اليوم الذكرى الـ18 لاستشهاد الشيخ أحمد ياسين
يوافق اليوم الثلاثاء، الذكرى الـ18 لاغتيال مؤسس حركة حماس وزعيمها الروحي الشيخ أحمد ياسين عام 2004، بعد أن استهدفته مروحيات الاحتلال بثلاثة صواريخ في حي الصبرة بقطاع غزة أثناء خروجه من المسجد بعد صلاة الفجر، بأوامر من رئيس حكومة الاحتلال في حينه أرئيل شارون.
عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين شكلت صدمة كبيرة لأبناء شعبنا وقيادته لما مثلته من تجاوز لأبسط الأخلاقيات والقيم الإنسانية عندما يغتال الشيخ وهو على كرسيه المتحرك.
الشهيد أحمد ياسين كان قد تعرض قبل استشهاده بخمسة أشهر لمحاولة اغتيال إسرائيلية، لكن كتبت له النجاة، وأصيب بجروح، بعد أن قصفت طائرات الاحتلال شقة في غزة كان يوجد فيها.
ولد الشهيد ياسين في قرية جورة عسقلان حزيران عام 1936، وعاش طفولته يتيم الأب فقد مات والده وعمره لم يتجاوز خمس سنوات ودرس مرحلته الابتدائية فيها، وشهدت تلك الفترة وما بعدها من أحداث سياسية مهمة كثورة عام 1936، وزيادة هجرة اليهود وتصاعد المقاومة ضد الانتداب والعصابات الصهيونية.
وتعرض وهو فتى لحادثة بينما كان يلعب مع أصدقائه فكسرت نتيجتها فقرات في رقبته ليصاب بعدها بالشلل، وهذا شكّل تحديا آخر في حياته، فاستمر في دراسته حتى أنهى الثانوية، ليجد بعدها فرصة عمل في مجال التدريس.
وشارك وهو في العشرين من عمره في المظاهرات التي اندلعت في غزة احتجاجاً على العدوان الثلاثي الذي استهدف مصر عام1956 ، وأظهر قدراتٍ خطابية وتنظيمية ملموسة، وبعد هزيمة حزيران عام 1967، والتي احتلت على إثرها دولة الاحتلال كل الأراضي الفلسطينية بما فيها قطاع غزة استمر ياسين في إلهاب مشاعر المصلين من فوق منبر مسجد العباسي الذي كان يخطب فيه لمقاومة المحتل، ويجمع التبرعات والمعونات لأسر الشهداء والمعتقلين، حيث كان يعتبر واحدا من أعلام الدعوة الإسلامية في فلسطين، ومؤسس ورئيس أكبر جامعة إسلامية بها المجمع الإسلامي في غزة، ثم عمل رئيساً للمجمع الإسلامي بغزة.
واعتقل الشيخ ياسين عام 1983 بتهمة حيازة أسلحة وتشكيل تنظيمٍ عسكري، والتحريض على إزالة إسرائيل من الوجود، وصدر بحقه حكم بالسجن 13 عاما، لكن أفرج عنه عام 1985 في عملية تبادل ٍللأسرى بين سلطات الاحتلال والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.
أسس ياسين مع مجموعةٍ من رفاقه حركة "حماس" بعد خروجه من السجن، وفي عام 1991 أصدرت إحدى محاكم الاحتلال حكماً بسجنه مدى الحياة إضافة إلى 15 عاما أخرى بتهمة التحريض على اختطاف وقتل جنودٍ وتأسيس حركة حماس وجهازيها العسكري والأمني، وفي العام 1997 أفرج عنه بموجب اتفاقٍ تم التوصل إليه بين الأردن ودولة الاحتلال، إثر محاولة اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل.
وفى إطار العمل الوطني، حرص الشيخ على الوحدة الوطنية واتسمت مواقفه بالتركيز عليها وأولاها أهمية كبيرة، وظلت الوحدة الوطنية إحدى القضايا الأساسية التي آمن بها الشيخ وسعى لترسيخها.
وأولى الشيخ ياسين أهمية كبيرة لقضية الأسرى الفلسطينيين وحريتهم والعمل على إطلاق سراحهم بكل الوسائل الممكنة، حتى باتت كلماته ومواقفه ترددها الأجيال من بعده، وليس أدل على ذلك من مقولته المشهورة "بدنا أولادنا يروحوا غصبًا عنهم".
وساهم في دعم توجه حركة حماس وذراعها المسلح كتائب القسام للقيام بعمليات عسكرية مشتركة مع الأجنحة العسكرية لفصائل المقاومة الأخرى.