العراق: 8 قتلى و85 مصابا بين المتظاهرين في المنطقة الخضراء ببغداد
قُتِل اليوم الإثنين، 8 متظاهرين عراقيين في المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، والتي شهدت إطلاق رصاص حيّ، وقد دعا رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، إلى انسحاب المتظاهرين منها، وذلك بالتزامن مع إعلان قيادة العمليات المشتركة في البلاد، حظر التجوال الشامل في جميع المحافظات، والذي دخّل حيّز التنفيذ في السابعة من مساء اليوم.
ونقلت وكالة "فرانس برس" للأنباء عن مصادر طبيّة، لم تسمّها، القول، إنّ القتلى هم من أنصار مقتدى الصدر، مشيرة إلى إصابة 85 آخرين بجروح، وسط حالة من الفوضى عقب إعلان الزعيم الشيعي، اعتزاله نهائيا العمل السياسي.
وأصدرت قيادة العمليات المشتركة العراقية قرارا بفرض حظر التجوال الشامل في جميع المحافظات، اعتبارا من الساعة السابعة من مساء اليوم، وحتى إشعار آخر، وفق ما أوردت الوكالة الرسمية للأنباء.
ودعت بعثة الأمم المتحدة في العراق إلى ضبط النفس في بلد يبدو أن المأزق السياسي الناتج من الانتخابات التشريعية في تشرين الأول/ أكتوبر 2021/ يأخذ منعطفًا جديدًا.
وأطلقت قوات الأمن العراقية، اليوم، النار بكثافة، وأبعدت المتظاهرين من أنصار التيار الصدري عن محيط القصر الحكومي في المنطقة الخضراء.
وذكر موقع "بغداد توداي" المحلي أن قوات الأمن أطلقت الرصاص لتفريق المتظاهرين قرب القصر الحكومي، فيما أفاد موقع قناة "الجزيرة" بأن قوات الأمن تمكنت من إخراج المتظاهرين من القصر الحكومي وسيطرت عليه بالكامل.
وفي وقت سابق اليوم، قال الكاظمي في بيان، إن "اقتحام المتظاهرين للمنطقة الخضراء ودخول مؤسسات حكومية، يؤشر لخطورة النتائج المترتبة على استمرار الخلافات السياسية".
وتابع: "ندعو سماحة السيد مقتدى الصدر (زعيم التيار الصدري) الذي طالما دعم الدولة، وأكد الحرص على هيبتها واحترام القوى الأمنية، للمساعدة في دعوة المتظاهرين للانسحاب من المؤسسات الحكومية".
توجيه بتعزيز حماية الدوائر الحكومية والمصارف... "لا يوجد أي توجه لقطع خدمة الإنترنت"
في السياق، أصدر قائد عمليات بغداد، أحمد سليم، توجيها بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف.
وذكرت قيادة عمليات بغداد في بيان مقتضب أوردته وكالة الأنباء العراقية (واع)، أن" قائد عمليات بغداد الفريق الركن أحمد سليم وجه بتعزيز الحماية للدوائر الحكومية والمصارف".
ودعت قيادة العمليات المشتركة، المتظاهرين إلى الانسحاب الفوري من داخل المنطقة الخضراء، مؤكدة أنها التزمت بأعلى درجات ضبط النفس، والتعامل الأخوي لمنع التصادم، أو إراقة الدم العراقي".
فيما نفت وزارة الاتصالات، وجود توجه لقطع خدمة الإنترنت في العراق.
وذكرت الوزارة في بيان أن "الأنباء التي تحدثت عن توجه وزارة الاتصالات لقطع خدمة الإنترنت عن بغداد والمحافظات، غير صحيحة".
وأكدت أن "خدمة الإنترنت لا تزال متوفرة بشكل طبيعي".
دعوات رئاسيّة لوقف التصعيد السياسيّ وإنهاء الأزمة بالحوار
هذا وقد دعت رئاسات الجمهورية والبرلمان والوزراء العراقية، إلى التهدئة ووقف التصعيد السياسي لإنهاء أزمة البلاد عن طريق الحوار.
جاء ذلك في بيان صدر عن رئاسة الجمهورية، عقب اجتماع ضم رؤساء الجمهورية برهم صالح، والوزراء مصطفى الكاظمي، ومجلس النواب محمد الحلبوسي، والقضاء الأعلى فائق زيدان؛ لبحث "المستجدات على الساحة الوطنية".
وقال البيان إن "الاجتماع أكد أن الحوار البنّاء هو الطريق السليم لإنهاء كل الخلافات الحالية، حفاظا على مقدرات البلاد".
وأضاف: "جدد الاجتماع دعمه لدعوة السيد رئيس مجلس الوزراء، عقد جولة جديدة من الحوار الوطني الأسبوع الحالي، لبحث ومناقشة الأفكار والمبادرات التي تخص حل الأزمة الحالية".
وأضاف البيان: "نجدد الدعوة للإخوة في التيار الصدري للحضور في جلسة الحوار".
وتابع: "دعا الاجتماع كل القوى الوطنية إلى تحمل المسؤولية (...) واعتماد التهدئة على كل المستويات وإيقاف التصعيد السياسي بما يسمح بمناقشة مثمرة للحلول الآنية المطروحة".
وكان الكاظمي قد أعلن تعليق أعمال الحكومة حتى إشعار آخر، بعد اقتحام المتظاهرين القصر الجمهوري وسط بغداد، وذلك بعد إعلانه اعتزال العمل السياسي.
ويواصل أتباع الصدر، للأسبوع الخامس على التوالي، اعتصامهم أمام مقر البرلمان العراقي في المنطقة الخضراء الحكومية وخارجها، للمطالبة بحل البرلمان العراقي، إذ يشهد العراق منذ الانتخابات التشريعية الأخيرة في تشرين الأول/ أكتوبر 2021، شللا سياسيا كاملا، بسبب فشل المفاوضات بين الأحزاب الرئيسية في التوصل إلى اتفاق لتسمية مرشح لرئاسة الوزراء خصوصا.
وفي المقابل، يتجمع جمهور الإطار التنسيقي الشيعي، وهو تحالف سياسي يضم فصائل موالية لإيران، عند البوابة الجنوبية للمنطقة الخضراء، في حركة اعتصام تطالب بتشكيل الحكومة العراقية الجديدة، واستئناف عمل البرلمان.
وكان زعيم التيار الصدري قد اقترح، أول من أمس السبت، أن تتخلى "جميع الأحزاب" عن المناصب الحكومية التي تشغلها، للسماح بحل الأزمة السياسية في العراق، وكتب في تغريدة أن "هناك ما هو أهمّ من حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة". وتابع أن "الأهم هو عدم إشراك جميع الأحزاب والشخصيات التي اشتركت بالعملية السياسية منذ الاحتلال الأميركي عام 2003 وإلى يومنا هذا بما فيهم التيار الصدري"، الحزب الذي يقوده.
وأضاف الصدر: "أنا على استعداد وخلال مدة أقصاها 72 ساعة لتوقيع اتفاقية تتضمن ذلك" مشيرا إلى أن "إذا لم يتحقق ذلك، فلا مجال للإصلاح".
وتُعدّ مدينة النجف المقدسة لدى الشيعة، معقلا للتيار الصدري، فيما ينتشر عشرات الآلاف من أنصاره، خصوصا في وسط العراق جنوبه.