65 عاما على مجزرة قلقيلية
في العاشر من تشرين الأول/ أكتوبر عام 1956، ارتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي جريمة بشعة بحق أبناء شعبنا الفلسطيني، "مجزرة قلقيلية" التي ارتقى فيها 70 شهيدا من أهالي قلقيلية والجيش الأردني.
في مساء هذا اليوم، خيم ظلام دامس في المستوطنات المقابلة لمدينة قلقيلية، واحتشدت قوات كبيرة من جيش الاحتلال وعصابات المستوطنين على مداخل قلقيلية.
لم يظن أهالي قلقيلية أن الاحتلال يخطط لتنفيذ مجزرة بحقهم، فعندما حاول المشاة في جيش الاحتلال الاقتحام، تصدوا لهم بمساندة الجيش الأردني، ولشدة الاشتباك تقهقر جنود الاحتلال إلى الخلف، وتراجعوا إلى خطوطهم الأولى، وعادوا بعد ساعة برفقة الدبابات، وتقدموا نحو مركز الجيش الأردني (حديقة الحيوانات حاليا)، وسط إطلاق نار كثيف.
عند وصول كتيبة (الموت 101) بقيادة آرئيل شارون، إلى مركز الجيش الأردني، قاموا بخلع البوابة الرئيسية للمركز، واشتبكوا مع الجيش الأردني، ثم اقتحمت قوات ثانية من ناحية الجهة الشرقية، وحسب شهود عيان، فإن المركز لم يتعرض للقصف بالدبابات أو الطائرات، وإنما تم تفجيره بعد تفخيخه، حيث دوى انفجار قوي سُمع في كافة أنحاء قلقيلية.
بحلول صباح اليوم التالي، كانت رائحة الموت تفوح في طرقات المدينة، بعد ليلة دامية، استخدم فيها الاحتلال الطائرات، والدبابات، والألغام، فيما تصدى لهم الأهالي بالأسلحة الخفيفة، تلك الليلة خلفت 70 شهيدا من المواطنين والجيش الأردني ومئات الجرحى، وقتل 18 جنديا إسرائيليا.
يروي شارون في مذكراته عن المجزرة، أن والديه كانا شاهدان على "أضواء" المعركة من مستوطنة "كفار ملال"، والتي استوطنت فيها أسرته، وتقع في الجهة الغربية من قلقيلية، كما ويتحدث عن أحد الضباط الذي قتل مع 18 جنديا إسرائيليا في تلك المعركة، حيث نصبت له سلطات الاحتلال تذكاراً في منطقة صوفين بعد احتلالها للمدينة عام 1967، لكن أهالي المدينة حطموه بعد أيام من وضعه، وقُتل هذا الضابط على يد جندي أردني بآخر رصاصة بقيت في بندقيته، بعد أن استشهد جميع رفاقه.
أحد الناجين من المجزرة ويدعى رفيق شلش، يقول "لولا أننا انتقلنا من مركز الجيش الأردني إلى مكان قريب منه، لأصبحنا في عداد الشهداء، الذين ارتقوا على أيدي العصابات الصهيونية، والتي اقتحمت المدينة من خلال خط الهدنة "كيبوتس كوفيش"، ومنطقة الطيرة في المثلث".
ويضيف شلش: عندما اقتحموا المدينة من جميع الجهات، لم يطلق الجنود الإسرائيليون الرصاص، وقاموا بذبح حراس المركز، وكل من تواجد فيه، وبعدها نفذوا عملية تطهير للمكان، فيما أبقوا السجناء أحياء داخل السجن حتى يموتوا بالمتفجرات التي زرعت في كافة أرجائه".
ومن شهداء هذه المجزرة التي بقيت محفورة وشاهدة لأهالي المدينة: إبراهيم قاسم صالح داوود، وأحمد أمين قواس، وأحمد محمد الشيخ، وحسين صبري، وأمين محمد سليمان حداد، وحسن أمين قواس، وعبد الفتاح نمر عرابي، ونزال وعبد الفتاح نمر يوسف الشنطي، وعيسى موسى شلويت، وعدنان محمود أبو صالح داوود، وعدنان محمد الشيخ، وعمر صبري، وفهمي عوض، وعبد الله عامر، ومحمد المزيوي، ووجيه يوسف الشيخ، وعلي صبري، ويوسف سعيد، وعيسى حساين، ويوسف عبد الكريم أبو سليمان، وفاطمة سويركي، وزريفة عبد الرحمن الحاج داوود.