البعثة الفلسطينية إلى وكالة "ناسا" تعود إلى أرض الوطن
استقبلت مؤسسة النيزك للتعليم المساند والابداع العلمي وفد طلبتها ومعلميها المبدعين عائدا من رحلة علمية الى وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، حيث شارك 13 من الطلبة والمعلمين أصحاب المشاريع الإبداعية الفائزة في المسابقة الوطنية "تيك تالنت"، والذي ينفذ بالشراكة مع المكتب الأمريكي للشؤون الفلسطينية .وقد خاضت البعثة مغامرة علمية شيقة استمرت عشرة أيام في وكالة "ناسا" والعديد من المؤسسات العلمية والتكنولوجية العريقة في الولايات المتحدة.
بدأ برنامج بعثة "النيزك" بتدريب نوعي في وكالة "ناسا" ضمن أجواء علمية مبهرة خاض خلالها المشاركون مغامرة فريدة عبر زيارة كوكب المريخ من خلال سينما 360، وتنفيذ محاكاة حركية للتنقل في جوانب المريخ ضمن ظروف انعدام كامل للجاذبية. وقد تعرف الفريق على أسباب سعي "ناسا" لزيارة المريخ، وارتباط ذلك بسعي الوكالة الى المحافظة على استدامة كوكب الأرض. وتلقى الفريق شرحا حول سيرة عمل رواد فضاء حاليين وسابقين اصحاب بصمات مؤثرة في هذا المجال. وخاض الفريق مغامرة الدخول في تفاصيل حياتهم خارج كوكب الارض. ثم انتقل الفريق الى المختبرات العلمية لوكالة "ناسا"، حيث قام بمحاكاة عمليتي إقلاع وهبوط السفينة الفضائية، بما يشمل التحكم بأذرع السفينة من خلال تقنية الواقع الافتراضي (VR). وتلقى الوفد شرحا حول التخطيط الجغرافي لجزيرة "ناسا" من حيث اماكن الاقلاع والهبوط والتحكم والتصوير والمشاهدة، والعديد من التفاصيل الأخرى.
وفي محطة أخرى من الرحلة، اطلع الوفد في شركة "سبيس اكس" (SpaceX) على عملية تجميع صاروخ فضائي سيتم اطلاقه في ذات اليوم إلى الفضاء. وتابع الفريق مغامرته في استوديوهات "والت ديزني"، والتي كانت محطة فريدة جمعت التعلم مع المرح وقد تعرف الفريق خلالها على العديد من القوانين العلمية والهندسة وطرق التصميم والتصنيع الصناعي والوسائط الرقمية والرسوم المتحركة. كما تسنى للبعثة معرفة الميزات التنافسية التي جعلت استوديوهات "والت ديزني" من أكثر الأماكن متعة في العالم.
وزار الفريق متحف توماس اديسون وفورد، الذي يحتوي أهم الاختراعات الملهمة على مر التاريخ بما في ذلك أكثر من ألف اختراع قام بها العالم أديسون حصل بموجبها على العديد من براءات الاختراع. كما تعرف الفريق الى شركة فورد، وأولى سياراتها ،وأهم انجازاتها والتي شكلت نقاط تحول في عالم صناعة السيارات.
وفي مدرسة "Lakewook High School" الثانوية، قام الطلبة بعرض مشاريعهم أمام طلبة المدرسة ومعلميها، حيث لاقت اهتماماً شديداً ورغبةً بمعرفة المزيد عنها. وبالمقابل، قام عدد من طلبة المدرسة بعرض مشاريع تكنولوجية عالية المستوى. وأبدت المدرسة رغبتها بالتعاون مع وفد "النيزك" وتبادل الخبرات وأفكار المشاريع المهمة والمبتكرة في عالم التكنولوجيا. وقام الفريق بزيارة الى مدرسة "Lake Middle School" المتوسطة، اطلع خلالها على أساليب وبرامج التدريس الحديثة، بما فيها برنامج الهندسة للأطفال. حيث تنفذ المدرسة برنامج هندسي، كنشاط إضافي ما بعد المدرسة، للطلبة أصحاب الميول الهندسية.
وتابع الفريق مسيرته الى مركز "Seminole Recreation Center"، واستمع الى محاضرة من مؤسس برنامج FUNDucation، تعرف خلالها على عالم الألعاب التعليمية الخاصة، والتعلم عبر اللعب والإنتاج والذي يحمل أهدافا ربحية هامشية مكنته من أن يكون عالما اقتصاديا بارزا في الولايات المتحدة. واستمع الفريق الى اراء حول مشاريعهم من أقرانهم ومن اختصاصيين في مجالات العلوم والتكنولوجيا والفضاء، حيث أشادوا بهذه المشاريع التي سوف تحقق نجاحا مشرقا في المستقبل بالرغم من صغر سن مبتكريها.
واختتمت الرحلة الملهمة لأفراد البعثة وفي جعبتهم الكثير من الأفكار والقصص والتي ستكون محطة مهمة في سجل حياتهم المهنية والريادية.
ومن الجدير ذكره أن برنامج "تيك تالنت" والذي تقوم عليه مؤسسة النيزك، يعمل مع طلبة المدارس ومعلميهم المبدعين، ويقوم بتطوير مشاريعهم العلمية النوعية الى أن تصبح قابلة للتطبيق على أرض الواقع. وقد شارك في البرنامج في العام الحالي ما يزيد عن 7000 من الطلبة من مختلف المدارس، تقدموا بأكثر من 600 مشروع للمنافسة في المرحلة التأهيلية الأولى، قبل أن يشاركوا في مرحلة بناء القدرات التي تلتها مرحلة التصفيات المحلية، حيث تأهل منها 46 مشروعا للمشاركة في المعرض والمسابقة الوطنية حيث فازت 10 مشاريع ضمن فئات الاختراعات والابتكارات، والبرمجة، والبحث العلمي.
وفي حديث للمهندس كمال المصري قائد البعثة لوكالة الناسا، قال "ان هذه التجربة ومثيلاتها تعتبر أقوى وسيلة لإنارة الطريق، وتوجيه سفراء الابداع الفلسطيني نحو المكانة التي يستحقونها، مؤكدا أن هذه الرحلة العلمية الغنية من شأنها توسيع مدارك المبدعات والمبدعين الفلسطينيين، وتعزيز وتطوير قدراتهم العلمية والمهنية ومساعدتهم على الاطلاع على نماذج علمية متطورة، بل وأن يكونوا جزءً منها ويحاكوها بما يسهم في صقل شخصياتهم وبنائها في المجال العلمي وصولا لمستقبل مشرق يليق بالشباب الفلسطيني الذي طالما سجل حضوره في المحافل الدولية في كافة المجالات".