بايدن يكتب مقالا "لماذا سأذهب إلى السعودية؟"
نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، الأحد، مقالا للرئيس الأمريكي، جو بايدن، حمل عنوان "لماذا سأذهب إلى السعودية؟" وذلك قبل أيام على الزيارة المتوقع إجراؤها منصف الشهر الجاري.
وقال بايدن في المقال: "أعلم أن هناك الكثير ممن لا يتفقون مع قراري بالسفر إلى المملكة العربية السعودية. آرائي حول حقوق الإنسان واضحة وطويلة الأمد، والحريات الأساسية دائمًا ما تكون على جدول الأعمال عندما أسافر إلى الخارج، كما ستكون خلال هذه الرحلة، تمامًا كما ستكون في إسرائيل والضفة الغربية".
وأضاف: "في المملكة العربية السعودية، عكسنا سياسة الشيك على بياض التي ورثناها. أصدرت تقرير مجتمع المخابرات حول مقتل جمال خاشقجي، وأصدرت عقوبات جديدة، بما في ذلك على قوة التدخل السريع السعودية المتورطة في مقتله، وأصدرت 76 حظر منح تأشيرة بموجب قانون جديد يمنع دخول أي شخص إلى الولايات المتحدة متورط في مضايقة المعارضين في الخارج. لقد أوضحت إدارتي أن الولايات المتحدة لن تتسامح مع التهديدات الخارجية والمضايقات ضد المعارضين والنشطاء من قبل أي حكومة كما دافعنا عن المواطنين الأمريكيين الذين احتُجزوا ظلماً في المملكة العربية السعودية قبل فترة طويلة من تولي منصبي. تم الإفراج عنهم منذ ذلك الحين، وسأواصل الضغط من أجل رفع القيود المفروضة على سفرهم". وفق ما كتب.
وتابع: "منذ البداية، كان هدفي هو إعادة توجيه العلاقات - ولكن ليس قطعها - مع دولة كانت شريكًا استراتيجيًا لمدة 80 عامًا. اليوم، ساعدت المملكة العربية السعودية في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي الست، ودعمت الهدنة في اليمن بشكل كامل، وتعمل الآن مع خبرائي للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي أوبك الآخرين".
وذكر بايدن أنه سيسافر إلى الشرق الأوسط الأسبوع القادم لبدء فصل جديد وواعد للدور الأميركي في المنطقة.
واستعرض بايدن أهداف زيارته للمنطقة، وللسعودية خاصة، وما اعتبرها نجاحات حققتها إدارته الصراع الفلسطيني الإسرائيلي والحرب في اليمن، وقال إن رحلته للشرق الأوسط تأتي في وقت حيوي للمنطقة كما ستساهم في تعزيز المصالح الأميركية.
وقال إن الشرق الأوسط الذي سيزوره أصبح أكثر استقرارا من الذي ورثته إدارته قبل عام ونصف، كما أن وجود شرق أوسط أكثر أمنا وتكاملا يعود بالفائدة على الأميركيين من نواح عديدة، وفق تعبيره.
وأضاف أنه سيواصل الدبلوماسية بشكل مكثف لتحقيق أهدافه، بما في ذلك من خلال اجتماعات تعقد وجها لوجه.
وتابع إن رحلته للشرق الأوسط تأتي في وقت حيوي للمنطقة وستساهم في تعزيز المصالح الأميركية، قائلا إن من غير المرجح أن تتسبب منطقة تتحد عبر الدبلوماسية والتعاون في تطرف عنيف يهدد الولايات المتحدة أو في حروب جديدة يمكن أن تضع أعباء جديدة على قواتها.
وأشار بايدن إلى أن ممرات الشرق الأوسط المائية ضرورية للتجارة العالمية، وأن مواردها من الطاقة حيوية للتخفيف من التأثير على الإمدادات العالمية لحرب روسيا في أوكرانيا.قال الرئيس الأميركي جو بايدن إنه سيسافر إلى الشرق الأوسط الأسبوع القادم لبدء فصل جديد وواعد للدور الأميركي في المنطقة.
"العلاقات مع السعودية"
وفي المقال الذي نشرته واشنطن بوست، قال الرئيس الأميركي إن اجتماع قادة المنطقة في مدينة جدة بالسعودية سيكون مؤشرا لإمكانية وجود شرق أوسط أكثر استقرارا، وفق تعبيره.
ووصف بايدن السعودية بأنها شريك إستراتيجي لبلاده منذ 80 عاما، وأكد أن هدفه منذ البداية كان إعادة توجيه العلاقات معها وليس قطعها، مشيرا إلى أنه سيكون أول رئيس أميركي يسافر من إسرائيل إلى جدة.
وأضاف أن هدفه عندما يلتقي بقيادة السعودية يوم الجمعة المقبل هو تعزيز شراكة تستند إلى مصالح مع التمسك بالقيم الأميركية.
كما قال إن المملكة ساعدت في استعادة الوحدة بين دول مجلس التعاون الخليجي، مضيفا أنها تعمل الآن مع خبراء إدارته للمساعدة في استقرار أسواق النفط مع منتجي منظمة الدول المصدرة للنفط "أوبك" (OPEC).
"الصراع الفلسطيني الإسرائيلي"
في موضوع آخر، قال الرئيس الأميركي إن إدارته أعادت بناء العلاقات الأميركية الفلسطينية واستعادت بالعمل مع الكونعرس نحو 500 مليون دولار لدعم الفلسطينيين.
وقال بايدن إن بلاده ساهمت في إنهاء الحرب في غزة خلال11 يوما فقط، وإن هذه الحرب كان من الممكن أن تستمر شهورا.
وتحدث عن الاتصالات الفلسطينية الإسرائيلية الأخيرة، مشيرا إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي يائير لبيد ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تحدثا معا هذا الأسبوع لأول مرة منذ 5 سنوات.
كما قال إن إدارته عملت مع إسرائيل ومصر وقطر والأردن للحفاظ على السلام دون السماح لمن وصفهم بـ"الإرهابيين" بإعادة التسلح، حسب تعبيره.
وفيما يخص العلاقات مع إسرائيل، أشار بايدن إلى أن إدارته قامت بتمرير أكبر حزمة دعم لتل أبيب في التاريخ تقدر بأكثر من 4 مليارات دولار.
"إيران معزولة"
واعتبر بايدن في هذا المقال أن إيران أصبحت معزولة حتى تعود إلى الاتفاق النووي لعام 2015.
وقال إن إدارته ستواصل زيادة الضغط الدبلوماسي والاقتصادي حتى تعود إيران إلى الامتثال للاتفاق.
"العمليات في العراق"
وفيما يخص العراق، قال الرئيس الأميركي إن بلاده أنهت مهمتها القتالية هناك وتم نقل الجنود الأميركيين للتركيز على تدريب العراقيين مع الحفاظ على التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش".
وقال بايدن إن معدل الهجمات التي ترعاها إيران في العراق انخفض بشكل حاد مقارنة بما كان عليه الحال قبل عامين.
"حرب اليمن"
وفيما يتعلق بالحرب في اليمن، أشار الرئيس الأميركي إلى أنه بعد عام من الدبلوماسية المستمرة، تم إبرام الهدنة وبدأت المساعدات تصل إلى مدن وبلدات يمنية كانت تحت الحصار.
وقال بايدن إن الأشهر القليلة الماضية في اليمن كانت الأكثر أمنا منذ 7 سنوات بسبب الهدنة التي تم التوصل إليها.
وأضاف أنه عين مبعوثا لليمن وتواصل مع قادة المنطقة، من ضمنهم الملك السعودي، لوضع أساس لهدنة.
"تنظيم داعش"
وفي المقال نفسه، أشار الرئيس الأميركي إلى أن القوات الأميركية قتلت في فبراير/شباط الماضي زعيم تنظيم داعش في سوريا.
وقال إن ذلك أظهر قدرة الولايات المتحدة على القضاء على التهديدات الإرهابية بغض النظر عن مكانها.
ومن المقرر أن يزور بايدن السعودية الأسبوع المقبل حيث سيلتقي العاهل السعودي وولي عهده، وقد وجه العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز دعوة لقادة دول مجلس التعاون الخليجي والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، والرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، ورئيس وزراء العراق مصطفى الكاظمي.