أخطاء الفيدرالي الامريكي الثلاثة التي قد تدفع اقتصاد أمريكا إلى مستقبل غامض
يعيش الفيدرالي الأمريكي اليوم واحدة من أكثر الامتحانات صعوبة في العصر الحديث، وهو يحاول العمل على كبح جماح التضخم من جانب، وعدم دفع الاقتصاد إلى الركود من جانب آخر، وفيما يلي سنشير إلى أخطاء الفيدرالي الامريكي الثلاثة حتى الآن، والتي إن لم يتم تصحيحها فإنها ستدفع الاقتصاد الأمريكي نحو واقع ومستقبل مشكوك في أمره.
حيث تتبادر إلى أذهان المحللين والاقتصاديين والاستراتيجيين العديد من الأسئلة حول أخطاء الفيدرالي الامريكي الثلاثة الرئيسية.
ووفقا لموقع CNBC، فإن الحديث يدور حاليا عن ثلاثة أخطاء، تتعلق بالماضي والحاضر والمستقبل.
حيث يتعلق خطأ الماضي في عدم تصرف الفيدرالي بالسرعة الكافية لترويض التضخم منذ البداية والاكتفاء بالتطمينات.
بينما يتعلق خطأ الحاضر بعدم التصرف بالشكل الكافي لمواجهة التضخم حتى مع قيامه برفع اسعار الفائدة بشكل مستمر.
فيما يتعلق خطأ المستقبل بأن الفيدرالي الأمريكي لا يمتلك الرؤية الواضحة للأزمات الحالية أو المقبلة.
وتقول كوينس كروسبي كبيرة استراتيجيي الأسهم في إل بي إل فاينانشال:
“إن الفيدرالي كان ينبغي عليه أن يكون مدركا لحجم التضخم الآخذ في التوسع”
كما انتقدت مسألة الاندهاش او الصدمة التي شعر بها اعضاء الفيدرالي من التضخم، حيث أن عمق المشكلة كان واضحا للجميع.
ويمكن التأكيد على كلام كوينس من خلال مخاوف المستهلكين التي كانت تسبق عمليات زيادة الفائدة وقلقهم من حدوث الركود.
وقد بات واضحا مدى التخبط في محاضر الفيدرالي وتحديدا منذ أولى عمليات رفع للفائدة، والتي كان يبدو عليها عدم الوضوح واليقين.
حيث قام الفيدرالي برفع الفائدة بربع نقطة من خلال لهجة متفائلة في البداية، ثم قام برفعها بنصف نقطة مع خطاب أشد قلقا.
ثم ليتحدث في محضره الأخير عن رفع بخمسة وسبعين نقطة أساس مع تخفيضه للنمو واعتذار عن أخطاء تقديرية للتضخم.
كما وتطرقت كروسبي إلى الفكرة القائلة بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي كان يجب أن يكون أكثر وعيًا بشأن التضخم، فقال:
“إنه من الصعب تصديق أن البيانات كان من الممكن أن تفاجئ محافظي البنوك المركزية”.
وقد قال تقرير أخير لصحيفة وول ستريت جورنال:
“إنه من المحتمل أن تتجاوز عملية رفع الفائدة نهاية الشهر القادم مقدار نصف نقطة مئوية”.
ويشير لويس بلاك ، الرئيس التنفيذي لشركة التعدين العالمية Almonty Industries إلى مسألة خطيرة جدا، ويقول:
“سيضطر بنك الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع معدلات أعلى بكثير مما هي عليه الآن”.
كما أكد على أن معدلات الفائدة ستتجه نحو أرقام فردية، في إشارة إلى رفع الفائدة بشكل أسرع وأكبر في كل مرة.
وأشار إلى مسألة غاية في الخطورة بالنسبة لأصحاب العمل، وهي مطالبة العمال في زيادة المال لمواجهة ارتفاعات الاسعار المتواصلة.
أما ميتشل غولدبيرغ رئيس ClientFirst Strategy فقد تحدث بلغة يشوبها التشاؤم من جهة والتفاؤل من جهة اخرى.
حيث أكد على أن الأسواق تعيش الآن حالة ركود فعلية.
بينما رأى أن الأسواق الهابطة الآن، ستقوم بتصحيح مسارها من خلال إعادة المستثمرين لترتيب أفكارهم.