سول وواشنطن تعتزمان تعزيز التعاون العسكري
أعلن الرئيسان الأميركي، جو بايدن، والكوري الجنوبي، يون سوك يول، اليوم السبت، في سيول، عزمهما على تعزيز التعاون العسكري بين البلدين للتصدي لما تمثله كوريا الشمالية من "تهديد".
قال الرئيس الأميركي، بايدن، السبت، إن التحالف المستمر منذ 70 عاما بين الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، بني على أساس معارضة تغيير الحدود بالقوة والعمل المشترك لردع كوريا الشمالية والحفاظ على منطقة المحيطين الهندي والهادي حرة ومفتوحة.
وأدلى بايدن بتصريحه خلال قمة جمعته بالرئيس الكوري الجنوبي الجديد، يون سوك يول، الذي قال إن التحول في التجارة وسلاسل التوريد قدم أسبابا أخرى لتطوير التحالف.
وجاء في بيان مشترك صدر في ختام القمة التي تشكل أول زيارة لبايدن إلى آسيا منذ تنصيبه، أنه "نظرا إلى تنامي التهديد الذي تطرحه جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، يتفق القائدان على بدء محادثات من أجل توسيع مدى وحجم التدريبات والمناورات العسكرية المشتركة في شبه الجزيرة الكورية ومحيطها".
وصدر البيان فيما حذرت أجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية من أن الشمال أنجز الاستعدادات للقيام بتجربة نووية ستكون السابعة في تاريخه والأولى منذ خمس سنوات.
من جانبها، لم تستبعد واشنطن قيام بيونغ يانغ بـ"استفزاز" خلال جولة بايدن الآسيوية أو بعدها مباشرة. وما يزيد الأوضاع غموضا تفشي جائحة كورونا حاليا في كوريا الشمالية، التي سجلت نحو 2,6 مليون إصابة و66 وفاة بحسب آخر الأرقام الرسمية الصادرة اليوم، السبت.
وأعرب يون وبايدن في بيانهما المشترك عن "قلقهما بشأن تفشي وباء كوفيد-19 مؤخرا" في كوريا الشمالية مؤكدين "استعدادهما للعمل مع الأسرة الدولية من أجل تقديم مساعدة" لبيونغ يانغ.
وأفاد بايدن بأن واشنطن عرضت على بيونغ يانغ تقديم لقاحات لها، لكنها "لم تتلق أي رد". وتطرح هذه الأزمة الصحية وكيفية تأثيرها على قرارات الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون العسكرية، أسئلة يسعى الأميركيون والكوريون الجنوبيون لإيجاد أجوبة عليها.
وفي مطلق الأحوال، فإن قرار القيام بتجربة نووية أو الامتناع عن ذلك سيكون حاسما لتحديد مسار العلاقات الأميركية الكورية الجنوبية خلال السنوات الخمس من ولاية يون، على ما أوضحت المحللة السابقة في وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) سو كيم، في حديث لوكالة "فرانس برس".
وقالت المحللة "إذا أجرى كيم تجربة خلال زيارة بايدن، سيساعد فعليا البلدين على إيجاد دافع أكبر للعمل معا حول مسألة كوريا الشمالية".
وسرعت كوريا الشمالية تجاربها العسكرية منذ مطلع العام، فيما المفاوضات بهدف نزع سلاحها متعثرة منذ فشل قمة عام 2019 بين كيم جونغ أون، والرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب.
وأعلن بايدن، خلال القمة التي جمعته بنظيره الكوري الجنوبي أن أي لقاء مع كيم رهن بـ"صدق" نواياه.
وإن كان التوتر مع الشمال والغزو الروسي لأوكرانيا على رأس المواضيع التي سيتم بحثها، فإن هدف بايدن الرئيسي من قمة السبت يبقى إقامة "علاقة شخصية قوية" مع يون الذي وصل إلى السلطة في 10 أيار/ مايو، على ما أفاد مسؤول أميركي.
وتعتبر كوريا الشمالية على غرار اليابان طرفا أساسيا في الإستراتيجية الأميركية الرامية إلى احتواء الصين والحفاظ على "منطقة حرة ومنفتحة" في المحيطين الهندي والهادئ، بحسب تعبير واشنطن.
وكان بايدن قد أعلن في تصريحاته العلنية الأولى، بعد وصوله إلى كوريا الجنوبية، أن التحالف بين البلدين هو "دعامة للسلام والاستقرار والازدهار" في العالم.
ورحب بقرار "سامسونغ" بناء مصنع جديد لأشباه الموصلات في تكساس سيفتتح عام 2024.
من جهة أخرى، أعلن حاكم ولاية جورجيا بجنوب الولايات المتحدة، أمس الجمعة، أن مجموعة "هيونداي" الكورية الجنوبية للسيارات ستبني مصنعا للسيارات الكهربائية والبطاريات.
وهذه أنباء سارة للرئيس الديموقراطي الذي يخشى حزبه هزيمة خلال الانتخابات التشريعية في منتصف الولاية الرئاسية المقررة في تشرين الثاني/ نوفمبر، في ظل استياء الناخبين الأميركيين جراء التضخم وتأخر الانتعاش الاقتصادي بعد انحسار أزمة كوفيد.
ويتوجه بايدن، يوم الأحد المقبل، إلى اليابان حيث يلتقي الإمبراطور ناروهيتو ورئيس الوزراء فوميو كيشيدا، ويشارك في القمة الإقليمية للتحالف الرباعي (كواد) الذي يضم أستراليا والهند واليابان والولايات المتحدة.