هيئة الأسرى: أسيرة تسرد تفاصيل التنكيل بها وظروف اعتقالية سيئة في "الجلمة"
تقبع الأسيرة شروق البدن (27 عاما) من بلدة تقوع بمحافظة بيت لحم في سجن "الدامون" للنساء في ظل أحوال صعبة، فيما يعاني المعتقلين الموقوفين داخل مركز توقيف "الجلمة" من أوضاع معيشية واعتقالية سيئة، وفقا لهيئة شؤون الأسرى والمحررين حسب ما نقلت عنها وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
ونقلت محامية الهيئة، حنان خطيب، عن الأسيرة البدن حول كيفية اعتقالها من قبل جنود الاحتلال، قولها إنه "جرى اعتقالي من المنزل حوالي الساعة الثانية والنصف بعد منتصف الليل، حيث داهمت قوات الاحتلال الإسرائيلي منزل أهلي، وفجأة حضرت 5 مجندات وجرى رفعي من السرير وتفتيشي تفتيشا عاريا وضربي حتى سالت الدماء من أنفي، كان منظرهن داخل المنزل مرعبا ومخيفا، وكنّ مدججات بالأسلحة حتى أن ابنتي الطفلة ذات السبعة أعوام اختبأت تحت السرير".
وأضافت "جرى تقييد يديّ وتعصيب عينيّ، وطلبت أن أودّع أهلي وابنتي فرفض جنود الاحتلال وتعمدوا جرّي، حينها كنت أرتدي ملابس البيت فطلبت منهم تغيير ملابسي، ولكنهم رفضوا، وعمدت إحدى المجندات دفعي بعنف أمام أهلي، فقام أهلي بتصوير ما حدث ونتيجة لذلك هجم الجنود على أخي، ورموه على الأرض وأخذوا الهاتف من يده، عندها حدثت مشكلة بينهم وبين أهلي بسبب ضربهم لأخي فقاموا بسحبي سريعا ورفضوا أن أسلم على ابنتي الصغيرة".
الأسيرة شروق البدن
وتابعت البدن "بعدها اقتادوني إلى المركبة العسكرية وجرى نقلي إلى معسكر عتصيون، حيث كانت أصعب مرحلة باعتقالي وطلبت أن أشرب ماء ولكنهم رفضوا إعطائي، وقالوا لي سننقلك لمكان جميل وإذ بهم ينقلونني للخارج تحت المطر، وبقيت حوالي الساعة الرابعة والنصف فجرا لغاية الثانية عشر ظهرا تقريبا وأنا تحت المطر والبرد القارس، وبعدها نقلوني للتحقيق بمنطقة لا أذكر اسمها، وعندما أعلمني المحقق بأنه سيتم تحويلي للاعتقال الإداري أعلنت الإضراب عن الطعام، باليوم التالي جرى نقلي إلى سجن الشارون وكانت هناك الأسيرتان القاصرتان نفوذ حماد وإسراء غتيت التي أفرج عنها لاحقا وبقيت أنا ونفوذ".
ومما يذكر أن الأسيرة شروق البدن اعتقلت للمرة الأولى في العام 2019، وأمضت عاما في الاعتقال الإداري، وأعيد اعتقالها في أيلول/سبتمبر 2020، وأمضت 8 شهور إداريا وأفرج عنها في شهر أيار/مايو من العام الماضي، وأعيد اعتقالها يوم 7 كانون الأول/ديسمبر 2021 وقد حكم عليها بالاعتقال الإداري 4 أشهر أول مرة وجرى تمديده لأربعة شهور أخرى تنتهي مدتها يوم 5 آب/أغسطس المقبل.
وفيما يخص الأوضاع المعيشية والاعتقالية للمعتقلين الموقوفين في معتقل "الجلمة"، جاء في تقرير لهيئة شؤون الأسرى والمحررين اليوم، الأحد، أن "إدارة الجلمة تحتجز الأسرى داخل أقسام ضيقة للغاية، ولا توجد في الغرف أسرة كافية لعدد الأسرى، ومعظمهم يفترشون الأرض بسبب الاكتظاظ داخل الغرف، وتحرمهم من الخروج لساحة ’الفورة’ والتعرض لأشعة الشمس، وتعمد إبقاءهم طوال الوقت داخل الأقسام التي تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة الآدمية، وخلال تواجد الأسير بالجلمة يُحرم من زيارة ذويه".
ومن جانبه، قدم الطاقم القانوني في الهيئة التماسا لمحكمة الاحتلال للمطالبة بنقل الأسرى الموقوفين من "الجلمة" إلى الأقسام العامة في السجون بأسرع وقت ممكن، لكن سلطات الاحتلال تتذرع بحجة الاكتظاظ داخل السجون المركزية وتماطل بنقلهم.