"نقابة الإسعاف والطوارئ" تتجه لتسليم عهدة الإسعاف إلى الرئاسة

أكدت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، أنها بصدد تسليم عهدة الإسعاف إلى مؤسسة الرئاسة، بما يعيد خدمات الإسعاف إلى صاحب تكليف الجمعية بخدمات الإسعاف.

وقال المتحدث باسم نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ في جمعية الهلال الأحمر أسامة سويطي، لـ "القدس" على هامش مؤتمر صحافي، عقد في مقر الإدارة العامة للجمعية في مدينة البيرة، "لقد كنا بصدد الإعلان عن قرار النقابة اليوم الأحد، بتسليم عهدة الإسعاف إلى مؤسسة الرئاسة الفلسطينية، لكن تم تأجيل الخطوة مدة 24 ساعة، احترامًا لدماء شهداء نابلس الذين ارتقوا فجر اليوم الأحد".

وأكد سويطي أن قرار نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ بتسليم عهد الإسعاف إلى مؤسسة الرئاسة، يأتي برد التكليف إلى صاحبه حينما كلف رئيس منظمة التحرير الفلسطينية الرئيس ياسر عرفات، عام 1996، جمعية الهلال الأحمر بتقديم خدمة الإسعاف، من أجل التأكيد على ضرورة أن يقف الجميع عند مسوؤلياته بتقديم خدمة الإسعاف على أكمل وجه.

وتحدث رئيس نقابة خدمان الإسعاف والطوارئ سائد عثمان في كلمة له، خلال مؤتمر صحافي، عن تأجيل هذه الخطوة مدة 24 ساعة، احتراماً لدماء شهداء نابلس، فيما أكد على جهوزية ضباط الإسعاف في كافة المواقع، في ظل هجمة الاحتلال الشرسة ضد أبناء الشعب الفلسطيني، مشددًا على أن الاعتصام المفتوح سيبقى مقامًا في مقر الإدارة العامة للهلال الأحمر.

في هذه الأثناء، قال سويطي: "إن النقابة كانت قد أوقفت خطوة العصيان الإداري يوم الخميس الماضي، التزامًا بالقانون، بعدما حصلت إدارة جمعية الهلال الأحمر، على قرارمستعجل من المحكمة الإدارية في محافظة رام الله والبيرة، يقضي بوقف تنفيذ قرار إعلان العصيان الإداري الكامل والشامل من قبل نقابة الإسعاف والطوارىء، كون الإضراب يمس المصلحة العامة وحياة المواطنين، وأوقفت النقابة خطوة الإضراب عن الطعام، لكنها مستمرة بالاعتصام المفتوح داخل مقر الإدارة العامة لجمعية الهلال الأحمر لليوم السادس على التوالي، وسيبقى الاعتصام مستمرًا حتى مع تسليم عهد الإسعاف للرئاسة"، وفق صحيفة القدس.

بدورها، قالت إدارة جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في بيان لها، "إن ما تقوم به نقابة موظفي الإسعاف والطوارىء في الجمعية، يعتبر تجاوزاً خطيراً لمبادىء الجمعية ورسالتها الإنسانية، وإن حالة الفوضى والاستفزاز من قبل المعتصمين داخل مكاتب الجمعية هو تصرف غير مقبول، هدفه الإساءة إلى سمعة الجمعية ومكانتها، وإن هناك أيادي خارجية معنية بالإساءة إلى الجمعية وخدماتها الإسعافية".

وأشارت الجمعية إلى "أن إدارة الجمعية، وبشهادة من وسطاء موظفي الإسعاف، ومن خارج  الجمعية، قد وافقت على جميع المتطلبات التي لا تتعارض مع قانون العمل ومع الاتفاقيات المبرمة سابقاً، إلا أن النقابة بهذا الاعتصام،  قد جعلت الإسعاف بمجمله رهينة لقضية شخص واحد مفصول ثلاث مرات، على خلفية تجاوزات إدارية ومالية متكررة".

وأكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنها حريصة كل الحرص، على أن تستمر خدمة الإسعاف والطوارىء للشعب الفلسطيني الصامد، وقالت: "لن نسمح بأن يؤدي عصيان هذه المجموعة إلى أي ضرر أو تهديد لحياة المواطن الفلسطيني، مع العلم بأن غالبية مراكز الإسعاف التابعة للجمعية ملتزمة بتقديم الخدمات الإسعافية وهي دائماً على أهبة الإستعداد لأي طارىء".

وكانت الجمعية أعلنت الخميس الماضي، حصولها على القرار القضائي بوقف العصيان الإداري، داعية نقابة الإسعاف والطوارىء إلى الالتزام بقرار المحكمة، والعودة إلى العمل الفوري، وإخلاء مبنى الإدارة العامة للجمعية، التزاماً بقرار المحكمة.

وكانت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ أكدت أن إعلان العصيان الإداري الكامل والشامل الذي بدأته عصر الأربعاء الماضي، يستثنى منه فقط الحالات الطارئة جداً، بما فيها الأحداث الأمنية والإصابات الناتجة عن الاحتلال، وذلك استكمالاً للخطوات التصعيدية المعلن عنها، إلى أن أعلنت النقابة التزامها بالقرار القضائي بإيقاف العصيان الإداري.

وتتهم النقابة إدارة الجمعية برفض مناقشة مطالبها، وعدم التزامها ببنود الاتفاق الموقع بينهما في الـ24 من مايو\ أيار 2022، مشيرة إلى أن جلسة للحوار عقدت في الثامن من الشهر الجاري، لم يتم التوصل فيها لحل للنزاع وفشل الحوار، ما اضطرها للعودة مجددًا للخطوات التصعيدية، لكن المتحدث الرسمي باسم جمعية الهلال الأحمر مأمون العباسي أكد لـ"القدس"دوت كوم في وقت سابق، أن "هناك بعض القضايا تم التوافق عليها، وبقيت قضايا خلافية، ولم نصل إلى طريق مسدود تعلن بمقابله إجراءات تصعيدية، حيث إن بعض القضايا تحتاج نقاشًا وحوارًا كافيًا".

وتطالب نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ بعدة قضايا نقابية، وإعادة فتح مراكز الإسعاف والطوارئ المقلصة وتوفير مركبات إسعاف كما كان عليه الحال قبل 2018، وإلغاء كافة الإجراءات القمعية وإلغاء شطب الإجازات والفصل والتنقل.
وكانت نقابة خدمات الإسعاف والطوارئ نفذت اعتصامًا مفتوحًا بذات يوم توقيع الاتفاقية الأخيرة، داخل المقر العام لجمعية الهلال، بعد عصيان إداري، والامتناع عن تقديم خدمات الإسعاف، لمدة يومين.