مركز علاج ضحايا التعذيب يعقد ورشة تدريبية في العلاج الروائي
عقد مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب، على مدى يومين متتاليين خلال هذا الأسبوع، ورشة عمل تدريبية بعنوان "العلاج الروائي"، في مقره بمدينة البيرة.
وهدفت الورشة الى اكساب المشاركات والمشاركين مفهوم وفلسفة العلاج الروائي كمنهج مساعدة نفسية واجتماعية ومجتمعية، وتعليمهم كيفية فصل الشخص عن المشكلة، وترسيخ ممارسة العدالة الاجتماعية في السياق الانساني والمهني. والعلاج الروائي يساعد الأشخاص على تنمية شعور جديد بالقوة الشخصية والعمل على حل المشكلات التي يواجهونها في حياتهم وعلاقاتهم. كما أنه يعالج الطبيعة السياسية للمشكلات، بحيث يبحث فيما اذا كانت المشكلة تتعلق بالصحة النفسية البحتة للشخص، أم أنها أثرٌ لعلاقات القوة وغياب العدالة الاجتماعية في السياق الذي يعيش فيه الشخص.
تضمّنت الورشة عديد الفقرات المُعَمّقة في الموضوع، حيث تناولت المفهوم والمنظور التّاريخي للعلاج الروائي، وفلسفته ومبادئه، والقصة وأنواعُها ودورها في العلاج الروائي. كما تطرقت الى القصة في سياق المشكلة من ناحية، والقصة في سياق العلاج والتعافي من ناحية أخرى. قبل أن تختتم بموضوع ممارسة اللامركزية في مساعدة الناس.
قدّمت الورشة في اليوم الأول نهاية أبو ريان، المدربة والأخصائية النفسية في مركز علاج وتأهيل ضحايا التعذيب. وقدمتها في اليوم الثاني المدربتان والأخصائيتان النفسيتان في المركز، الاء جعفر وسحر محمد.
استفاد من الورشة العشرات من المتدربات والمتدربين الذين وفدوا من عديد المؤسسات الفلسطينية الناشطة في القطاع الصحي بشكل عام، وقطاع الصحة النفسية على وجه الخصوص، والذين شاركوا وتفاعلوا باهتمام واضح.
وفي نهاية التدريب، ومن خلال فقرة تقييمية مكتوبة، عبر المشاركون عن رضاهم عن المحتوى المعرفي الذي اكتسبوه خلال التدريب، وعن المستوى التّنظيمي له. كما طالبوا بعقد المزيد من هذه الدورات، معبرين عن اعجابهم بالمستوى المهني للمركز وللمدربات.
يذكر أن الورشة تأتي في سياق مشروع "توفير خدمات العلاج والتأهيل النفسي والاجتماعي لضحايا التعذيب في القدس الشريف"، والذي ينفذه المركز بتمويل من الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعيى بدولة الكويت. وقد قدم هذا المشروع على مدى اثني عشر شهراً خدماتٍ متنوعة لمئات المستفيدين من محافظة القدس، وذلك في مجالات الدعم النفسي والاجتماعي للأهالي بشكل عام، وتفريغ الضغوطات للأطفال من خلال الأنشطة الترفيهية كالمخيمات الصيفية وغيرها، بالاضافة الى بناء القدرات للأخصائيين من المؤسسات المختلفة في مواضيع كالعلاج الروائي وغيره.