في ختام زيارة وفد الجهاد
خطة مصرية شاملة تتضمن تطوير حركة السفر على معبر رفح
بحث وفد حركة الجهاد الإسلامي في العاصمة المصرية القاهرة حصار قطاع غزة وملف الأسرى، حيث التقى الوفد الذي ترأسه الأمين العام لحركة الجهاد، زياد النخالة، مع وزير المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، في سياق الزيارة التي استمرت 3 أيام.
وقالت مصادر مطلعة على تفاصيل اللقاء بين وفد الجهاد والجانب المصري، لـ"العربي الجديد"، إن "الحركة بدت متشددة في توجهاتها للمرحلة المقبلة، رافضة التعامل بجدية مع ما تطرحه إسرائيل بشأن الوضع في غزة".
وطالب وفد الحركة الجانب المصري بضمانات حقيقية، وتحديد مدى زمني واضح لكسر الحصار، المفروض على القطاع منذ 2007.
ووصل وفد الجهاد خلال الأيام الماضية إلى القاهرة بدعوة مصرية للنقاش حول عدد من الملفات. وكشفت المصادر أن "مصر سعت لامتصاص موقف الحركة المتشدد، عبر مجموعة من الوعود بشأن التسهيلات التي تقدمها للقطاع، وستدخل حيز التنفيذ في أقرب وقت".
وأطلعت القاهرة قيادة الحركة على تصورها بشأن خطة شاملة لتخفيف الأوضاع الإنسانية القاسية في القطاع، تشمل حركة السفر على معبر رفح، كما تشمل أيضا التصور المصري الخاص بإعادة الإعمار في قطاع غزة، على ضوء الوساطة التي تقودها القاهرة.
وكشفت المصادر عن خطة مصرية شاملة، تتضمن تطوير حركة السفر على معبر رفح بشكل كامل، بدءا من زيادة أعداد المسافرين في الاتجاهين، وإقامة مناطق إعاشة وسكن وخدمات للمسافرين في الجانب المصري للتيسير عليهم، مع تطوير كامل للطرق المؤدية للمعبر وتخفيف الإجراءات الأمنية المتعلقة بالمسافرين من وإلى المعبر، مع توسعة كافة الطرق في الجانب المصري في شرق قناة السويس وتمهيدها، وتشغيل أسطول جديد من حافلات النقل، ووضع ضوابط صارمة لأسعار التذاكر والنقل التي تقوم بها شركات مصرية لضمان عدم التلاعب بالأسعار واستغلال معاناة وحاجة المسافرين.
وبحسب المصادر، فقد "لاقت التحركات المصرية في ملف التسهيلات لسكان القطاع استحسان وفد الحركة بدرجة كبيرة"، لافتة، في الوقت ذاته، إلى أن القاهرة حصلت على وعود واضحة من قيادة حركة الجهاد بتفعيل قنوات اتصال مباشرة وقت الأزمات، تمنع تفجر الأوضاع بشكل مفاجئ، مع عودة قيادة الحركة إلى مصر، قبل الشروع في أية أعمال من شأنها توتير الأوضاع في القطاع".
وكشفت أن وفدا مصريا، يتضمن أمنيين وهندسيين، يوجد في الوقت الراهن في قطاع غزة، لمتابعة الأعمال التمهيدية لمواقع العمل التي حددتها القاهرة لبدء عمليات المبادرة المصرية لإعادة الإعمار وبناء مدينة سكنية لأهالي القطاع.
وأطلع الجانب المصري وفد الحركة كذلك على الجهود التي تقودها القاهرة لانتزاع تسهيلات للفلسطينيين من الجانب الإسرائيلي خلال الفترة المقبلة، من خلال الوساطة المدعومة أميركياً في هذا الإطار.
من جانبه، أكد وفد الحركة أن ملف الأسرى جزء لا يتجزأ من أية معادلة يتم التوافق بشأنها، وأنهم رقم أساسي في أي معادلة، مشدداً على أن أية انتهاكات سيواجهها الأسرى في السجون خلال أي فترة مقبلة سيكون هناك رد قاسٍ عليها.