احتفال تخرج في "القدس المفتوحة" يتحول لوقفة تضامنية مع 3 أسرى أشقاء خريجين
لم يكن هذا الحدث عادياً بالمطلق، فقد تحول احتفال جامعة القدس المفتوحة بتخريج الفوج الخامس والعشرين "فوج علمُنا عِزُنا"، الذي نظمه فرع رام الله والبيرة، في مدرج حديقة الاستقلال اليوم الثلاثاء إلى مناسبة وطنية بامتياز للتضامن مع الأسرى في سجون الاحتلال.
لكن أسرة الأسرى من عائلة أبو حميد خطفت الأضواء استثناء، فها هي العائلة التي يقبع خمسة من أبنائها في سجون الاحتلال تحضر حفل تخريج ثلاثة من الأشقاء الثلاثة الأسرى الذين تخرجوا من جامعة القدس المفتوحة وهم: ناصر (50) عاماً والذي يعاني من مرض السرطان ومحكوم بالسجن 7 مؤبدات وخمسين عاماً، ونصر والذي يقضي حكماً بالسجن خمسة مؤبدات، ومحمد الذي يقضي حكماً بالسجن مؤبدين وثلاثين عاماً.
تجاوزت زوجة أسير وابن أسير آخر همّ السنين ووجع المرحلة لينفضا عن جباههما كل حزن، يتقدمان بخطوات بطيئة لكنها واثقة يفخران بتخريج الأشقاء الثلاثة في يوم واحد من جامعة القدس المفتوحة ضمن برنامج تعليم الأسرى الذي تقوم عليه الجامعة بالتعاون مع هيئة شؤون الأسرى والمحررين ووزارة التعليم والبحث العلمي لتتسلم العائلة شهادة ابنها الأسير ناصر أبو حميد الذي يعاني من مرض السرطان وسط تصفيق استثنائي من الحضور الذين وقفوا احتراماً وتقديراً لأسرة طالما مثلت عنوان العنفوان والتحدي.
ونيابة عن الرئيس محمود عباس راعي الحفل، ألقت عطوفة محافظ رام الله والبيرة الدكتورة ليلى غنام كلمة قالت فيها"باسم فلسطين وباسم الشهداء، والشهداء الأحياء الذين لا يمكن أن يظلوا أرقاماً، فهؤلاء يرفع لهم القبعات".
وأضافت" نحتفل اليوم بتخريج أسرى ومن ضمنهم عائلة أبو حميد العظيمة التي تقدم نموذجاً في التحدي والصبر والثبات". موجهة التحية لكافة الأسرى الخريجين ومن بينهم الأشقاء الثلاثة من عائلة أبو حميد والأسير الخريج رمزي براش.
وأكدت أن شعبنا سيبقى شوكة في حلق الاحتلال، منوهة إلى ضرورة أن يتوحد أبناء شعبنا لإنهاء الانقسام للتفرد لمجابهة الاحتلال. وفي مشهد مؤثر، اصطحبت الدكتورة غنام (وردة) زوجة الأسير محمد أبوحميد التي آثرت الارتباط بأسير رغم علمها أنه يمضي حكماً بالمؤبدات، منوهة إلى أن محمد وزوجته وردة سيرزقان قريباً بطفل من نطف تم تهريبها من سجون الاحتلال.
ويقول مدير فرع رام الله والبيرة د. حسين حمايل "نشعر بالتميز بهذه الجامعة العظيمة التي حققت التميز في جميع التخصصات في درجتي البكالوريوس والماجستير"، مشيراً إلى أن الجامعة مكنت الطلبة من فئات مختلفة ومن ضمنهم الأسرى والمحررين من إكمال تعليمهم.
ونوه إلى أن الجامعة توفر للطالب ثلاثة عناصر أساسية وهي فرصة الجمع بين العمل والدراسة، وكذلك امتلاك المعرفة، والفرصة نحو إكمال الدراسات العليا. ووجه التحية لأسرى الحرية، مشيراً إلى أن (29) أسيراً فلسطينيا قد تخرجوا في هذا الفوج، من بينهم ثلاثة أشقاء من عائلة أبو حميد.
ولفت إلى أن والدة الأسيرة أم ناصر أبو حميد غابت عن الحفل بسبب تراجع الحالة الصحية للأسير ناصر، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني سيفرح بإنجازاته رغم أنف الاحتلال.
وتسلم شهادة الأسير نصر ابنه، بينما تسلم شهادة الأسير محمد زوجته. يذكر أن أم ناصر أبو حميد هي والدة الأسرى الخمسة القابعين في سجون الاحتلال وهم:ناصر (50) عاماً، ونصر(48) عاماً ، وشريف (46) عاماً، ومحمد(39) عاماً واسلام (36) عاماً، وكلهم يقضون حكماً بالمؤبدات في سجون الاحتلال تغيبت عن الاحتفال في اللحظة الأخيرة نتيجة ورود نبأ يفيد بتراجع الحالة الصحية لفلذة كبدها ناصر.
وحضر الاحتفال عطوفة محافظ رام الله والبيرة د. ليلى غنام ممثلة عن فخامة الرئيس محمود عباس، ومدير فرع رام الله والبيرة د. حسين حمايل ممثلاً عن رئيس الجامعة أ. د. سمير النجدي ، وعضوا مجلس الأمناء د. عود الله مشارقة، وم. سعيد سعيدان، وأ. د. معتصم مصلح المساعد الأكاديمي في فرع رام الله والبيرة، ود. م عماد الهودلي عميد كلية الإعلام، وجمع من القيادات الأمنية على مستوى محافظة رام الله والبيرة، ورؤساء البلديات والمجالس المحلية في المحافظة، وعدد من الشخصيات الرسمية والوطنية والاعتبارية، ورجال الدين المسلمون والمسيحيون، وممثلون عن مؤسسات المجتمع المحلي والأسرى.
وألقى معاذ صلاح الدين كلمة باسم مجلس الطلبة، موجهاً التحية لأرواح الشهداء وأسرى الحرية، لافتاً إلى أن الأسرى لن يكلوا ولن يهزموا أمام المحتل وفي مقدمتهم الأسير القائد ناصر أبو حميد. يذكر أن سلطات الاحتلال اعتقلت على مدار العقود الماضية جميع أبناء عائلة أبو حميد بالإضافة إلى والدهم، وهدمت منزلهم خمس مرات، كان آخرها عام 2019، كما حرمت والدتهم من زيارتهم لسنوات، وفقدوا والدهم خلال سنوات اعتقالهم.