إطلاق منصة "تراب" الالكترونية حاضنة الهوية الفلسطينية
أطلقت مؤسسة الرؤيا الفلسطينية، الثلاثاء، منصة "تراب"، بتمويل من الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي، وبإشراف من مؤسسة التعاون، وذلك في حفل أقيم في مؤسسة عبد المحسن القطان برام الله.
و"تراب" هي منصة الكترونية تفاعليّة للشباب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده، تعمل على زيادة المعرفة والوعي حول الهوية الوطنية الفلسطينية، عن طريق طرح مضامين سياسية واجتماعية وثقافية وتراثية ذات صلة.
كما أن المنصة تسعى لتعزيز التواصل بين الشباب الفلسطيني أياً كان، وسد الثغرات المعرفية حول الحياة في مختلف التجمعات الفلسطينية.
وقال مدير مؤسسة الرؤيا رامي ناصر الدين، إن العمل استغرق نحو عامين لتطوير المنصة الأولى من نوعها في فلسطين، والتي تشكل حاضنة لمجموعة من المجالات التعليمية والتثقيفية والتفاعلية الوطنية.
وأوضح أن "تراب" تمثل حاضنة للهوية الفلسطينية، حيث توفر للمستخدم أو الزائر فرصة للقيام بجولات افتراضية بصحبة مرشد في العديد من المواقع التاريخية، يتعرف من خلالها على تفاصيل الرواية الفلسطينية والقرى المهجرة والأماكن الأثرية، إضافة لألعاب تفاعلية تتناول مضامينها زوايا من الواقع والتاريخ الفلسطيني.
وأكد أن الهدف الأساسي من إطلاق هذه المنصة يتمثل في خلق حلقة للتواصل بين الفلسطينيين على اختلاف أماكن تواجدهم، ومساحة للفلسطيني ولغيره للتعرف على مواقع أثرية وتاريخية وسياحية، بشكل تفاعلي يعمل على كسر جمود الأساليب والأفكار النمطية.
وتشمل منصة "تراب" زاوية توفر جولات افتراضية بتقنية تصوير الفيديو بـ360 درجة، تمنح المتصفح تجربة فريدة في أن يتنقل في العديد من المواقع، كمدينة القدس المحتلة، وقرى مهجرة ومسارات سياحية وبيئية، ومدن في الضفة الغربية وقطاع غزة وداخل أراضي 48.
كما توفر قسما خاصا بمعالم فلسطينية تاريخية تعرض بتقنية الأبعاد الثلاثة، من بينها سبسطيا، وقصر الشيخ عبد الله في كور، ومسجد الجزار في عكا، وكنيسة القديس بطرس والقديس بولس في شفاعمرو.
وإضافة لما سبق، تحتوي منصة "تراب" على منتدى الشباب، الذي يوفر زاوية للتواصل والحوار بما يمكّن الشباب الفلسطيني من بناء علاقات تفاعلية عبر دمج البعد الإنساني، فضلا عن برنامج "تواصلوا" الذي يهدف إلى توفير مساحة للشباب من الداخل الفلسطيني ومناطق الضفة الغربية والقدس المحتلة، لتعزيز الهوية الوطنية الفلسطينية وتعزيز التوافق حول قضايا عامة.
كما توفر المنصة زاوية خاصة بالألعاب التفاعلية التي تعزز الهوية الوطنية والانتماء لفلسطين، وتحتوي حاليا على 3 ألعاب إحداها "سمك غزة" وتعرض معاناة الصيادين في القطاع وتظهر الصعوبات التي تواجههم وما يفرض عليهم من سياسات من قبل الاحتلال الإسرائيلي، ولعبة " بيتي ع الخارطة" وتبرز الإشكاليات التي يواجهها الفلسطينيون للحصول على ترخيص بناء، ولعبة "التغريبة "التي تروي قصة اللاجئ الفلسطيني حسن وحكاية التغريبة وتهجير الفلسطينيّين.
وتحدث الباحث في التاريخ الفلسطيني طارق البكري، عن أهمية منصة تراب، انطلاقاً من أنها تواكب أولاً تطور أساليب وتقنيات التأريخ والعرض، وقال: "تكمن أهمية هذه المنصة الالكترونية في أنها توائم أساليب ووسائل الوصول للمعلومات التي كانت تقتصر في السابق على ما نسمعه من الأهل أو المؤرخين وفي والمدرسة والمكتبات ووسائل الإعلام، فكان لا بد من خلق منصات مواكبة للتطور التكنولوجي بطرح الفكرة والأسلوب".
وأشار إلى أن الطريقة المعلوماتية النمطية تعطي المعلومة بشكل جاف، وهذا ما تجاوزته تراب حين طرحت هذه المنصة التفاعلية التي تتيح التجول في المواقع والتعرف عليها بالصوت والصورة وغيرها من التقنيات الحديثة.
وأضاف بكري أنه ومن تجربته الشخصية في مبادرة "كنا وما زلنا"، لمس أن المادة المعززة بالفيديو والعناصر البصرية والسمعية تسهل وصول المعلومة وتجعلها أكثر استقراراً ورسوخاً في ذهن المتلقي، كما أنه يعطي بعدا جديداً للقصص الإنسانية.
ونوّه كذلك إلى أن منصة "تراب" تمثل إضافة نوعية للجهد الوطني القائم، في مواجهة مساعي الاحتلال لتغيير المعالم واستحداث أسماء جديدة تخدم مشروعه التهويدي، كما أنها تفتح آفاقاً ولو رقمية وافتراضية تخترق الحدود التي يفرضها المحتل على حرية حركة الفلسطينيين.