خلال شهادته على اغتيال أبو عاقلة
السمودي للامم المتحدة : قتلوها بدم بارد .. فساعدونا في وقف القتل فمن حقنا ان نعيش!!
أبكت الشهادة التي قدمها الزميل علي سمودي أمام لجنة التحقيق في جنيف حول جريمة اعدام زميلته الصحفية شيرين ابو عاقلة ومحاولة قتله ورفاقه الصحفيين، حتى المترجمة من اللغة العربية للغات العالمية ، وبدى تأثير العبارات القوية والمؤثرة التي قدمها السمودي ، واضحا على محيا أعضاء اللجن، بما فيهم الرئسية التي عبرت عن تعاطفها وحزنها لما حدث مع شيرين والسمودي الذي وصفته بالناجي من الجريمة.
مراسل صحيفة "القدس" والمنتج في قناة "الجزيرة ، توجه الى جنيف بناء على دعوة رسمية لتقديم شهادته امام لجنة التحقيق بشان الاراضي الفلسطينية المحتلة التابعة لمجلس حقوق في الامم المتحدة والتي عقدت عدة جلسات استماع في للتحقيق في انتهاكات اسرائيلية للقانون الانساني الدولي في الاراضي المحتلة والقدس، وبعد شهادات نقيب الصحفين ناصر أبوبكر ورئيس لجنة الحريات محمد اللحام ولينا أبو عاقلة ، دخل قاعة المؤتمر وهو يحمل صور زميلته في قناة الجزيرة شيرين ، وافتتح شهادته برفع صورتها، قائلا " سأرفع صورة الشهيدة شيرين ، التي مر ٦ شهور على جريمة قتلها برصاص جندي اسرائيلي ، ما زال حراُ طليقاً، بينما نبكي ونتألم على فقدانها ، وجرحي ما زال ينزف من رصاصهم ، وتأثير الجريمة مستمر على كل رفاقي، لذلك ، اطالبكم بالعدالة بمحاكمة القتلة.
الزميل الصحفي علي سمودي 54 عاماً و الذي نجا من الموت باعجوبة ، أمام رئيس واعضاء المجلس.
تفاصيل الجريمة التي ارتكبها الاحتلال صبيحة 11-5 ، و قال " في صبيحة ذلك اليوم ، شاهدنا الموت وعشنا كوابيس مروعة .. لقد ذهبنا انا وزملائي شيرين وشذى حنايشة ومجاهد السعدي ومجدي بنورة ومهند لمخيم جنين ، لتغطية الاحدث ولم نتوقع حتى في اسوأ كوابيسنا ، رغم توقعنا للقتل او الاعتقال على يد قوات الاحتلال ، لم نتوقع استهدافنا واطلاق النار علينا بتلك الطريقة "، واضاف " ، خلال ثواني وبدم بارد قتلوا الزميلة الصحفية شيرين وحاولوا قتلي وقتل زملائي لكن ارادة الله كانت اقوى من رصاصهم.. لذلك نطالبكم بالعدالة ومحاكمة القتلة فورا " .
وأكد الزميل علي سمودي، أن محاكمة الاحتلال على جريمة اعدام ابو عاقلة ومحاولة قتله وباقي الصحفيين ، ستوقف جرائم الاحتلال واستهدافه المستمر للصحفيين الذين يتعرضون للقمع والتنكيل والسجن والقتل بشكل يومي ، متمنياً، أن تتظافر جهود الجميع والامم المتحدة لحماية الاعلام الفلسطيني والعدالة لشيرين لتكون اخر ضحية للعدوان الاسرائيلي .
وشدد السمودي على اهمية التوقف عن سياسة الكيل بمكياليين وغض النظر عن انتهاكات اسرائيل ، و خاطب رئاسة المجلس ومنظمات الامم المتحدة الدولية، قائلا " ان تقصير وغياب الدور الفاعل للمجتمع الدولي يمنح اسرائيل الضؤ الاحمر لتصعد من استهدافها للصحفيين الفلسطينين وحتى الاجانب العاملين في فلسطين والاراضي المحتلة ".
واضاف " لذلك، نطالب مجلسكم وهيئة الامم المتحدة المبادرة بخطوات عملية لمنع القتلة من الافلات من العقاب والعدالة لروح شيرين وكل شهداء الاعلام الفلسطيني وتوفير الحماية لنا ومنع اسرائيل من استهدافنا وقمعنا وظحنا خلف القضبان وتعريض حياتنا للخطر .. لتكون الصحفية شيرين ابو عاقلة اخر ضحايا العدوان الاسرائيلي".
وشدد السمودي ، انه ما دام العالم صامتا عن جرائم وانتهاكات الاحتلال فانه سيستمر ولن يتوقف ، وقد تزايدات وتيرة التصعيد الاسرائيلي والانتهاكات لحقوق الصحفيين مؤخرا"، واكمل " بعد اغتيال شيرين قتلت قوات الاحتلال الصحفية غفران وراسنه في الخليل ، كما اصيب واعتقل عدد اخر من الصحفيين، وما دام هناك احتلال سنبقى في مرمى النار ولن تكون شيرين ضحية الاحتلال الاخيرة.
وفي شهادته امام المجلس ، استعرض الزميل السمودي ، تفاصيل ما حدث في اليوم الاسود ، عندما استهدفهم الاحتلال واطلق النار عليهم خلال تغطيتهم عملية عسكرية في مخيم جنين ، مفندا وداحضا الروايات الاحتلالية لتضليل العالم والمجتمع الدولي .
الزميل علي سمودي ، الذي تعرض للاصابة برصاص الاحتلال مرات عديدة ونجا من الموت باعجوبة ، ناشد لجنة التحقيق وكافة الاطراف الدولية ومنظمات حقوق الانسان الوقوف مع كافة الاطراف في هذه المعركة وكشف الحقيقة ، وقال “ كل ما نشره جيش الاحتلال من تقارير ونتائج ، محاولة لطمس الحقيقة واخفاء جريمة القتل التي نفذها جنوده بشكل متعمد ، لماذا لم ينشر الاحتلال الصور التي التقطها جنوده من موقع العملية من المكان الذي كنا نتواجد فيه “ .
وأضاف " الجيش يوثق ويصور، وفي التحقيق الذي أصدره الاحتلال نشر صور من كاميرات جنوده، لكن في منطقة أخرى وبعيدة من مكان تواجدي وشيرين وباقي الصحفيين، .. لماذا لا يفرض على الاحتلال بإبراز صور لحظات اطلاق النار علينا رغم انه ينشر يوميا توثيقا لعملياته ونشاطاته" ، واكمل " السبب معروف ان صوره تشكل ادانة واضحة ودليل على ان الجيش من أراد قتلنا واطلق النار علينا بشكلٍ متعمد ودون سبب .
وأشار السمودي الى ان حكومة الاحتلال حاولت الالتفاف والتحايل وتضليل وخداع العالم والجهات القانونية والقضائية لإفشال محاولة لرفع شكوى لمحكمة الجنايات الدولية لكنها فشلت، وقال " أؤكد لكم ان تقرير إسرائيل كذبة مفضوحة ولن تمنعنا عن مواصلة معركتنا للمطالبة بالعدالة وتقديم القتلة ومن يدعمهم للعدالة".
وخلال الجلسة، قال السمودي " نتطلع الى احقاق العدالة لشيرين من أجل روح شيرين أولا، ومن أجل أرواح الأبرياء الاخرين الذين نتطلع الى حمايتهم من التعرض لذات المصير مستقبلا وخاصة الصحفيين".
وأضاف " منذ بداية عملي الصحفي تعرضت للإصابة واطلاق النار عدة مرات وتغطية الاحداث في منطقة جنين ، كما تكررت اصاباتي ولم يتوقف الاحتلال عن قتل الصحفيين مثل عماد ابو زهرة من جنين وفضل شناعة من غزة وعزيز التنح من بيت لحم ودروزة من نابلس، والقائمة تطول للضحايا من شهداء وجرحى ومعتقلين"، واكمل " لذلك نطالب ونصر على تحقيق العدالة من خلال محاسبة حكومة الاحتلال وقادتها وجنودها وتقديمهم لمحاكمة عادلة لوقف الجرائم والانتهاكات الخطيرة لحقوق الصحفيين في فلسطين حيث ننتظر الحرية والامل المتجدد بنصر قريب لشعبنا وخلاصه من اخر احتلال على وجه الارض ما زال يدير ظهره للعالم ويواصل جرائمه لقتل احلامنا واغتيال وجودنا وتدمير مستقبلنا" .
واستدرك " الفلسطيني يلاحقه رصاص الاحتلال فقط لانه يحلم بالحياة والحرية والافضل ، ولعل الشاهد على ذلك مجزرة مخيم جنين التي ارتكبها الاحتلال في نيسان 2002 ، ففي مدينتي ومخيمي جنين ، حياة الناس الطالب والمسن والمعلم والمحامي والصحفي والمزرع ، مهددين ورصاص القناصة وجنود الاحتلال يتفنن في ملاحقة احلامنا وقتل.. ويوم امس قتلوا في مدينتي جنين عاملا كان يبحث عن لقمة عيش اسرته، وقبل ايام قتلوا طفلا ذنب لانه يقف على ابواب المخيم ،وقبلها قتلوا شيرين وحاولوا قتلنا .. فارجوكم ساعدونا في وقف القتل بحقنا فمن حقنا ان نعيش" .
الجدير ذكره ، أن جلسات المجلس تعقد لاول مرة علنية للرد على الاتهامات الاسرائيلية بالانحياز لفلسطين ، وقد شنت اسرائيل هجوما وانتقادات كبيرة، عبر عنها بيان صدر عن مكتب لابيد ، اوضح فيه انه بعد سلسلة من الاجتماعات والمحادثات السياسية والامنية ، اصدر لابيد تعليماته لتحضير ادوات سياسية امنية ، للرد على تحرك الفلسطينين في الامم المتحدة .