دير إستيا.. حكاية تاريخ على خارطة السياحة الفلسطينية
كل ركن وزاوية في البلدة الجميلة يروي تاريخا يستوقفك ليقص حكاية تعود إلى أكثر من 2000 عام من عبق عريق لا يزال يشع جمالا، جعل من البلدة مقصدا ووجها يقصده الزوار والسياح محليين وأجانب.
جغرافيا تقع بلدة دير استيا على بعد 9 كم من مدينة سلفيت، وتمتاز بأجواء طقسها المعتدل وبخيراتها وجمال حقولها الوفيرة على مدار السنة ما وضعها على خارطة السياحة الفلسطينية وجعلها تتنافس على قائمة العشر بلدات الأجمل.
تتوسط بلدة ديراستيا بلدتها القديمة العائدة للعصرين الروماني والمملوكي، نحو عشرين مبنى مكونة من بيت وقصر وقلعة وخان، اضحت المنطقة التي تشهد إعادة اعمار وترميم متقن أثريا بطرز معمارية يعجز المهندسون عن وصف وتقييم جمال فن العمارة.
وفي المنطقة الشرقية تستقبلك اربع بوابات مقوسة تعلوها اربع مقامات وأزقة تعج بالممرات الضيفة محتضنة بيوتا متلاصقة، فالبلدات القديمة منتشرة في فلسطين، لكن المتمعن في دير استيا يلاحظ بأنها لا تزال تحتفظ بكافة معالم بلدتها القديمة كمساحة متلاصقة على شكل حارة قديمة، بعكس البلدات القديمة في بقية أرجاء الريف الفلسطيني التي تحولت بيوتها القديمة الى اشلاء متناثرة بفعل الزحف العمراني وغياب الاهتمام.
رئيس البلدية سعيد علي زيدان يسهب في شرح جمال البلدة قائلا: تمتاز دير استيا بماض عريق خصوصا البلدة القديمة حيث يأتي اليها السياح من جميع ارجاء العالم بالاضافة الى ابناء الوطن ونحن كبلدية نقوم بالتعريف عن البلدة من خلال نشرات، وترميم البيوت في القلعة المتواجدة داخل البلدة للحفاظ على تراث الآباء والاجداد.
واشاد زيدان بالتعاون مع بعض المؤسسات الأجنبية مثل الوكالة الوطنية البلجيكية في العديد من المشاريع، مشيرا الى ان البلدية قامت بالتعاون معهم باستئجار بيت كبير عمره اكثر من 250 سنة يتألف من اكثر من عشر غرف وبئر مياه. ويقول: "نحن في المراحل النهائية، وهذا المشروع يخدم العديد من السياح ويعتبر فندقا سياحيا للبلدة، بالاضافة الى انه مشروع اقتصادي".
وأشار الى ان البلدية تحتضن الكثير من الأماكن السياحية في البلدة رغم انها محاصرة بالمستوطنات، والطرق غير سالكة.
وقال صالح طوافشة مدير عام الآثار والتراث الثقافي بوزارة السياحة ان الاهتمام بموضوع السياحة والآثار يعتبر من أولويات الوزارة، "فنحن نقوم ومنذ سنوات طويلة بمتابعة بلدة دير استيا التي تتمتع بمواصفات جميلة على المستوى العمراني وفيها اكثر من 255 مبنى قديما في المنطقة القديمة".
وأكد طوافشة ان 188 مبنى تتميز بنظام الحواشي أي المباني التقليدية، ولهذه البلدة ميزة اضافية حيث ان سكانها عاشوا في الفترات القديمة (البرونزية الرومانية الكلاسيكية، اليونانية، العثمانية) والاهتمام بها كان منذ عام 1997، حيث قامت الوزارة بترميم العديد من البيوت والاشراف عليها وادراج بلدة دير استيا ضمن خطة اعادة الاحياء بالتعاون مع بعض المؤسسات.
وأوضح ان وزارة السياحة تتابع وتهتم بموضوع الأماكن الأثرية لحمايتها وللحفاظ على تراثتا وهويتنا الحضارية والثقافية، فهذه الأماكن جزء من حياتنا ويجب الحفاظ عليها.
ودعا طوافشة اخيرا في رسالة تشجيعية وتحفيزية كافة المواطنين في الوطن لزيارة هذه الأماكن السياحية، وبين ان هناك العديد من الأماكن الأثرية في بلدة دير استيا بالاضافة الى البلدة القديمة خربة قانا، ومقامات الشيخ حين، والشيخ ظافر، وخربة طفاصة وخربة شحادة، بالاضافة الى وادي قانا وهو المعلم السياحي الأول في محافظة سلفيت ويوجد به ثلاث عشرة عين مياه دائمة الجريان.