سبب وفاة عائشة الشنا الناشطة المغربية .. السيرة الذاتية ويكيبيديا
أعلنت مصادر إعلامية مغربية، عن وفاة عائشة الشنا الناشطة الحقوقية والمدافعة عن حقوق المرأة؛ وذلك عن عمر يناهز الـ 82 سنة بمستشفى الشيخ زايد بالدار البيضاء في المملكة المغربية.
وأفادت المصادر بأن سبب وفاة عائشة الشنا الناشطة المغربية الشهيرة؛ جاء إثر مضاعفات صحية على مستوى الجهاز التنفسي، موضحة أنها أدخلت للمستشفى وخضعت للعلاج اللازم قبل أن تفارق الحياة الأحد الماضي.
عائشة الشنا السيرة الذاتية:
وفق المصادر، تعد عائشة الشنا، المزدادة في 14 غشت 1941 بالدار البيضاء، ناشطة اجتماعية مغربية ومدافعة عن حقوق المرأة، عملت كممرضة مسجلة وبدأت العمل بصفتها موظفة في وزراة الصحة بالمغرب مع النساء اللاتى تنقصهن الرعاية.
وأضافت المصادر: "في عام 1985، أسست جمعية التضامن النسوى، وهي مؤسسة خيرية تقع في الدار البيضاء تهدف لمساعدة النساء العازبات وضحايا الاغتصاب".
وأشارت إلى أن الراحلة عائشة الشنا جصلت على عدة جوائز إنسانية مقابل عملها منها جائزة أوبيس عام 2009 والتى بلغت قيمتها مليون دولار أمريكي، في وقت سابق.
في عام 1959 بدأت أولى خطواتها في العمل التطوعي والخيري بتأسيسها جمعية حماية الطفولة والعصبة المغربية لمحاربة السل، قبل أن تعيش نقلة نوعية في عام 1981 حين صدمها مشهد فتاة قروية صغيرة السن تدخل مكتب مساعدة اجتماعية في وزارة الصحة، تحمل بين ذراعيها رضيعاً كانت ترغب في التخلي عنه للحصول على المساعدة الاجتماعية، كون طفلها وُلد نتيجة علاقة غير شرعية، ورفض الوالد الاعتراف به. وكان تخلي الأم العازبة عن رضيعها لوزارة الصحة أمراً شائعاً في المغرب في ذلك الوقت. وبينما كانت تستعد لأن تبصم على ورقة التخلي عن رضيعها، كان يصرخ وهي تبعده عنها. لم تنم الشنا ليلتها، وأقسمت بأن تناضل لوضع حد لهذا لظلم الاجتماعي.
وفي سعيها إلى الوفاء بقسمها، أخرجت الشنا في نوفمبر/ تشرين الثاني في عام 1985 إلى حيز الوجود جمعية التضامن النسوي لتعنى بالأمهات العازبات، وتقدم لهن المساعدة القانونية والاقتصادية والنفسية، بالإضافة إلى إعلام النساء بخطورة العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج.
وعلى امتداد أربعة عقود من الزمن، كانت الشنا من أشد وأكبر المدافعين عن "الأمهات العازبات" وتوفير الدعم والمأوى لهن، باعتبارهن ضحايا المجتمع والقانون، وعن "الأطفال المتخلى عنهم" أو "في وضعية صعبة" لكونهم لم يختاروا القدوم إلى الدنيا، إنما جاؤوا إليها نتيجة علاقات عابرة، وغير شرعية، أو اغتصاب، أو وعود كاذبة بالزواج، كما كانت تؤكد في كل مناسبة.
في كتابها "ميزريا" تحكي الشنا قصصاً مؤثرة لعشرات الضحايا: "خادمات صغيرات السن وأطفال الشوارع أهملهم آباؤهم، وولوا إلى غير رجعة.. تتشابه الحكايات وتتغير فقط الأماكن والأسماء".
لم تكن الشنا مشغولة بالعمل التطوعي فقط، بل كانت عينها دائماً على قضايا المجتمع وما يعيشه من نقاش، من خلال إعلان معارضتها الحرية الجنسية والعلاقات الجنسية خارج مؤسسة الزواج الشرعي، ودعمها التماسك الأسري، الذي كانت حريصة أشد ما يكون الحرص عليه إلى حد أنها كانت تبذل جهداً كبيراً في سبيل أن يتعرف الابن على "أبيه البيولوجي" وحتى لا تختلط الأنساب، فيحدث السقوط في زنا المحارم.
وطيلة مسيرتها في دفاعها عن المرأة وصحتها عموماً والأمهات العازبات، بصفة خاصة، تلقت الراحلة الكثير من الهجوم والاتهامات بالتشجيع على الفساد، ومحاولة مصالحة المجتمع المغربي مع العلاقات الخارجة عن إطار الزواج.
لكن عائشة الشنا لم تتوقف يوماً عن مساعدتهن وتكريس جهدها لدعمهن، بل لم تتوانَ في عام 2017 عن شن هجوم لاذع على المسؤولين والأحزاب السياسية في المغرب لكونهم "لا يريدون فعل أي شيء من أجل تقديم المساعدة للأطفال المتخلى عنهم ولأمهاتهم".
وقالت في تصريحات سابقة: "سمعت الكثير من الانتقادات، لكن ما يحزُّ في النفس أنّ هذا الكلام صادر عن أناس مرموقين ومثقفين يروْن ما أقوم به تشجيعاً على الفساد"، وأضافت: "تلقيت الكثير من التهديدات"، لكن كل هذا لم يحل دون إيمانها بقضيتها التي ناضلت من أجلها.
وخلال مسيرتها التطوعية حصلت الشنا على العديد من الجوائز، من أبرزها جائزة "أوبيس" للأعمال الإنسانية الأكثر تميزاً، والبالغة قيمتها مليون دولار بمينيابوليس (الولايات المتحدة) عام 2009.
كما حصلت على جائزة إليزابيت نوركال، نادي النساء العالمي بفرانكفورت في سنة 2005، وجائزة حقوق الإنسان من الجمهورية الفرنسية عام 1995، كما تقلّدت العديد من الأوسمة، منها وسام الشرف للملك محمد السادس عام 2000، ووسام جوقة الشرف من درجة فارس، من قبل الجمهورية الفرنسية عام 2013.
خبر وفاة عائشة الشنا تصدرت وسائل التواصل الاجتماعي في المغرب وعدد من المناطق خلال الساعات الماضية، حيث نعاها العشرات من النشطاء والمؤسسات الحقوقية والنسوية؛ تقديرا لجهودها في خدمة قضايا المرأة والمجتمع.