وفدان زارا اسرائيل
حراك مصري إسرائيلي للتفاهم حول ملفات غزة والاتفاقات الأمنية
وصل وفد أمني مصري إلى إسرائيل، صباح اليوم، الثلاثاء، لبحث ملفات تتعلق بقطاع غزة، بحسب ما أفادت هيئة البث الإسرائيلية ("كان 11")، وذلك بالتزامن مع التقارير حول زيارة القيادي بجهاز المخابرات العامة المصرية، محمود السيسي، نجل الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، على رأس وفد أمني، إلى إسرائيل، أول أمس، الأحد.
وأفادت هيئة البث الرسمية الإسرائيلية ("كان 11")، بأن وفدا من الضباط المصريين "وصل إلى إسرائيل صباح اليوم (الثلاثاء) لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإسرائيليين، حول إعادة تأهيل قطاع غزة، ومحاولة الدفع قدما بقضية الأسرى والمفقودين".
ولم تكشف الهيئة الإسرائيلية عن هوية أعضاء الوفد المصري؛ فيما أشارت إلى أن الوفد سينهي زيارته اليوم الثلاثاء؛ في حين لم يصدر إعلان رسمي إسرائيلي أو مصري، حول هذه الزيارة.
ومساء أمس، قال مراسل الشؤون العسكرية لقناة "كان 11" الرسمية، إيتاي بلومنتال، إن "الطائرة الخاصة SU-SMM ستصل غدا (الثلاثاء) إلى مطار بن غوريون قادمة من القاهرة"، وأضاف أنه "في المرات السابقة التي وصلت فيها هذه الطائرة إلى إسرائيل كانت تقل رئيس المخابرات العامة المصرية، عباس كامل".
نجل السيسي يصل إلى إسرائيل في "مهمة عمل"
وفي سياق متصل، نقلت صحيفة "العربي الجديد" عن مصادر مصرية "خاصة"، قولها إن محمود السيسي وصل إلى إسرائيل، الأحد الماضي، لعقد اجتماع مع مسؤولين أمنيين إسرائيليين، معنيين بعدد من الملفات المشتركة بين البلدين.
ولفتت المصادر إلى أن نجل الرئيس المصري، الذي يحظى بنفوذ واسع داخل الجهاز السيادي المصري، وصل إلى إسرائيل على متن طائرة خاصة تابعة للجهاز، برفقة وفد من مسؤولي الملفيْن الإسرائيلي والفلسطيني.
وأوضحت المصادر أن "نجل الرئيس المصري بات بمثابة الرجل الأول في الإشراف على ملف العلاقات مع إسرائيل، في أعقاب تكليف اللواء أيمن بديع برئاسة اللجنة المعنية بالملف الليبي".
ووفقا للمصادر، فإن زيارة محمود السيسي لإسرائيل "في مهمة عمل" لم تكن الأولى من نوعها، وكشفت أنه رافق رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء عباس كامل، في زيارة سابقة، مشددة على أن "الزيارة التي قام بها كانت مجدولة وليست طارئة".
تعديلات على بنود كامب ديفيد وإعادة إعمار غزة
وأشارت مصادر "العربي الجديد" إلى "تكثيف" في الاتصالات بين المسؤولين في جهاز المخابرات العامة المصري، ونظرائهم الإسرائيليين، للتوصل إلى تفاهمات بشأن إدخال تعديلات على بعض البنود المرتبطة باتفاقية كامب ديفيد، قبل اجتماع اللجنة العسكرية المشتركة بين البلدين.
وأوضحت أنه إلى جانب التحركات المصرية في ملف إعادة إعمار غزة، والذي تشرف عليه إحدى الشركات المصرية التابعة لجهاز المخابرات العامة المصرية، ناقش الطرفان الخطط المصرية المتعلقة بإقامة منطقة صناعية في شمال سيناء، بالقرب من الحدود مع قطاع غزة.
وكانت مصر وإسرائيل قد أعلنتا في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، تعديل بعض البنود في اتفاقية كامب ديفيد، الموقعة بين البلدين في 1979، ما يعزز الأمن لدى الجانبين، طبقًا للمستجدات والمتغيرات.
لقاء رباعي مرتقب للمخابرات: الهدف... إحياء المفاوضات
وكشفت المصادر أن لقاءات محمود السيسي مع المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين، شهدت مباحثات تمهيدية لعقد اجتماع رباعي على مستوى رؤساء المخابرات في مصر والأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، في محاولة لإعادة إحياء مسار المفاوضات الرسمية بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
ولفتت إلى أن الزيارة تأتي في أعقاب لقاء جمع الرئيس المصري بالرئيس الفلسطيني، محمود عباس، في مدينة شرم الشيخ على هامش "منتدى شباب العالم"، مؤخرًا، سبقتها مشاورات مصرية أردنية، خلال الأيام الماضية، لتنسيق الجهود في هذا الصدد.
وتتوسط مصر في المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، بشأن وقف إطلاق النار، وإعادة إعمار قطاع غزة، وتبادل الأسرى.