تشكيل لجنة تحقيق
وفاة الطفل النواتي تفجر غضبا واسعا وتنقلات بوزارة الصحة
أثارت واقعة وفاة الطفل سليم النواتي من قطاع غزة وهو يبحث عن تحويلة طبية للعلاج من مرض السرطان في مشافي الضفة الغربية، غضبًا واسعًا في أوساط المواطنين عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
وتعيش عائلة سليم (16 عاما) صدمة كبيرة منذ وفاته دون أن يحصل على التحويلة اللازمة للعلاج في مشافي الضفة، في وقت شكلّت وزارة الصحة الفلسطينية لجنة تحقيق للوقوف على الحيثيات كافة.
وكان مستشفى جامعة النجاح الوطني في نابلس، قد حمّل وزارة الصحة، المسؤولية عن وفاة الطفل النواتي، موضحا أن ما ترد عبر وسائل التواصل حول القضية "غير دقيق تماما".
وقال الرئيس التنفيذي لمستشفى النجاح الوطني الجامعي، د. كمال حجازي إن المريض "سليم" جاء إلى مستشفى النجاح مرة واحدة فقط، حيث نصحته إدارة المستشفى بالتوجه إلى دائرة شراء الخدمة في وزارة الصحةه لمعرفة المستشفى الذي سيتم تحويله إليه في ظل أزمة توقف استقبال مرضى الأورام بالمستشفى.
وأضاف أن إدارة مستشفى النجاح كانت قد أعلنت مؤخرا عن إيقاف استقبال الحالات المرضية الجديدة الخاصة بالأورام والمحولة من وزارة الصحة، بسبب الأزمة المالية والديون المتراكمة على الحكومة والتي تبلغ قيمتها 400 مليون شيكل، الأمر الذي تسبب بعدم قدرة المستشفى على توفير الأدوية الخاصة بمرضى الأورام.
وتوجه د. كمال حجازي بالتعزية من ذوي الطفل، وقال إن "هذا ما كنا نخشاه عندما أعلنا عن تأخر الدفعات من وزارة الصحة وتأثير ذلك على المرضى".
وبين أن "ملف الفقيد سليم تم تشخيصه في قطاع غزة من بداية شهر 11 من العام 2021 ، وتم إصدار تحويلة إلى مستشفى النجاح في 24-11-2021 ، بسبب عدة ظروف لم يتمكن من إصدار تصريح والحضور".
وتابع : "في 21-12-2021، أبلغنا الجميع أن المستشفى غير قادر على توفير الأدوية لمرضى الأورام وأعلنا عن عدم استقبال مرضى جدد، حيث يوجد مايقارب 1600 مريض يتلقون العلاج حاليًا، وأولوية استكماله لهم أفضل من استقبال مريض جديد قد لا نستطيع الاستمرار بتوفير العلاج له إذا ما استمرت الأزمة المالية، وأبلغنا وزارة الصحة إنه في حال توفر السيولة أو التوافق مع شركات الأدوية على توفير العلاجات اللازمة، حينها سنعاود استقبال الحالات المرضية للأورام من جديد".
وأردف حجازي قائلا : "وزارة الصحة وعلى لسان مدير عام وحدة شراء الخدمة في الوزارة برام الله، صرّح عبر وسائل الإعلام أنه تم تحويل جميع حالات الأورام التي كانت محولة للنجاح إلى مستشفى الاستشاري أو مستشفى المُطّلع وهناك توثيق في الإعلام على ما ذكر".
وأكمل : "بتاريخ 23-12-2021 أبلغ مستشفى النجاح إدارة التحويلات بغزة أنه لن يتم استقبال الحالات الجديدة للأورام وتم تحويلها للمستشفيات الأخرى حسب تصريح وزارة الصحة بالضفة".
ومضى : "تفاجأ المستشفى بعد ذلك بوصول المريض " سليم" ووالده إلى المستشفى، بتاريخ 26-12-2021، وقال والد سليم جئت لأجرب حظي، ليبلغ المستشفى والد المريض بالقرار وينصحه بالتوجه لمدينة رام الله لوحدة شراء الخدمة لمعرفة على أي مستشفى سيتم تحويله، وغادر والد الطفل " سليم" إلى رام الله، وتم تحويله إلى مستشفى في الداخل بتاريخ 4- يناير، ولم يأت مرة أخرى للنجاح – جاء فقط مرة واحدة". حسب ماقال حجازي.
وختم حجازي حديثه قائلا إن "وزارة الصحة تتحمل المسؤولية كاملة لما حصل مع حالة الطفل "سليم"، أو أي مريض أخر، مع العلم أن المستشفى أبلغ وزارة الصحة أنه يمكن استقبال حالات خاصة لا يوجد لها مكان آخر أو بديل آخر بشرط أن يكون المريض على علم ودراية أنه وبأي لحظة قد تتوقف خدمات تقديم العلاج".
كما وجه رسالة للمواطنين والصحفيين أن مستشفى النجاح ليس له دخل في قصة وفاة الطفل سليم، وأنه يرفض استغلال هذا الموضوع لبث التفرقة ما بين الضفة وغزة، إذ استقبل المستشفى زيارات وحالات للعلاج تفوق 3000 مريض سنوياً من القطاع ولم ينقطع عن تقديم الخدمات لأهالي غزة.
لجنة تحقيق
وفي وقت لاحق، أعلنت وزيرة الصحة د. مي الكيلة عن تشكيل لجنة تحقيق في ملف وفاة الطفل المرحوم سليم النواتي، للوقوف على جميع حيثياته.
وأضافت الوزيرة الكيلة، الأربعاء، أنها شكلت يوم أمس لجنة تحقيق في ملف وفاة الطفل النواتي من قطاع غزة، متقدمة باسمها واسم جميع العاملين في وزارة الصحة بأحر التعازي والمواساة من أهل الفقيد.
وأكدت وزيرة الصحة أن تعليمات الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء د. محمد اشتية تقضي بإيلاء ملف العلاج لأهلنا في قطاع غزة أهمية قصوى.
نقل الهدري
وبالتزامن مع تشكيل لجنة التحقيق، أصدرت مي الكيلة وزيرة الصحة الفلسطينية، قراراً بنقل هيثم الهدري من منصبه إلى منصب مدير عام صحة جنوب الخليل.
يأتي ذلك في نص القرار، الذي قالت فيه الوزارة : "بناء على الصلاحيات المخولة لنا فقد تقرر نقلك من مكان عملك الحالي للعمل مدير عام لصحة جنوب الخليل وبنفس وضعك الوظيفي".
وأضاف البيان: "ينفذ هذا القرار اعتباراً من تاريخه ويلغى كل ما يتعارض مع هذا القرار".
كما أصدرت الوزيرة قرارا بتعيين مسؤول ملف كورونا في محافظة الخليل عفيف العطاونة، بدلا من الهدري، في منصب مدير دائرة شراء الخدمة في الصحة (التحويلات الطبية).
يذكر أن الهدري استلم منصب مسؤول التحويلات الطبية عام 2019ـ خلفا للدكتورة أميرة الهندي.
رفض تعيين الهدري
ولاقى الإعلان عن تعيين الهدري مديرا عاما لصحة جنوب الخليل، رفضا في صفوف المواطنين هناك.
وأصدر شباب وأبناء مدينة دورا جنوب الخليل، بيانا، جاء فيه : "بعد حادثة وفاة الطفل سليم النواتي من قطاع غزه بسبب عدم استقباله في مستشفيات الضفة الغربية وعدم إعطائه تحويله ثانيه لأي مستشفى بسبب مدير قسم التحويلات في وزارة الصحه هيثم الهدري تم عقابه وتحويله الى مدير صحة الجنوب بدل إقالته".
وأضاف البيان : "بسبب هذا القرار الخاطئ الذي قامت به وزيرة الصحه مي كيله نعلن لكم نحن شباب وابناء مدينة دورا رفضنا بتعييين هيثم الهدري مديرا لصحة الجنوب وأنه لا مكان له بيننا".
وختم البيان : "على وزارة الصحه تصويب قرارها قبل قدوم هيثم الهدري هنا لأننا لن نتعامل معه إطلاقاً وسنعمل ما بوسعنا كي يتم نقله".