ضرب وإهانة
شجب وإدانة.. تفاصيل جديدة حول الاعتداء على مسيرة "عشتار" برام الله
أصيب عدد من المواطنين، مساء أمس الجمعة، في اعتداء على مسيرة فنية لمسرح عشتار قبل انطلاقها في أحد شوارع رام الله التحتا، بزعم انها تحمل أعلام ملونة، تشير إلى دلالات جنسية، إلا أن القائمين على المسيرة أكدوا أن الفعالية كجزء من الاحتفالات الفنية المصاحبة لاحتفالات عيد الاضحى فقط.
وذكرت مصادر محلية، إن من بين المشاركين الذي تعرض للضرب والاعتداء اللفظي أحد مؤسسي مسرح عشتار في فلسطين، الفنان ادوارد معلم.
قال شهود عيان إن مهرجانًا ينظمه مسرح عشتار في رام الله، تعرض مساء الجمعة للاعتداء من قبل مجموعة من الشبان، بما في ذلك الضرب والإساءات اللفظية.
وكان الجمعة هو اليوم الأخير لمهرجان عشتار الدولي السادس لمسرح الشباب (هبة فن) الذي يضم فنانين فلسطينيين وأجانب.
الشرطة توضح ما حدث
أوضحت الشرطة حقيقة ما حدث مساء اليوم الجمعة، في مدينة رام الله، حيث جرى الاعتداء على مسيرة لمسرح عشتار في أحد شوارع رام الله التحتا.
وذكرت إدارة العلاقات العامة والإعلام في الشرطة، ان مسيرة لمسرح عشتار جابت أحد شوارع منطقة رام الله التحتا وهم يحملون رايات ملونة، وقامت مجموعة من الأشخاص بالاعتداء على المسيرة وتحركت قوات من الشرطة والأجهزة الأمنية للمكان، وعملت على منع الاعتداء، وأطلقت النار أثناء ذلك وقبضت على شخص من المشاركين فيه.
وأضافت الشرطة انها باشرت البحث والتحري وجمع الأدلة والتصوير لمعرفة هوية المعتدين واسباب الاعتداء .
بلدية رام الله تنفي تنظيم أي فعالية تسيء للبلد
و نفى رئيس بلدية رام الله بالضفة الغربية، عيسى قسيس، الليلة، تنظيم أية فعالية تسيء للبلد، مؤكداً تنظيم مجموعة من الفنانين المهرجين فعالية لإدخال الفرحة ورسم البسمة على شفاه الأطفال وأهالي البلد عشية عيد الأضحى المبارك.
وكان تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يسيء للبلدية تخلله سوء تفاهم ترافق مع إطلاق نار في الهواء.
وقال قسيس: "إن مسرح عشتار يشتغل مع بلدية رام الله من زمان، وكان فيه فعالية لهم عندنا في البلدية، وهذا عمل فني ثقافي، والجماعة (فنانو عشتار) يشتغلوا مع البلدية من زمان".
وأضاف "صار سوء تفاهم في الشارع والموضوع انتهى، وصارت الفعالية كاملة بالمسرح البلدي ولم تلغ الفعالية أبداً".
ونوه قسيس، إلى أن ما صدر ونشر عبر مواقع التواصل من مقطع فيديو هو سوء تفاهم ليس أكثر، مضيفاً هؤلاء عبارة عن مهرجين يرتدون ملابس المهرجين وينفخوا بالونات ويلاعبون الأطفال ويرتدون ملابس بألوان المهرج وينشدون أنشودة "يا مولاي..."، وهذا شيء عظيم الذي يقومون به من أجل إسعاد الناس.
وأوضح أن بلدية رام الله مشهود لها بإدخال الفرحة والسرور على الأهالي والبلد.
وقال قسيس: "من خلالكم نتمنى أن تنقل الصورة الصح، وما يصير في البلد والدور الايجابي للبلدية، ونحن الحائط الحامي والخط المانع ولا يمكن أن نتجاوز الخطوط الحمراء بهذا الشيء اجتماعياً وسياسياً".
وأضاف قسيس: رسالتنا في العيد المبارك نحن نعيد على الجميع، واليوم الفرح في الشوارع وهذا شيء يثلج ويفرح قلبنا، ونحن شعب يستاهل أن يفرح رغم الاحتلال ورغم الصعاب، قائلاً: "نعرف عندنا إخوة وأخوات خلف القضبان (في سجون الاحتلال الإسرائيلي) وفي لاجئين في الخارج وأوضاع أهلنا الصعبة في غزة (بفعل الحصار الإسرائيلي المفروض منذ أكثر من 15سنة) وفي المنفى، لكننا في يوم العيد نعيد عليهم ونقول لهم اللقاء قريب رغم أنف المحتل".
وأردف قسيس: نحن بالنسبة لنا هذه بلادنا وقاعدون فيها ونريد أن نعيد فيها، وأعيد إخواني وأخواتي كلهم وكل سنة وأنتم سالمين.
مسرح عشتار يصدر بيانا
من جهته أصدر “مسرح عشتار” بيان شجب وإدانة للاحداث التي وقعت في رام الله أثناء مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب.
وجاء في البيان، “اعتدى مجموعة من الزعران اليوم الساعة ٥:٣٠ مساء على مجموعة من ضيوف مسرح عشتار الدوليين وطلابها أثناء الوقوف أمام المحكمة العثمانية ولم تكن هناك مسيرة في الشارع وإنما إنتظار وجود الشرطة التي أعطت إذن بالمسيرة الفنية ثم تراجعت عنه، لذا لم تتم المسيرة ولكن تم الاعتداء علينا ونحن واقفون وفي خضم حزم الامتعة.
وأضاف البيان، ” كان من المفترض أن تسير المسيرة يتقدمها العلم الفلسطيني وخريطة فلسطين وتتبعها دمية كبيرة تعبر عن البهجة بالعيد والفن. ولكن من حيث لا ندري هجمت مجموعة من الزعران على الفريق وبدأت بالضرب والشتم وتضرر عدد كبير من الأجانب والمحليين. ثم جاءت الشرطة وفرقت الشباب، لكنهم لحقوا بالفنانيين إلى باحة بلدية رام الله وأعادوا الاعتداء عليهم، ولم تتدخل الشرطة حينها. وقد أسفر هذا الاعتداء الوحشي عن إصابات في صفوف الشباب والأطفال المشاركين مع مسرح عشتار وسرقة هواتفهم النقالة”.
كما أدان مسرح عشتار بشدة الحادثة ووصفها بـ (الإنفلات) “وكل من يساهم في هذه الظواهر التحريضية، والذي لا يخدم إلا الشرخ المتنامي في مجتمعنا ويخدم الاحتلال”. بحسب ما جاء في البيان
المؤسسات الثقافية تدين الاعتداء
يعرب مسرح عشتار والمؤسسات الثقافية والفاعلين الثقافيين عن استهجانهم وإدانتهم لما حدث من اعتداء على المسيرة الفنية التي نظمها مسرح عشتار يوم أمس ٨-٧-٢٠٢٢ كجزء من الاحتفالات الفنية المصاحبة لاحتفالات عيد الاضحى وضمن فعاليات مهرجان عشتار الدولي لمسرح الشباب، اذ قام مجموعة من البلطجية بضرب المشاركين بصورة وحشية في المسيرة الفنية قبل تحركها في الشارع المحاذي للمحكمة العثمانية تحت حجج وادعاءات واهية.
يأتي هذا الاعتداء السافر ضمن سلسلة اعتداءات ممنهجة في الآونة الاخيرة والتي تخلخل أساسات حرية العمل الثقافي، وعليه نحمل الجهات الرسمية مسؤوليتها في حماية المؤسسات الثقافية ومؤسسات المجتمع المدني كافة، ونطالب بفتح تحقيق شفاف يضمن العدالة للمعتدى عليهم ومحاسبة كل من تورط في الاعتداء على المشاركين في الفعالية الفنية وكل من يساهم في ما يحصل من فلتان وتقويض لسيادة القانون.
الهيئة المستقلة تدين الاعتداء
قالت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" انها تنظر بخطورة بالغة للاعتداء المؤسف بالضرب والاساءات اللفظية، من قبل مجموعة من الافراد، على المشاركين في مهرجان عشتار الدولي السادس لمسرح الشباب (هبة فن) قبل انطلاق المسيرة الفنية التي كانت مقررة من المحكمة العثمانية في رام الله الى مقر البلدية، ما أدى الى اصابة عدد من المشاركين في التجمع الفني المذكور.
وأشارت الهيئة في بينها الى أن ضيوف المهرجان كانوا من الفنانين المشاركين من دول أوروبية مختلفة ومن أصحاب المواقف السياسية الداعمة للشعب الفلسطيني، اضافة الى مشاركين محليين من طلاب المسرح في فلسطين.
وطالبت الهيئة الشرطة والنيابة الفلسطينية بفتح تحقيق فوري في الحادثة، وتقديم كل من يثبت تورطه إلى القضاء، كما تطالب الشرطة الفلسطينية توفير الحماية للتجمعات والنشاطات الفنية و الثقافية دون تمييز.