدمير عدة أهداف فوق مناطق واسعة"
وأشير في السياق ذاته إلى أن "مهمة أنظمة الدفاع الجوي تتمثل، من بين أمور أخرى، في حماية البنية التحتية الحيوية".
وسبق أن استدعت وزارة الخارجية البولندية السفير الروسي في وارسو على خلفية تقارير عن سقوط صاروخ يُزعم أنه روسي الصنع على أراضي البلاد.
بالمقابل، وصفت وزارة الدفاع الروسية تصريحات وسائل الإعلام البولندية والمسؤولين بأنها "استفزازية".
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، إنه لا علاقة لروسيا بالحادث الذي وقع في بولندا، وأكد أنه لا علاقة أيضا للضربات التي تنفذها روسيا بأوكرانيا بذلك.
وأضاف بيسكوف في تصريح صحفي اليوم الأربعاء: "لم يكن هناك سبب للتصعيد، البولنديون لديهم كل الوسائل الممكنة للإبلاغ الفوري أن الشظايا تعود لصاروخ إس-300 (الأوكراني). وحينها سيفهم كل الخبراء أننا نتحدث عن صاروخ ليس مرتبطا بالقوات الروسية".
وتابع: "لقد شهدنا رد فعل هستيريا آخر مسعورا للروسوفوبيا، والذي لم يكن مستندا على معطيات حقيقية.
وأوضح أنه "لا ينبغي التسرع في التقييمات والتصريحات التي يمكن أن تصعد الموقف، خاصة في مثل هذه اللحظات الحاسمة".
واشار إلى أن الموقف الأمريكي إزاء هذا الحادث كان أكثر اتزانا، وكان مخالفا للمواقف الأخرى التي اتسمت بالهيستيريا، مثل الموقف البولندي وموقف عدد آخر من الدول.