نجوم الأمل تطلق دراسة استكشافية حول الصحة الجنسية والانجابية للنساء والفتيات ذوات الإعاقة
أطلقت جمعية نجوم الأمل لتمكين النساء ذوات الإعاقة يوم أمس الثلاثاء الموافق 22 آذار 2022 دراسة استشكافية حول الحقوق الصحية الجنسية والإنجابية للنساء ذوات الإعاقة، والتي حملت عنوان "الصحة الجنسية والانجابية للنساء والفتيات ذوات الإعاقة في السياق الفلسطيني"، وذلك خلال ورشة عمل عقدتها في المقر العام لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني حيث استعرضت فيها نتائج الدراسة وسط حضور من ممثلين/ات عن الجهات الرسمية ذات العلاقة ومؤسسات المجتمع المدني العاملة في هذا القطاع.
وافتتحت الأستاذة صفية العلي الورشة بالترحيب بالحضور، مأكدة على أن الحضور المتنوع يدل على مدى الاهتمام بقضايا النساء ذوات الإعاقة، وهو اعتراف فعلي بأنهن جزء من هذا المجتمع الذي يقع على عاتقه بكل مكوناته العمل على تضمين النساء ذوات الإعاقة وشمولهن في كافة القوانين والسياسات والخدمات، كما نوهت أن أهمية هذه الدراسة تأتي من كونها مبنية على احتياج الميدان وتمثل صوت النساء ذوات الإعاقة.
فيما استعرضت الباحثة حلا علي سياق عام وتحليلي حول الصحة الجنسية والإنجابية للنساء ذوات الإعاقة في الواقع الفلسطيني وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية للنساء بشكل عام والنساء ذوات الإعاقة بشكل خاص، حيث سلطت الضوء على أثر الاحتلال والانتهاكات التي يمارسها على الفلسطينيين/ات، والتي تمتد لتشمل انتهاكات لحقوقهم الصحية الجنسية والإنجابية خصوصاً النساء، كما تطرقت للإطار الحقوقي الدولي الناظم للصحة الجنسية والإنجابية، وقامت بتوضيح قصور الإطار القانوني والتشريعي الفلسطيني في مجال الحقوق الصحية الجنسية والإنجابية، حيث لا يوجد تشريع محدد وواضح ينظم هذا الإطار.
كما استعرض الباحث فراس جابر النتائج التي خلصت إليها الدراسة وأبرز الثغرات التي ظهرت من خلال البحث، حيث اتضح وجود قصور بارز في مجال تقديم الخدمات للأشخاص ذوي الإعاقة والنساء ذوات الإعاقة على وجه الخصوص في قطاع الصحة والصحة الجنسية والإنجابية تحديداً، حيث ركز على عدم وجود معلومات وبيانات دقيقة حول موضوع استئصال الأرحام للنساء ذوات الإعاقة كونها قضية حساسة بحاجة لمعالجة، كما ركز في مداخلته على جدلية كون التعامل مع موضوع الصحة الجنسية والإنجابية على أنها حقوق أو خدمات الأمر الذي ينعكس على تلقي هذه الخدمات وإمكانية الوصول لها خصوصاً من الجهات الرسمية، بالإضافة لوجود خلط بين الخدمات المختلفة وطرق العمل واستهداف الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء ذوات الإعاقة.
وفي ذات السياق، عقبت الدكتورة هديل المصري القائمة بأعمال رئيسة وحدة صحة المرأة في وزارة الصحة على الدراسة، حيث أكدت على أهميتها، وأشارت إلى أنه على الرغم من صعوبة التغيير في السياسات والقوانين قريباً، إلا أنه من الممكن العمل بشكل جدي على تحسين وتغيير على مستوى المؤسسات مقدمة الخدمة، فيما أضافت الأستاذة سارة الجعبري، مديرة البرامج في جمعية تنظيم وحماية الأسرة الفلسطينية، في تعقيبها أنه يجب التركيز على السياق الاجتماعي للنساء ذوات الإعاقة والذي قد يعيقهن من الوصول للخدمات، العمل على تأهيل وتدريب الكوادر للعمل مع الأشخاص ذوي الإعاقة والنساء ذوات الإعاقة على وجه الخصوص، ووضع قضايا الأشخاص ذوي الإعاقة كأولوية وطنية يجب العمل عليها بشكل تكاملي.
وقد خلصت الورشة لعدة توصيات أبداها الحضور فيما يتعلق بإعداد استراتيجية وطنية للصحة الجنسية والإنجابية تشمل تضميناً شاملاً وكاملاً للنساء والفتيات ذوات الإعاقة، بالإضافة لمواءمة وتأهيل المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات ذات العلاقة بالصحة الإنجابية والجنسية بحيث تصبح متاحة وسهلة الوصول لكافة أنواع الإعاقات، وتأهيل وتدريب الكادر الصحي، والكادر المساند للتعامل مع النساء ذوات الإعاقة في إطار احترام الكرامة البشرية والحق في الصحة، والتأكيد على أهمية العمل على تطوير خدمات شمولية تتعلق بالصحة الجنسية والإنجابية، بحيث تكون موجهة للإناث والذكور بمختلف الأعمار وألا تكون مقتصرة على خدمات الصحة الإنجابية فقط بل تشمل الصحة الجنسية أيضاً.