عائلته تصدر بيانا
الأسير أحمد مناصرة يعاني اضطرابات نفسيّة نتيجة التعذيب والاستبداد
كشفت عائلة الأسير أحمد مناصرة (20 عاما) من القدس المحتلة، والذي اعتُقِل حينما كان طفلا، بعد إدانته بتنفيذ عملية طعن في مستوطنة "بسغات زئيف"، في تشرين الأول/ أكتوبر العام 2015؛ "ظهور اضطرابات نفسية" لدى ابنها، "تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن"، مؤكّدة أنه "تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي".
جاء ذلك في بيان أصدرته العائلة مساء الأربعاء، شدّدت خلاله على تحفّظها "الشديد لبعض المنشورات والأخبار التي نُشرت مؤخرا في وسائل الإعلام وبعض صفحات التواصل الاجتماعي عن الأسير أحمد، دون موافقة العائلة واحترام خصوصيتها، أو استشارتها أو الحصول على إذن منها، ودون توخي الدقة في مراعاة اختيار المصطلحات والمعلومات، ونحن إذ نفترض حسن النية في وسائل الإعلام وناشطي مواقع التواصل الاجتماعي، فإننا نرجو اعتماد العائلة أو من يمثلها، في نقل أي خبر أو معلومة تتعلق بالأسير أحمد مناصرة، واحترام معاناته وعطائه لوطنه".
وذكرت العائلة أنّ ابنها "الذي اعتقل في سن الطفولة قد تعرض لضرب مبرح بما في ذلك كسر لجمجمته، مما تسبب في ورم دموي داخل الجمجمة. كما تعرض إلى أقسى أنواع التعذيب الجسدي والترهيب النفسي واستخدام أسلوب التحقيق الطويل دون توقف والحرمان من النوم والراحة، وتعرض إلى ضغوطات نفسية كبيرة لا يحتملها طفل في هذا العمر، ونتيجة للتعذيب الجسدي والتنكيل النفسي، عانى وما زال يعاني أحمد من صداع شديد وآلام مزمنة وحادة تلازمه حتى اللحظة".
وأضافت أنّه "في إطار الانتقام من الطفولة الفلسطينية الصامدة، قام الاحتلال بعزل الأسير أحمد في معظم فترات الأسر، في ظروف صعبة جدا وغير محتملة، وجعله لوحده يعاني من آلام الرأس الحادة والضيق النفسي والحرمان من الاختلاط مع باقي الأسرى لأوقات طويلة، وحرم عائلته من زيارته بحجة العقاب، وفصله تماما عن باقي الأسرى وحرمه من العلاج المناسب الكفيل بتخفيف الألم، مما أدى إلى ظهور اضطرابات نفسية والتي تفاقمت مع استمرار عزله واقتلاعه من بيئته وأهله ورفاقه في السجن".
وقالت العائلة إنها "بعد أن علمت بحالة ابنها، حاولت من خلال محاميها ومؤسسات حقوق الإنسان، إدخال طبيب وأخصائي في الطب النفسي لمعرفة تطورات حالته، وبعد وقت طويل وجهود قانونية وحقوقية ومهنية لأخصائيين نفسيين واجتماعيين حثيثة؛ تمت زيارته من قبل أخصائية في الطب النفسي، والتي قررت بعد زيارته أنه يعاني من اضطراب نفسي نتيجة ظروف الاستبداد والعنف منها الكسور في الجمجمة، ونتيجة لعزله في زنزانة ضيقة وعدم السماح له بالاختلاط مع باقي الأسرى".
ووفق البيان، فقد "أشارت (الأخصائية في الطب النفسي) إلى أن الأدوية التي يتناولها الأسير غير مناسبة، وتزيد من تفاقم حالته النفسية، وإلى أنه بحاجة إلى تشخيص مهني سليم ومعالجته بأدوية مناسبة، وإنهاء عزله في الزنازين، وأن العلاج الأمثل هو وجود حاضنة اجتماعية في غرف السجن أو في الفضاء الخارجي تساعده في تجاوز الأزمة النفسية التي ساعد بل وعمل الاحتلال على تفاقمها بالعزل والعلاج غير المناسب، والإفراط في تناول الأدوية المخدرة والمنومة".
"ثقة مطلَقة بحاضنة مجتمع الأسرى"
وذكر البيان أن العائلة "حاولت والطاقم القانوني والطبي والنفسي والاجتماعي، تنفيذ توصيات الأخصائية النفسية بعد زيارتها، الوحيدة واليتيمة، ولكن دون أية استجابة من سلطات الاحتلال، التي تواصل حرمانه من الأدوية الصحيحة وتضعه في ظروف عزلة تامة دون أدنى حقوق، وحرمانه من زيارة الأهل أو مخاطبتهم عبر الهاتف، وجعلته رفيقا لجدران الزنزانة الضيقة يتألم ويتوجع لوحده ويتكلم مع نفسه، ويعيش حالة من التخيلات والأحلام التي لا يقوى أمامها الإنسان".
وأكدت العائلة أنها "تستنكر بل وتستهجن ادعاء الاحتلال بأن عزل الأسير أحمد في غرفة عزل منفردة، جاء لحمايته وباقي الأسرى بسبب تدهور حالته النفسية، وفي هذا السياق تؤكد العائلة على ثقتها المطلقة بحاضنة مجتمع الأسرى لكل الحالات المرضية وخاصة في المتابعة مع الأسير، والحرص على إعطاء الأدوية بالوقت والجرعة المناسبة، وأن الخطر الذي يواجهه الأسير أحمد سببه ومصدره الاحتلال والاحتلال فقط، وأن عزله عن باقي الأسرى هو عقوبة قاسية، وكأن السجن وحده لا يكفي لعقابه! وتؤكد العائلة أن حالة ابنها تأتي ضمن منظومة شاملة طورها الاحتلال لمعاقبة الأسرى جسدا ونفسا وعائلة في آن واحد".
وحمّلت العائلة "الاحتلال وأذرعه المختلفة، مسؤولية ما آلت إليه الحالة الجسدية والنفسية والوجدانية للأسير أحمد"، مؤكدة أن "الظروف التي يعيشها ابنها هي ذاتها التي يعاني منها الأسرى المرضى في داخل معتقلات الاحتلال، وأن هذه الحقيقة وهذا الواقع الأليم يحتم على عائلات الأسرى والشهداء والشعب الفلسطيني والمؤسسات القانونية الأهلية والرسمية المحلية والمؤسسات الدولية، أن تضع إستراتيجية واحدة موحدة في مواجهة احتلال النفس والجسد والبيت والأرض الفلسطينية، والتصدي لانتهاكات الاحتلال بحق الأسرى عموما، والمرضى على وجه الخصوص". وفق موقع "عرب 48".
وشددت العائلة على أنّ أحمد "سيبقى رمزا للطفولة الفلسطينية الصامدة وسيتجاوز... هذه الأزمة بل سيردها إلى نحر الاحتلال".