الاحتلال يقرر استمرار حالة التأهب في صفوف قواته بغلاف غزة
قرر الاحتلال الإسرائيلي، في أعقاب مداولات أمنية أجريت مساء الأربعاء، الإبقاء على حالة التأهب في صفوف قوات جيشه في المنطقة المحيطة في قطاع غزة، ومواصلة القيود المفروضة في المستوطنات المحاذية للقطاع المحاصر.
وفي أعقاب مداولات أمنية لاحقة أجريت مساء اليوم، نقلت هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11") عن مصدر وصفته بـ"الأمني الرفيع"، قوله إن التهديدات بتنفيذ حركة "الجهاد الإسلامي"، "عملية انقامية" عبر إطلاق نيران قناصة أو قذائف مضادة للمدرعات "لا تزال مرتفعة".
وتشمل القيود المفروضة على مستوطنات "غلاف غزة"، إغلاق مناطق وطرقات متاخمة للسياج الأمني، بما في ذلك محاور زراعية وطرق تربط بين مستوطنات المنطقة، تحسبا من نيران مضادة للدبابات أو القنص ردا على اعتقال القيادي في حركة "الجهاد الإسلامي" في الضفة الغربية، بسام السعدي.
وبحث المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (الكابينت)، مساء الأربعاء، التطورات على طول الشريط الحدودي شرقي قطاع غزة. وقال مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، يائير لبيد، في بيان، إن مدير جهاز الأمن العام (الشاباك) رونين بار، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، وقائد شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، أهارون حليفا.
وذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "يديعوت أحرونوت" (واينت)، أن أجهزة الأمن الإسرائيلية تجرى تقييمًا للوضع الأمني كل بضع ساعات، كما لفت بيان مكتب لبيد إلى أن الأخير "يواصل تلقي تحديثات منتظمة للوضع في المنطقة المحاذية لقطاع غزة ويجري تقييمات على مدار اليوم".
وقال الموقع إن القرار بتمديد حالة التأهب ومواصلة القيود المفروضة في "غلاف غزة"، الذي اتخذ في جلسة المداولات الأمنية الأخيرة، تأتي لتلافي وقوع "حادث أمني" في المنطقة وتجنب عمليات انتقامية من حركة الجهاد قد تؤدي إلى تصعيد واسع.
ويواصل الوسيط المصري المتمثل بجهاز المخابرات العامة المصرية، ممارسة "ضغوط شديدة" - بحسب "واينت" - على حركة الجهاد، لثنيهم عن إطلاق عملية انتقامية للرد على اعتقال السعدي. وفق ما نقله موقع "عرب 48".
وأضاف الموقع أنه "في ظل التفاهمات بأن حركة الجهاد لن تطلق عملية كبيرة دون موافقة حماس، لجأت إسرائيل أيضا إلى الجانب القطري لمحاولة التدخل لتثبيت التهدئة".
ونقل الموقع عن مسؤول إسرائيلي رفيع، قوله إن "نأمل أن تسير الأمور باتجاه التهدئة، الرسائل الإسرائيلية تم نقلها بوضوح شديد" عبر الوسطاء، لفصائل المقاومة في غزة، وأضاف "نواصل التعامل بحذر وسط رفع حالة التأهب، وبناء على التحديثات التي نتلقاها من غزة، ستتضح الصورة".
ولليوم الثاني على التوالي، أغلق الجيش الإسرائيلي، اليوم، طرقا ومنع حركة السيارات في منطقة "غلاف غزة" وأوقف حركة القطارات في الجنوب، تحسبا من إطلاق "الجهاد الإسلامي" قذائف مضادة للمدرعات أو نيران قناصة أو تسلل خلايا إلى مناطق الداخل، على خلفية اعتقال السعدي، في عملية عسكرية إسرائيلية في مخيم جنين، الإثنين.
في غضون ذلك، نقل موقع صحيفة "القدس" الإلكتروني عن مصادر فلسطينية قولها، اليوم، إن "جهود الوساطة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي بدأت تنجح في منع تصعيد محتمل كاد أن ينفجر في أي لحظة" بعد اعتقال السعدي.
وأضافت المصادر نفسها أن اتصالات مكثفة جرت منذ مساء أمس وطوال الليلة الماضية، بين الوسطاء من المخابرات المصرية وقطر وأطراف في الأمم المتحدة، بهدف محاولة منع جرّ قطاع غزة إلى تصعيد لا يحتمل في الوقت الحالي.
وبحسب المصادر، فإن الجهاد الإسلامي تجاوبت مع الاتصالات بعد أن كانت قد تجاهلت عددا منها منذ اعتقال السعدي وحتى بعد ظهر أمس. وقال المصادر إن حركة الجهاد طلبت بشكل واضح من الوسطاء إلزام الاحتلال بوقف اعتداءاته في الضفة الغربية، وشددت على أنه لا يمكنها أن تقف موقف المتفرج على استمرار قتل واعتقال كوادرها.