غواص لبناني يصطاد أكبر سمكة تونة ويقدمها لمؤسسة خيرية
اصطاد الغواص اللبناني جورج فيليب السكاف المعروف بلقب "GP"، سمكة تونة عملاقة من نوع "بلوفن"، ثم أهداها لمؤسسة خيرية تقدم وجبات مجانية للمحتاجين في بيروت.
وأثناء ممارسته للغطس الحر، تمكن السكاف من الإمساك بسمكته على عمق حوالي 15 مترا تحت سطح الماء، قبالة صخرة الروشة في منطقة رأس بيروت الصخرية، فيما بلغ وزنها 132 كيلوغراما.
وفي خطوة تحمل معنى إنسانيا وتعاطفا مع المجتمع وسط أزمة اقتصادية خانقة، بلغ فيها سعر كيلو السمك الطازج أرقاما فلكية تزيد على 300 ألف ليرة للكيلو الواحد، أهدى الغواص سمكة التونة الضخمة إلى جمعية خيرية.
السكاف الذي يعمل في تجارة الأقمشة في بيروت وهوايته الغوص وصيد السمك والعناية بالبيئة البحرية، قال في لقاء مع موقع "سكاي نيوز": "أنا أغوص مع الأصدقاء بشكل دوري مقابل صخرة الروشة. هناك جرف صخري تحت الماء تلجأ إليه بعض الأسماك الكبيرة".
وتابع: "لاحظت حركة سمكة البلوفن على عمق عدة أمتار، فغطست باتجاهها وأطلقت عليها السهم من بندقية الصيد تحت الماء فأصبتها، واستمرت في المقاومة لأكثر من ساعة وأنا كذلك، إلى أن تمكنت من سحبها إلى سطح الماء ونقلتها بالقارب إلى ميناء الصيادين حيث صورتها ووزنتها، وقررت أن أهديها لإحدى الجمعيات الخيرية التي توزع وجبات يومية على المستحقين في بيروت".
وأضاف ضاحكا: "فوجئت بالسمكة وبحجمها تحت الماء، وسجلت بصيدها رقما قياسيا كان مسجلا باسم أحد الصيادين، حيث اصطاد في وقت سابق سمكة وزنها 90 كيلوغراما، وأنا اليوم أحمل الرقم القياسي لأكبر سمكة تونة بلوفن مسجلة في بيروت".
وعن صيد هذه السمكة العملاقة بشكل غير متوقع في بحر بيروت، قال نقيب الغواصين اللبنانيين محمد السارجي إن "التونة نوع مهم ومرتفع الثمن من الأسماك، وهي تدخل البحر المتوسط من المحيط الأطلسي عبر إسبانيا والبرتغال، وتخضع حسب الاتفاقات الدولية إلى كوتا صيد محددة لكل دولة عالميا".
وتابع السارجي: "تدخل إلى المتوسط لتتكاثر وتفقس بيضها، ثم تعود إلى المحيط الأطلسي، وفي هذه الحالة يبدو أنها كانت تبحث عن وجبة في المياه الضحلة قرب شاطئ بيروت، فوقعت في مرمى صنارة السكاف الذي استطاع السيطرة عليها رغم قوتها. لا شك أنه أصابها في مقتل حتى استسلمت".
وعن نوعها وجودتها قال نقيب الغواصين: "هي سمكة غالية الثمن ومطلوبة جدا وتباع لليابان، وتعد مكونا رئيسيا لطبق السوشي التقليدي، وهناك مزارع لتربيتها في جزيرة مالطا وتصديرها إلى اليابان والأسواق العالمية"، مشيرا إلى تجربة لبنان لاستزراعها وتربيتها في أحواض مائية داخل البحر "لكنها للأسف لم تكتمل. نأمل أن تنجح هذه التجارب في المستقبل".