شركات أميركية تطلب مقاتلين وحراسا لأوكرانيا
ألقى مصرع جندي مارينز أميركي سابق، أثناء قتاله إلى جانب القوات الأوكرانية، الضوء على دور مشبوه لعدد متزايد من الشركات الأمنية الخاصة التي ترتبط عادة بعقود مع وزارتي الدفاع والخارجية أو أجهزة الاستخبارات، والتي تعلن عن فرص عمل في أوكرانيا لمن لديهم خبرات قتالية سابقة.
وقُتل ويلي جوزيف كانسل، البالغ 22 عاما، أثناء القتال في معارك داخل أوكرانيا طبقا لما ذكرته والدته ريبيكا كابريرا لشبكة "سي إن إن" (CNN) موضحة أن شركة أمنية خاصة أرسلت ابنها إلى بولندا يوم 12 مارس/آذار الماضي، وقضى عدة أيام هناك قبل أن يدخل أوكرانيا.
وذكرت إعلانات وطلبات شركات أميركية خاصة تطلب فيها من العسكريين السابقين، ومن لديهم خبرات قتالية، بالتقدم للحصول على فرص عمل مغرية في أوكرانيا مقابل مرتبات ضخمة تتراوح ما بين ألف وألفي دولار يوميا.
الخارجية الأميركية لا تشجع المواطنين على السفر لأوكرانيا بعدما طالبت كل الأميركيين هناك بمغادرة البلاد قبل بدء الهجوم الروسي يوم 24 فبراير/شباط الماضي.
ورفضت الوزارة التعليق على مقتل جندي المارينز السابق، واكتفت بالقول "نكرر مرة أخرى إنه يجب على المواطنين الأميركيين عدم السفر إلى أوكرانيا بسبب النزاع المسلح هناك، واستهداف الأميركيين في أوكرانيا من قبل الروس".
مبالغ مغرية
وقد أعلن موقع التوظيف المتخصص في المهام الأمنية Silent Professionals عن فرص للمتخصصين في المجالات العسكرية والأمنية الخاصة للعمل في أوكرانيا. وتستغل الشركات الأميركية الطلب الآخذ في الازدياد لعرض خدماتها وسط استمرار المعارك في أوكرانيا، وذلك عن طريق توفير وظائف في المجال الأمني والعسكري.
وتعرض المنصة المتخصصة فرصا للمقاتلين السابقين لعملائها داخل أوكرانيا، دون أن تشير إلى هويتهم أو إذا ما كانوا جهات حكومية عسكرية أوكرانية أو جهات خاصة.
ويعتمد مقدار الراتب اليومي على الخبرة العملية للمتقدمين، ويشير الإعلان إلى أنه ستتم مناقشة وتقدير المقابل المادي لكل حالة بصورة منفصلة، على أن يكون ما بين ألف وألفي دولار يوميا.
وذكرت الشركة أن المتعاقدين معها سيقومون بمهام الحماية، وإخلاء أفراد وعائلات، وشجعت الرجال والنساء ممن يتمتعون بهذه الخبرات أن يبادروا بتقديم طلبات الالتحاق بها على وجه السرعة.
وأشار إعلان الشركة إلى أنه سيتم النظر فقط في المرشحين من أصحاب الخبرة العالية الذين يمتلكون ما لا يقل عن 5 سنوات من خبرة العمل العسكري، على أن يتم التدقيق في المرشحين وخلفياتهم المهنية والتعليمية.
مهام وواجبات
وتُفصل إعلانات الوظائف للكثير من المهام المطلوبة من المتقدمين وأهمها:
إجراء عمليات استطلاع قبل القيام بالمهمات بناء على المعلومات الاستخبارية المحلية والتقدير الشخصي.
الاتصال والاستفادة من القوات الصديقة أو السلطات المحلية أو مقاتلي المقاومة الأوكرانية للحصول على معلومات استخباراتية عن ساحة القتال، وعن طرق السفر والتنقل، والمناطق الآمنة، ونقاط المساعدة.
القيام بالسفر والتنقل داخل أوكرانيا بأي وسيلة ضرورية لدعم عمليات الإنقاذ والحماية.
العمل خلال أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع ولساعات متأخرة وأثناء العطلات.
مهارات وخبرات
كما تطلب الشركة الأمنية من المتعاقدين أن يتمتعوا بحد أدنى من المهارات والخبرات منها:
أن يكون لدى المتقدم 5 سنوات من الخبرة العسكرية تتضمن ما لا يقل عن سنة واحدة خدمة في وحدات قتالية خارج الولايات المتحدة.
أن يكون لدى المتقدم معرفة عملية قوية بكيفية استخدام الأسلحة الخفيفة المستخدمة من قبل القوات الروسية وجيوش حلف شمال الأطلسي (الناتو).
أن يتمتع المتقدم بمهارات التفكير النقدي مع القدرة على العمل في ظروف صعبة، مع كفاءة كبيرة للحفاظ على الحياة القدرة على التنقل باستخدام الخرائط والبوصلات.
أن يتمتع المتقدم باللياقة البدنية اللازمة.
ولم يشر الإعلان إلى طلب أصحاب جنسيات محددة، إلا أنه عبر عن تفضيل حملة جوازا السفر الأميركي أو البريطاني أو الكندي أو الأسترالي أو النيوزيلندي أو البولندي، أو من يتمتعون بجنسية مزدوجة مع إحدى دول الاتحاد الأوروبي الأعضاء في نظام شينغن.
شروط وترحيب
ولم تشترط الوظائف أي مهارات لغوية، إلا أنها ذكرت أنه ترحب بمن لديهم القدرة على التحدث بالروسية أو الأوكرانية أو البولندية أو السلوفاكية أو الهنغارية أو الرومانية أو المولدوفية.
ورحب الإعلان كذلك بمن لديهم خبرة ومعرفة بمهارات التعرف على المركبات والطائرات والمركبات البحرية من التسلح العسكري للحقبة السوفياتية وحلف الناتو. إضافة لمن يمتلك خبرة سابقة كسائق عسكري، وعلى وجه التحديد القيادة عبر أراض معادية كفرد أو جزء من قافلة صغيرة جدا.
والجدير بالذكر وجود مئات الشركات الأمنية في الولايات المتحدة، وتتعاقد أغلبها مع جهات حكومية، وبرز دورها بصورة كبيرة منذ هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001.
في ذروة حربي أفغانستان والعراق، لجأت وزارتي الخارجية والدفاع الأميركيتين للاستعانة بعشرات الآلاف من المتعاقدين من القطاع الخاص، وتراوحت واجباتهم بين المهام المسلحة مثل حماية القوافل ومهام حراسة القواعد والمعتقلات، إضافة لمهام غير عسكرية مثل إطعام الجنود وأعمال النظافة والصيانة داخل القواعد العسكرية.