ما الأضرار التي لحقت بالمصلى القبلي؟
لم يبقَ شيء على حاله في المصلى القبلي (أحد مصليات المسجد الأقصى) بعد اقتحامه على يد قوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي.
10 نوافذ جبصية مُطعمة بالزجاج الملون حُطمت بالكامل و3 أخرى بشكل جزئي، وكان الهدف من ذلك إطلاق الرصاص المطاطي والقنابل الصوتية تجاه المعتكفين من خلالها.
سجاد المصلى تظهر آثار الحروق في عدة مواقع منه نتيجة إلقاء القنابل الصوتية بشكل عشوائي، وأبواب المصلى الخارجية والداخلية الموصلة للفناء الخلفي والعيادة وغرفتي الصوتيات والأذان تم تكسيرها.
وفي غرفة الصوتيات عاثت قوات الاحتلال فسادا فألقت القنابل الصوتية وحطمت 3 أجهزة مكبرات صوت وتعمدت قطع أسلاكها.
أما السمّاعات المثبتة داخل المصلى فتم تعطيل 10 سماعات أُضيفت إلى 25 سمّاعة أخرى معطلة منذ اقتحام المصلى خلال شهر رمضان العام الماضي في ظل منع فنيي الكهرباء التابعين لدائرة الأوقاف الإسلامية من استبدالها، كما عُطلت 3 سمّاعات خارجية للمصلى وأضيفت إلى 7 أخرى عُطلت العام الماضي أيضا.
أثريات تاريخية
وعلى صعيد الإنارة تم استهداف الثُريّات الأثرية -التي يعود بعضها للعهد الأيوبي- بالعيارات المطاطية وشظايا القنابل.
وفي كل اقتحام يتعمد الاحتلال الاعتداء على خزانة الكهرباء الرئيسية الواقعة عند مصلى الجنائز بهدف فصل الإنارة عن المصلى خاصة أثناء الاقتحامات الليلية، ولتعطيل المراوح ليكون تأثير الغاز المدمع أقوى على المصلين المحاصرين.
وقرب هذه الخزانة يعبث الاحتلال في كل اقتحام بنظام الإطفاء الآلي للمصلى بهدف تعطيل نظام الإنذار والإطفاء المبكر التي يكون المحاصرون بأمس الحاجة له نتيجة الحرائق التي تنجم عن إلقاء القنابل.
مدير المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني أوضح أن لجنة إعمار المسجد الأقصى ستتمكن من ترميم وصيانة بعض الأضرار، وتوقع ألا تسمح شرطة الاحتلال لطواقمها بصيانة أخرى حيث دأبت على اعتقال كل من يقدم على ذلك.
وعن ترميم النوافذ المحطمة أكد الكسواني أنّ كلا منها يحتاج لـ 6 أشهر من العمل، إذ يتم تصنيعها بالكامل داخل المسجد على يد خبراء وفنيين توضع أمامهم صورة النافذة الأصلية ويصنعون أخرى طبق الأصل عنها.
وفي ختام حديثه أشار الكسواني إلى أن عدد مشاريع الترميم التي تُعطلها شرطة الاحتلال تزيد على 23 مشروعا أهمها تجديد شبكة المياه الخاصة بالمسجد الأقصى والتي لم ترمم ولم تستبدل منذ احتلال القدس عام 1967.
الباحث في شؤون القدس والمسجد الأقصى رضوان عمرو اعتبر أن الأضرار المعنوية مؤلمة أكثر من المادية، موضحا أن تدنيس المصلى بالأحذية العسكرية خلال الاقتحام الأخير وتعمُد الجنود الدوس على المصاحف وأماكن السجود والدخول إلى المحراب يفوق إثما وخطرا على تخريب مقتنيات المصلى.