بضغوط أميركية
الاحتلال يرجئ المصادقة على مخطط استيطاني بالقدس
ذكر تقرير إسرائيلي أن ما يسمى بـ "اللجنة القطرية للتخطيط والبناء"، أرجأت المصادقة على مخطط للبناء الاستيطاني على أرض مطار قلنديا الدولي، شمالي مدينة القدس المحتلة، في أعقاب الضغوطات التي مارستها إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، في هذا الإطار.
جاء ذلك بحسب ما أورد موقع "واللا" الإسرائيلي، مساء الإثنين، وذكر التقرير أن اللجنة لم تصادق على المخطط الذي يشار إليه إسرائيليا على أنه "توسع استيطاني في عطروت"، بذريعة ضرورة قيام وزارة حماية البيئة بمسح للمنطقة، لمعرفة الآثار البيئة المترتبة على تنفيذ المخطط.
وكان من المقرر أن تُصادق اللجنة التابعة لوزارة الداخلية الاسرائيلية على مخطط لبناء 9 آلاف وحدة استيطانية، على أرض المطار، البالغة مساحتها 1243 دونما، في أعقاب حصول المخطط على مصادقة لجنة التخطيط والبناء المحلية التابعة لبلدية الاحتلال في القدس.
وجاء في قرار اللجنة أنه "بعد فحص وثائق المخطط والاستماع لممثلي مقدمي المخططات وتوصيات اللجنة المحلية، تشكل لدى اللجنة انطباعا بأن الخطة توفر استغلالا ملائما للأراضي غير المستغلة حتى الآن، من خلال التخطيط الذي يشمل استخدامات متنوعة وهيكل عام، مع تلبية الاحتياجات التخطيطية ومتطلبات المواصلات".
وأضافت اللجنة أنه "بعد الاستماع إلى موقف ممثل وزارة حماية البيئة، قررت اللجنة أنه يجب إعداد تقييم الأثر البيئي في موضوع المخطط كما هو معتاد في مثل هذه الحالات".
ونقل "واللا" عن مسؤول في اللجنة القطرية، قوله: "هذا مخطط تاريخي ومهم جدا لحل أزمة السكن في القدس، لا يوجد احتياطي من الأراضي أكبر من هذا لبناء عشرة آلاف وحدة سكنية (استيطانية)"، وتابع "أبارك الدفع بالمخطط، لكني أعارض تعليقه، كان من الممكن المضي قدما بالمخطط في نفس الوقت الذي يتم فيه إجراء المسح البيئي، وليس تعليقه"، وأضاف "آمل بصدق ألا تتذرع الحكومة بالموضوع البيئي" لتعليق المخطط.
وبحسب وسائل إعلام إسرائيلية، فإنه في أعقاب المصادقة على المخطط الاسبوع الماضي، نقل مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية رسائل إلى واشنطن جاء فيها أنه سيتم لجم المخطط لاحقا، الأمر الذي لم يخفف من غضب إدارة الرئيس جو بايدن.
وكشف تقرير ورد في "واللا" في 25 تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، أن الحكومة الإسرائيلية أبلغت الإدارة الأميركية بأنها لن تصادق على المخطط الاستيطاني في "عطروت"، وذلك في ظل المعارضة الأميركية للتوسع الاستيطاني في القدس.
وكان السفير الأميركي الجديد في إسرائيل، توماس نايدس، قد بكّر تقديم أوراق اعتماده إلى الرئيس الإسرائيلي، يتسحاق هرتسوغ، إلى مساء أمس، الأحد، بهدف تجنب الحرج وتقديمها في موازاة المصادقة التي كانت محتملة، على المخطط الاستيطاني على أرض مطار قلنديا.
وأثار مخطط بناء المستوطنة الجديدة في مطار قلنديا انتقادات واحتجاجا من جانب الإدارة الأميركية. وكان وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، قد أثار قضية المستوطنة في اتصال هاتفي الأسبوع الماضي، مع رئيس الحكومة الاسرائيلية، نفتالي بينيت، وطلب منه وقف الأنشطة الاستيطانية، بحسب هيئة البث الإسرائيلي ("كان 11").
وبدوره، قال وزير الخارجية الاسرائيلي يائير لبيد، اليوم، إنه "سيتم التوصل إلى اتفاق، حول المنطقة، (التي سيتم بناء المستوطنة عليها) لن نغضب البيت الأبيض"، وذلك في اجتماع لكتلة حزبه ("يش عتيد") البرلمانية، مشددا على أنه "ستحدد حكومة إسرائيل سياستها بشأن بناء عطروت (مطار قلنديا بالقدس)، وسنتأكد من عدم تحوّل ذلك إلى مواجهة مع الحكومة الأمريكية".
يشار إلى أن المخطط الاستيطاني الجديد، الذي يدفعه وزير البناء والإسكان، زئيف إلكين، يغير ويوسع حدود بلدية القدس ويفصل بين قرى فلسطينية. ويثير هذا المخطط معارضة شديدة وواسعة في الولايات المتحدة وأوروبا منذ سنوات، وكان قد تم تجميده في الماضي بإيعاز من مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية.