أول زيارة لرئيس حكومة إسرائيلي
بينيت يلتقي العاهل البحريني ويعقد سلسلة اجتماعات مع مسؤولين
عقد رئيس الحكومة الإسرائيلية، نفتالي بينيت، سلسلة من الاجتماعات من المسؤولين في البحرين، الثلاثاء، شدد خلالها على "أهمية تعزيز التعاون" بين تل أبيب والمنامة، وذلك في إطار أول زيارة رسمية لرئيس حكومة إسرائيلي للدولة التي تستضيف الأسطول الخامس الأميركي والواقعة قرب إيران.
واجتمع بينيت مع العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، الذي اعتبر أن زيارة بينيت "كانت زيارة مثمرة وناجحة" في جهود تعزيز العلاقات الثنائية، وأعرب عن "تطلعه إلى أن تسهم زيارته في دفع علاقات التعاون إلى مزيد من الخطوات الإيجابية المتقدمة التي تخدم المصالح المتبادلة".
واستعرض بينيت آل خليفة "مختلف جوانب التعاون الثنائي بين البلدين وفرص تعزيزه وتنميته وبخاصة في القطاعات الحيوية التي تحظى باهتمام متبادل بما يحقق تطلعاتهما إلى آفاق أوسع من التعاون والعمل المشترك في إطار الاتفاقات الموقعة بين الجانبين".
وعقد بينيت محادثات مع العاهل البحريني، الملك حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد ورئيس الوزراء، الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، حسبما أفادت الوسائل الإعلام الرسمية البحرينية وبعثات وسائل الإعلام الإسرائيلية التي رافقت بينيت في زيارته إلى المنامة.
وفي تصريحات للصحافيين، قال بينيت إن إسرائيل "تحاول تشكيل هيكل إقليمي جديد للدول المعتدلة لتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي وللوقوف بقوة في وجه الأعداء الذين يثيرون الفوضى والإرهاب".
وذكرت وكالة الأنباء البحرينية الحكومية إنّ ولي العهد شدد خلال اللقاء مع بينيت على "أهمية مواصلة تعزيز العمل المشترك وتعزيز مجالات التعاون"، بينما رئيس الحكومة الإسرائيلية "نريد أن نعزز هذه العلاقة بمجالات الطاقة والاقتصاد والسياحة" وغيرها.
وقالت الوكالة إن الجانبين عقدا "جلسة مباحثات استعرضت أهم القضايا على الساحتين الإقليمية والدولية، وسبل تعزيز مسارات التعاون على كافة الأصعدة". ونقلت عن ولي عهد البحرين، قوله إن "المملكة حريصة على التعاون مع الدول الشقيقة والصديقة لترسيخ أسس السلام والاستقرار في المنطقة".
وشدد على "أهمية مواصلة تعزيز العمل المشترك وتعزيز مجالات التعاون في ضوء توقيع إعلان تأييد السلام". فيما قال بينيت لولي عهد البحرين: "أشعر بترحيب خاص من شعبكم ومنكم على نحو شخصي، وأرى فرصة كبيرة جدا هنا".
وأضاف: "جئت من إسرائيل بروح النوايا الحسنة والتعاون والوقوف معا في مواجهة التحديات المشتركة، وأعتقد أن هدفنا في هذه الزيارة هو تحويل هذا السلام من السلام بين الحكومات إلى السلام بين الناس".
واجتمع بينيت كذلك مع عدد من الوزراء البحرينيين، من بينهم وزير الدفاع. وقال مكتبه إن "الجانبين ناقشا سبل الاستفادة من المزايا الجغرافية لإسرائيل والبحرين - من بين أمور أخرى - لتسهيل حركة البضائع بين آسيا وأوروبا".
وفي لقاء مع قائد القوات البحرية في القيادة الوسطى الأميركية، نائب الأدميرال براد كوبر، قال بينيت إن الأسطول الخامس "عنصر مهم في الحفاظ على الاستقرار الإقليمي في مواجهة التهديدات الأمنية المختلفة".
والتقى بينيت الثلاثاء السفير الإسرائيلي في البحرين إيتان نائيه، ورئيس الجالية اليهودية إبراهيم نونو، وعضو الجالية اليهودية وسفيرة البحرين السابقة لدى الولايات المتحدة، هدى نونو.
وقال بينيت خلال الاجتماع، حسبما أورد مكتبه: "أنا سعيد جدًا لوجودي هنا في البحرين، ولا يمكنني التفكير في طريقة أفضل لبدء هذه الزيارة من رؤية عائلتي هنا في البحرين".
وفي كلمة ألقاها أمام شباب بحرينيين وخليجيين (من بينهم سعوديين، بحسب ما ذكر المراسل السياسي لموقع "واللا" الإسرائيلي، باراك رافيد)، تحدّث بينيت عن "مستقبل من التعاون بدلا من الصراع، والأمل عوضا عن العداء، والصداقة بدل الخوف".
واعتبر أن "الشرق الأوسط يتغير وأنا مقتنع بأن صداقات إسرائيل المتنامية مع البحرين ودول أخرى في المنطقة هي قوة رائدة في التغيير العميق. (...) معا، نخلق واقعًا جديدًا في الشرق الأوسط".
وقال بينيت، بحسب هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11"): "قد نعيش في ثقافات مختلفة، قد نمارس ديانات مختلفة، لكن في الواقع - نحن في نفس الجانب. نفس الجانب الذي فضل الأمل على العداء، والفرص على المشاكل"، وأضاف "نحن بحاجة إلى تشكيل السياسات وعدم السماح للآخرين منا بتشكيل الواقع".
وتأتي الزيارة للبحرين بعدما قام بينيت والرئيس الإسرائيلي، يتسحاك هرتسوغ، بزيارات رسمية إلى الإمارات في الأسابيع الأخيرة؛ علما بأن الاتفاقات التي أبرمتها إسرائيل مع البحرين والإمارات منحتها موطئ قدم غير مسبوق في المنطقة الثرية والغنية بموارد الطاقة، والواقعة قبالة الجمهورية الإسلامية في إيران.