أجراها الدكتور محمد العوري
أول دراسة فلسطينية حول "الضغوطات النفسية للإعلاميين الفلسطينيين"
أجرى المستشار والأخصائي النفسي الدكتور محمد راجح العوري أول دراسة نفسية تختص بدراسة مستوى الضغوط النفسية والعزلة الاجتماعية التي يتعرض لها الإعلاميين في فلسطين.
وأظهرت نتائج الدراسة التي قام بها العوري مع باحثين آخرين الى أن مستوى الضغوط النفسية لدى الاعلاميين الفلسطينيين كانت مرتفعة ومستوى العزلة الاجتماعية لديهم جائت بنسبة متوسطة وهذا يشير بشكل واضح الى أن الاعلامي الفلسطيني يتعرض الى ضغوطات نفسية كبيرة في مجال عمله الأمر الذي ينعكس بشكل سلبي على حالته النفسية وعلى أدائه وسلوكه اليومي في الأعمال المختلفة التي يقوم بها
وأوضح العوري أن الضغوط النفسية هي حالة من التوتر النفسي والجسدي والعصبي التي تصيب الفرد نتيجة تعرضه لأحداث ضاغطة مُستمرة سواء على الصعيد النفسي أو الاجتماعي أو المهني، حيث تترك هذه الضغوط مجموعة من الآثار السلبية على المستوى النفسي والصحي على المدى القريب والبعيد
وإستعرض العوري في دراسته مجموعة من الأسباب التي تؤدي الى تنامي الضغوط النفسية لدى الإعلاميين وكان من أبرزها الإحتلال الإسرائيلي واجراءاته القمعية المستمرة بحق الاعلاميين والتي تتمثل في إستهدافهم بالقتل أو الاعتقال أو الملاحقة أو التضييق عليهم وتقييد حريتهم، بالإضافة الى ضغوطات لها علاقة بطبيعة المهنة وظروف العمل
كالدوام لساعات طويلة والسرعة في جمـع الاخبـار ومعالجتهـا ونشـرها، وهناك ضــغوطات اداريــة تتمثل بقــوانين المؤسســة وتوجهاتها ومصالحها وطبيعة النظام السائد فيها، وهناك ضغوطات اقتصادية واجتماعية وسياسية عديدة تؤثر هي الأخرى على الحالة النفسية للإعلامي وعلى مستوى الدافعية والإنجاز في العمل وقد يصل بعض الاعلاميين الى الاحتراق النفسي وهو شعور الاعلامي بالتعب والاستهلاك وأنه لم يعد قادراً على العمل كما كان سابقاً
وأضاف العوري أن الاحتراق النفسي هو النتيجة النهائية للضغوط المهنية المستمرة التي يتعرض لها الفرد في بيئة عمله، أي أن الإحتراق هو عرض من أعراض الضغوط النفسية يحدث عندما يعجز الفرد في التعامل مع ضغوطاته وعندما لا يكون هناك توافق بين طبيعة العمل والخصائص الشخصية للفرد التي لا تكون منسجمة ومتوافقة مع طبيعة العمل الذي يقوم به
وشدد العوري على ضرورة أن يكون هناك برامج علاجية نفسية متخصصة تهتم بمتابعة وتقديم الخدمات الارشادية النفسية للإعلاميين حيث سيشكل لهم ذلك مناعة نفسية وسيساهم بشكل أو بآخر بحمايتهم من الوقوع في مصيدة المشاكل الصحية و النفسية سواء على المدى القريب أو البعيد
وفي الختام أهدى العوري هذه الدراسة لروح الشهيدة الإعلامية شيرين أبو عاقلة التي كانت على عِلم بإجراء هذه الدراسة وكانت مهتمة لمعرفة أهم نتائجها، كما جائت هذه الدراسة أيضاً تقديراً للإعلاميين الفلسطينيين ولتضحياتهم و لدورهم المهم على مدار سنوات طويلة في خدمة القضية الفلسطينية