نساء "إنستغرام" يواجهن "وباء الكراهية"
كشف تقرير جديد رصد آلاف الرسائل الموجهة مباشرة إلى شخصيات شهيرة من النساء على منصة "إنستغرام" عما وصفه الباحثون بـ"فشل منهجي" في حماية النساء من العدائية والكره تجاههن.
التقرير الذي أصدره "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" (CCDH)، الأربعاء، حلّل أكثر من 8 آلاف رسالة وجهت إلى 5 من مستخدمات "إنستغرام" الشهيرات: الممثلة آمبر هيرد، ومقدمة البرامج التلفزيونية رايتشل رايلي، والناشطة جيمي كلينغر، والصحافية بريوني غوردون، ومؤسِّسة مجلة "برنت روتي" شاران داليوال.
وقال معدو التقرير إنهم وجدوا موجة من الإساءات المعادية للنساء، وأشاروا إلى طرق مختلفة أهملت فيها "إنستغرام"، المملوكة لشركة "ميتا"، معالجة هذه القضايا.
تشمل المخاوف حقيقة أن المستخدمات غير قادرات على الإبلاغ عن الرسائل الصوتية المسيئة المرسلة إليهن، ولا يمكنهن الإبلاغ عن الرسائل المرسلة في "وضعية الاختفاء" (vanish mode) ــ عندما تعرض الصورة لفترة وجيزة قبل اختفائها ــ من دون مشاهدتها، ويكافحن من أجل تحميل دليل على الرسائل المسيئة. تسمح "إنستغرام" أيضاً للغرباء بإجراء مكالمات صوتية مع نساء لا يعرفنهن عبر الرسائل المباشرة.
وقال رئيس "مركز مكافحة الكراهية الرقمية"، عمران أحمد، إن "هناك وباء من إساءة المعاملة المبنية على كره النساء في صندوق الرسائل المباشرة. على (ميتا) و(إنستغرام) تغليب حقوق المرأة على الربح".
وسلط التقرير الضوء على صعوبة تحميل بيانات الرسائل المباشرة للإبلاغ عن الإساءات، وقالت الممثلة آمبر هيرد إن ميزة الإبلاغ في "إنستغرام" ليست سهلة الاستخدام.
وعلى الرغم من أنّ التقرير اطلع على الرسائل المباشرة لعدد قليل من المستخدمات البارزات، فإن الباحثين يقولون إن النتائج تؤكد حقيقة ما تعيشه النساء على المنصة، حيث توجه إليهن تهديدات بالقتل ومضايقات ومقاطع فيديو وصور عارية غير مرغوب فيها.
وقالت رئيسة قسم سلامة المرأة في "ميتا"، سيندي ساوثوورث، إنه في حين أن الشركة لا تتفق مع "العديد من استنتاجات المركز" إلا أنها توافق على أن "التحرش بالنساء أمر غير مقبول". وأضافت: "لا نسمح بالكراهية القائمة على النوع الاجتماعي أو أي تهديد بالعنف الجنسي، وأعلنا العام الماضي عن تدابير حماية أقوى للشخصيات العامة من النساء".
أبرز الإجراءات التي قصدتها ساوثوورث هي توفير صندوق بريد وارد منفصل للرسائل الموجهة من مستخدمين غير معروفين وأدوات لتصفية الرسائل التي تحتوي على كلمات وعبارات مسيئة شائعة.
تحظر إرشادات المجتمع في المنصة "التشجيع على العنف، أو مهاجمة أي شخص على أساس العرق، أو السلالة، أو الأصل القومي، أو الجنس، أو النوع، أو الهوية الجنسية، أو التوجه الجنسي، أو الانتماء الديني، أو الإعاقات، أو الأمراض". لكن "مركز مكافحة الكراهية الرقمية" رصد تهاوناً في التصدي للمنشورات المخالفة.
عام 2020، وجد أكبر استطلاع عالمي على الإطلاق حول العنف عبر الإنترنت أن واحدة من كل 5 فتيات (19 في المائة) غادرت أو قللت بشكل كبير من استخدام منصة التواصل الاجتماعي بعد تعرضها للتحرش، في حين أن واحدة من كل 10 (12 في المائة) غيرت الطريقة التي اعتادت التعبير بها عن نفسها. وقالت نساء شاركن في الدراسة إنهن لم يعدن يشعرن بالأمان عند استخدام "إنستغرام".