لليوم الثالث.. الاحتلال يواصل تجريف أراضي في النقب
اقتحمت آليات التجريف والدمار "الإسرائيلية"، فجر اليوم، الأربعاء، منطقة أراضي عائلة الأطرش قرب قرية سعوة في النقب، لاستئناف عمليات التجريف المستمرة لليوم الثالث على التوالي، وسط ترقب لتصعيد أكبر محتمل إثر الاعتداءات وحملة الاعتقالات التي طاولت نحو 20 شخصا، أمس، الثلاثاء.
وأفادت مصادر محلية بأن وحدات شرطية للاحتلال اقتحمت قرية صووين، وشنت حملة اعتقالات استهدفت الأهالي. وأظهرت المقاطع التي وثقها ناشطون، آليات التجريف تتوجه فجرا إلى النقب، بحماية قوات معززة من الشرطة.
وقال "مُركّز لجنة التوجيه العليا" للفلسطينيين في النقب، المنبثقة عن لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، جمعة الزبارقة، إن "ما تشهده أراضي الأطرش خصوصا ومنطقة النقب عملية إجرامية من قبل الحكومة الإسرائيلية التي تستهدف الأرض والإنسان".
وأكد أن "الأوضاع في منطقة نقع بئر السبع سيئة للغاية، والاعتقالات (الثلاثاء) طاولت قاصرين ونساء وأطفال بعد أن هدمت جرافات السلطات خيمة الاعتصام المقامة على أراضي الأطرش"، وفق عرب 48.
وأشار الزبارقة إلى أن "الشرطة تتعامل مع المحتجين بعدائية وهمجية وتستفز الشبان وتعتدي عليهم وتستخدم كل الوسائل لقمع المتظاهرين السلميين، وتستعين بالخيول والكلاب في عمليات الاعتقال، وكذلك التراكتورونات وسيارات رش المياه العادمة وقنابل الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي لتفريق المتظاهرين".
وناشد مُركّز لجنة التوجيه العليا للفلسطينيين في النقب، "كافة أبناء النقب خصوصا، والمجتمع العربي بقياداته وناشطيه السياسيين، بالتوجه إلى قرية الأطرش والوقوف إلى جانب الأهالي ونضالهم المشروع". ودعا إلى مشاركة واسعة في المظاهرة الاحتجاجية المقررة يوم غد، الخميس، الساعة 15:00 على مفرق سعوة - الأطرش.
إلكين: سنواصل تجريف الأراضي في النقب
من جانبه، أكد ما يدعى بوزير الإسكان "الإسرائيلي"، زئيف إلكين، عزم حكومة الاحتلال على مواصلة عمليات التجريف في النقب، وقال في تصريحات لإذاعة الاحتلال العامة إن الأراضي في النقب "هي أراضي دولة إسرائيل"، مشددا على أنه "سنواصل تجريفها وزرع الأشجار فيها".
وأضاف "سلطة أراضي إسرائيل لديها كل الدعم السياسي مني ومن الحكومة لمواصلة عملها في النقب"، معتبرا أنها "تتصرف بطريقة مهنية"، وقال إنه يرجح التوصل إلى تسوية مع رئيس القائمة الموحدة، منصور عبّاس، مشيرا إلى أن "يتفهم ضغط الجمهور العربي على عباس، لكن هذه أراضي دولة، من يعتقد أنها أرضه يمكنه اللجوء إلى القضاء".
بن غفير يدعو أنصار اليمين للتوجه إلى النقب
من جانبه، دعا عضو الكنيست الفاشي إيتمار بن غفير، أنصار اليمين الإسرائيلي المتطرف وأعضاء الكنيست عن "الصهيونية الدينية"، إلى التوجه والتواجد في النقب، والمشاركة في "زرع الأشجار"، معتبرا أن ذلك يمثل "أمر الساعة".
وتشهد منطقة أراضي النقع الواقعة شرقي مدينة بئر السبع وبلدة تل السبع، في المنطقة المسماة تاريخيا "منطقة السياج"، مواجهات منذ أول أمس، الإثنين، بين أهالي ست قرى بدوية، وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
وخلال السنوات الأخيرة الماضية، اتخذت سلطات الاحتلال من عمليات التشجير في قرى النقب "غير المعترف بها" أداة لمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي العربية والاستيلاء عليها، قبل أن تتوقف في عام 2020 على خلفية مواجهات مع سكانها.
وتحت ستار "تحريش الصحراء"، تهدف المخططات "الإسرائيلية" إلى سلخ وتجريد سكان النقب العرب، وخاصة في القرى غير المعترف بها، عن أراضيهم وتحريشها بأشجار حرجية، لمنعهم من دخولها واستعمالها.
وبدأت قوات معززة من أجهزة "أمن" الاحتلال، وخاصة ما يسمى بـ"الدوريات الخضراء"، منذ الإثنين الماضي، بالتوغل في أراضي القرى العربية الست: المشاش، الزرنوق، بير الحمام، الرويس، الغراء، وخربة الوطن، ترافقها قوات من الخيالة والكلاب البوليسية لمنع الأهالي من الدفاع عن أراضيهم.
من جانبها، قررت لجنة التوجية العليا لفلسطيني النقب، مساء الثلاثاء، "تصعيد النضال" في مواجهة هجمة المؤسسة "الإسرائيلية" المتواصلة والتي تستهدف الأراضي الفلسطينية في صحراء النقب، وذلك في رد على الاعتداءات والاعتقالات التعسفية التي طاولت 21 شخصا بينهم سبعة قاصرين وفتاتان.
وأشعل المحتجون الإطارات المطاطية، وشرعوا في إغلاق تقاطعات رئيسية في النقب، مساء أمس، الثلاثاء، كما شوهدت سيارة قد اشتعلت فيها النيران عند مدخل قرية شقيب السلام، احتجاجا على عمليات التجريف، وللمطالبة بالإفراج عن المعتقلين.
ودعت لجنة التوجية العليا لعرب النقب إلى التواجد في أرض نقع بئر السبع صباح الأربعاء، كما دعت إلى المشاركة في مظاهرة جماهيرية حاشدة من المقرر تنظيمها يوم الخميس الساعة 15:00 على مفرق سعوة - الأطرش.
وأعلن المجلس الإقليمي للقرى غير المعترف بها، عن الإضراب الشامل بما يشمل جميع المدارس في القرى غير المعترف بها والمجالس الإقليمية في النقب، الأربعاء، وذلك "تضامنا مع الأهل الذين تُصادر أرضهم ويُعتدى عليهم".
وقررت لجنة التوجية رفع سقف مطالبها "بحيث تجاوزت وقف التحريش إلى الاعتراف الفوري بقرى منطقة النقع"، التي تمتد مساحتها على 45 ألف دونم، ويعيش عليها 30 ألف فلسطيني من بدو النقب.