البرنامج يشهد أكثر من 1300 ساعة تدريب بمشاركة 20 ألف متطوع
انطلاق البرنامج الرسمي لتدريب المتطوعين في كأس العالم قطر 2022
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) عن انطلاق البرنامج الرسمي لتدريب متطوعي كأس العالم FIFA قطر 2022™، والذي يستهدف 20 ألف مشارك، ويشكل محطة رئيسية أخرى في رحلة المتطوعين، عقب الفعالية التعريفية التي استضافها استاد لوسيل أوائل الشهر الجاري.
ويتواصل البرنامج التدريبي في مركز الدوحة للمعارض بالدوحة، في سبتمبر وأكتوبر، ويشهد أكثر من 300 جلسة تدريب، تمتد لما يزيد على 1300 ساعة، من خلال منظومة تدريب تفاعلية، تجمع بين أنشطة التدريب المباشر والإلكتروني، إضافة إلى ورش عمل، والتدريب على أداء المهام، وكذلك التدريب في استادات المونديال.
ومن المقرر انتقال المشجعين بداية من نوفمبر المقبل ضمن فرق عمل إلى استادات البطولة أو مواقع عملهم خلال المونديال، لتلقي التدريب العملي في مواقع البطولة، والذي يستمر حتى الفترة التي تسبق مباراة افتتاح كأس العالم في 20 نوفمبر.
وقالت السيدة رشا القرني، مدير إدارة القوى العاملة والمتطوعين في كأس العالم FIFA قطر 2022™، إن وصول المشاركين إلى مرحلة التدريب ضمن برنامج التطوع، يعد مؤشراً على انطلاقة جديدة في حياة الأفراد، مثل الالتحاق بالدراسة الجامعية، أو بدء مسيرة مهنية جديدة.
وأضافت: "مرحلة التدريب فترة حاسمة يدرك خلالها المتطوعون حجم وأهمية الحدث التاريخي والمسؤوليات الموكلة إليهم، ونحرص خلالها على الموازنة بين تزويد المشاركين بالمهارات والموارد التي يحتاجونها لأداء مهامهم، وأن يشعر كل متطوع بأنه جزء من عائلة كبيرة تضم 20 ألف فرد، فهم يشكلون فريقاً كبيراً يجمعهم هدف وقلب واحد".
من جانبه أكد السيد ناصر المغيصيب، مدير إدارة استراتيجية التطوع في اللجنة العليا للمشاريع والإرث، على أهمية الاستدامة باعتبارها محوراً رئيسياً في استضافة كأس العالم 2022، مشيراً إلى التأثير المستدام لبرنامج التطوع والمزايا الناتجة عن تدريب جيل جديد من المتطوعين المتحمسين.
وأضاف: "لا شك أن المتطوعين هم القلب النابض والروح المتألقة والطاقة الإيجابية للبطولة، فهم يضعون لمساتهم في كل مكان، ويغمرون الأجواء بالبهجة مع ابتساماتهم وكلماتهم الرقيقة ودعمهم للمشجعين، وسيتركون أثراً كبيراً ينعكس على نطاق أوسع في نجاح البطولة وإرثها المستدام. ونتطلع إلى أن يسهم تدريب المشاركين في برنامج التطوع في إحداث أثر ملموس من خلال توسيع ثقافة التطوع في قطر، لتشمل جميع مناحي الحياة، بما يعود بالنفع على الأفراد والمجتمع".
وقالت السيدة ليزا بنينجتون، مديرة إدارة الخدمات في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا): "شكل تطوير نظام تدريبي يستهدف 20 ألف متطوع، لدعم كافة المجالات التشغيلية في المونديال، تحدياً لفريق العمل في برنامج التطوع، واستطعنا من خلال منصة التعليم الإلكتروني المبتكرة تقديم برنامج يجمع بين التنوع والمرونة، مع الاستفادة من خبراتنا في النسخ السابقة من المونديال، حيث وجدنا أن مساعدة المتدربين في استكشاف مهاراتهم وتعزيز حصيلتهم المعرفية، إلى جانب تزويدهم بوحدات التعلم عبر المنصة الإلكترونية، نال استحسانهم وانعكس إيجاباً على أدائهم في الفعاليات."
وتعليقاً على مشاركته في البرنامج التدريبي، قال المتطوع تاريندو جايادف، 25 عاماً، من سيريلانكا: "البرنامج زاخر بالمعلومات ويشتمل على الكثير من الجوانب التي يتوجب علينا الإلمام بها، كما أن الأجواء رائعة وتزخر بالحماس مع المدريين الأكفاء والمشاركين المتفاعلين مع الأنشطة التدريبية. وتتيح لنا حصص التدريب التي نتلقاها عبر الإنترنت المرونة الكافية لاختيار الوقت الملائم لحضورها، بعد أن تعرفنا على نوعية المهام التي سنتولاها خلال المونديال، واطلاعنا على طبيعة عمل الفيفا وعمليات التنسيق التي تجري وراء الكواليس لتنظيم البطولات الكبرى."
وفي ضوء تنوع الأدوار والمهام والمواضيع التي يغطيها برنامج تدريب متطوعي المونديال؛ تعاونت اللجنة العليا للمشاريع والإرث مع الفيفا خلال السنوات الماضية لإعداد نظام تدريب يجمع بين أنشطة التدريب المباشرة والإلكترونية، وتصميم منهاج تدريبي مكثف يغطي 45 جانباً تشغيلياً في البطولة، ويهدف إلى إعداد المتدربين للقيام بأي من الأدوار الثلاثين التي ستوكل إليهم كمتطوعين رسميين في تنظيم كأس العالم 2022.
ويتناول المنهاج العديد من المواضيع العامة، مثل الاختلافات الثقافية والصحة والسلامة، كما يغطي عدداً من المجالات التقنية، مثل العمليات والجوانب التشغيلية داخل الاستادات وإصدار التصاريح.
وجرى توزيع المشاركين حسب أدوارهم في الجوانب التشغيلية خلال البطولة، وسيتلقون تدريباً عاماً وآخر يركز على مهامهم المحددة في المونديال، مع تقديم حصص تدريب إضافية عبر منصة التعليم الإلكتروني تتراوح مدتها من 15 إلى 30 دقيقة، بينما يشارك قادة الفرق في تدريب خاص من خلال ورش عمل تركز على جوانب محددة مثل التحفيز والتواصل الفعال. ويلتزم كل متطوع بالعمل 10 نوبات على الأقل طوال فترة البطولة، وقد باشر الكثير منهم نوبات العمل، حيث سبق لهم تقديم الدعم في العديد من العمليات التشغيلية، بما فيها مساعدة الموظفين، والتدريب، وإصدار التصاريح، ما أكسبهم خبرات عملية قيّمة.
وتتيح منصة التعليم الإلكتروني للمتطوعين تتبع أهدافهم والتقدم المحرز في رحلة التدريب، ودراسة وحدات التعلم الاختيارية التي تهمهم، وبإمكان المتطوعين المتواجدين خارج قطر في الوقت الحالي والبالغ عددهم 5 آلاف متطوع، متابعة أنشطة التدريب التي تغطي المواضيع العامة، والمشاركة في العديد من الأنشطة.
يشار إلى أن رحلة تدريب المتطوعين لا تقتصر على الدروس وإنجاز المهام، بل تشمل الاستمتاع بأجواءٍ مميزة يتواصل خلالها المشاركون قبل جلسات التدريب وبعدها ضمن مساحة ملائمة ومقاعد مريحة، مع الحصول على مرطبات مجانية. وعند الانتهاء من عملية التسجيل، يجري استقبال المتدربين في نموذج توضيحي شامل يحاكي مشاركة المتطوعين المتوقعة في المونديال، مع تسليط الضوء على الشعبية الكبيرة التي تحظى بها كرة القدم، وشغف المشجعين باللعبة، وأبرز المحطات في البطولة العالمية.
ويعتبر مركز المتطوعين، الذي استضاف في السابق 58 ألف مقابلة مع المتقدمين للمشاركة في برنامج التطوّع، وجهة رئيسية للمشاركين، وقاعدة لأنشطة البرنامج في الوقت الحالي، من السبت إلى الخميس من التاسعة صباحاً إلى التاسعة والنصف مساءً، وفي أيام الجمعة من الثانية ظهراً إلى التاسعة والنصف مساءً. ويستقبل المركز ما يصل إلى 750 متدرباً يومياً، ويضم فصولاً دراسية ومساحات داخلية تمتاز بأجواء مريحة، حيث يلتقي المتطوعون مع المدربين وأعضاء فريق البرنامج خلال مرحلة التدريب.
يشار إلى أن مارس الماضي قد شهد انطلاق أكبر نشاط تطوعي في تاريخ قطر، حيث بدأت عملية شاملة لاختبار ومقابلة الراغبين في الانضمام إلى فريق المتطوعين خلال كأس العالم قطر 2022، ومن ثم تقييم أفضل المرشحين من بين 420 ألف متقدم من أنحاء العالم.
ويمثل المتطوعون الذي وقع عليهم الاختيار 160 جنسية من جميع الخلفيات الثقافية والاجتماعية، وتتراوح أعمارهم بين 18 و77 عاماً، ويتشاركون هدفاً واحداً يتمثل في الإسهام في التنظيم الناجح للنسخة الأولى من مونديال كرة القدم في العالم العربي والشرق الأوسط، من خلال تقديم الدعم لكافة جوانب العمليات التشغيلية خلال البطولة.