فلسطين تستضيف مباريات المجموعة الثامنة من تصفيات كأس آسيا للسيدات
الرجوب: منتخبنا النسوي لوحة تمثل كل الفلسطينيين في الداخل والخارج
في أول ظهور له عقب تعافيه من الإصابة بفايروس كورونا، دعا الفريق جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم إلى ضرورة التصرف بمسؤولية شخصية ببعدها الوطني ومنظورها الطبي، حتى نتمكن من مواجهة هذا الفايروس، مشدداً على أهمية تلقي اللقاح والالتزام بالتعليمات الصحية للقضاء على هذا الوباء.
جاءت تصريحات الفريق الرجوب خلال لقاء خاص عبر قناة فلسطين الشباب والرياضة، للحديث حول استضافة فلسطين لمباريات المجموعة الثامنة من تصفيات كأس آسيا للسيدات 2022، والتي تضم منتخبنا الوطني إلى جانب تايلند وماليزيا.
إليكم أبرز ما جاء في هذا الحوار:
- فلسطين تستضيف حدث آسيوي جديد، بداية حدثنا عن أهمية الاستضافة كونها ليس الأولى.
رغم الظروف الاستثنائية بفعل جائحة كورونا، ومحاولات الاحتلال الدائمة لشل حركتنا وقدرتنا على استضافة مثل هذه الأحداث الرياضية، أو حتى من خلال الحصار الاقتصادي، إلا أننا تمكنا من تحقيق مرادنا، فقد حاول الاسرائيليون عدم إصدار التصاريح اللازمة، ولكنهم في النهاية خضعوا أمام تدخل الفيفا والاتحاد الأوروبي.
بالفعل هذه المرة الثانية التي نستضيف فيها فرق نسوية على مستوى المنتخب الأول، ولوجود ماليزيا الكثير من الدلالات إلى جانب تايلند.
منتخبنا الوطني النسوي هو لوحة تمثل كل الفلسطينيين في الداخل والخارج، ونحن قمنا بكل الاستحقاقات المطلوبة لإنجاح هذه الاستضافة من خلال مجموعة من الإجراءات، وفق ضوابط لها علاقة بالجانب الصحي، ووفرنا كل التسهيلات المطلوبة لإنجاح المباريات ومساعدة منتخبنا على تقديم صورة تليق برسالتنا الوطنية.
- كيف يمكن استثمار مثل هذه الاستضافة في إظهار الصورة المشرقة للشعب الفلسطيني المحب للحياة، وأيضاً إظهار حجم التطور الحاصل في الرياضة الفلسطينية بما فيها الجانب النسوي؟
اليوم بات لدينا القدرة على تنظيم بطولات ومسابقات رسمية على أرض فلسطين، وأصبح لدينا درجة عالية من التقدير على المستويين القاري والعالمي، فالرياضة لغة العالم ومنبر للنضال وعرض حالة كل شعب وقدراته، فما بالكم إن كانت المرأة هي محور البطولة، وهذه تعكس عظمة شعبنا، رغم كل ما نواجهه من إجراءات الاحتلال الذي لا يريد أن يشاهدنا العالم بهذه الصورة المشرقة التي تعبر عن هويتنا وثقافتنا، فرغم كل الظروف الصعبة التي يفرضها الاحتلال والوضع الاقتصادي والسياسي الصعب، إلا أنني واثق من قدرة الأمانة العامة للاتحاد وكل الطواقم الإدارية والفنية على تقديم نموذح يحظى بإشادة كل المشاركين.
- الآن بات لدينا فرق نسوية في مختلف الفئات السنية، وهذا يدلل على أن الاتحاد يولي اهتماماً كبيراً بالرياضة النسوية، برأيك إلى أين وصلت الكرة النسوية في فلسطين وكيف تقيمها؟
هنالك إرادة سياسية بأن تبقى الرياضة في سياقها العام عنصر وحدة لكل الفلسطينيين، وأن تكون المرأة جزء من هذه المنظومة كاستحقاق وحق، وهذا أسس لوجود قرار عند الأسرة الرياضية، فقد قطعنا شوطاً كبيراً في نشر وتطوير اللعبة، والآن لدينا كادر فني نسوي يحمل الشهادات المطلوبة في التدريب والتحكيم والمراقبة، ولدينا كوادر نسوية شاركن في التحكيم على المستويين العربي والقاري.
نحن نحمل على عاتقنا مسؤولية تطوير الرياضة لكلا الجنسين، ونسعى للاستثمار في الفئات العمرية ذكوراً وإناثاً، من خلال تشجيعنا للأندية ووجود أكاديمية جوزيف بلاتر، وبالتعاون مع وزارتي التربية والتعليم العالي وكل الجهات ذات العلاقة، لكسر كل الحواجز بهدف تطوير الكرة والرياضة وخلق الفرص للذكور والإناث.
- ماذا عن رؤيتكم المستقبلة من أجل تطوير الكرة النسوية حتى تصل إلى مستوى عالٍ من التنافس العربي والقاري؟
نحن نعبر عن قرار سياسي وإرادة وطنية تجسد إجماع وطني، ونتحمل مسؤولية تطوير الرياضة، ونعمل على نشر الألعاب الفردية والجماعية في كل الوطن، وقريباً سنعقد اجتماعاً للجمعية العمومية للجنة الأولمبية التي تحتاج لمزيد من المراجعات، وأتمنى على كل المعاهد والكليات أن تتعاون معنا بمنظور وطني.
مسؤوليتنا أن نذلل كل الصعاب، ولدينا رؤية استراتيجية، ونحاول الاستفادة من كل الاتحادات القارية والدولية، مع التأكيد دائماً على أننا ندير الرياضة بكبرياء وشموخ وطني، ونحن غير مدينين لأحد، ونسدد مشاركاتنا، وعندما نستضيف المنتخبات نظهر ونؤكد أحقيتنا في استضافتها، فهذه أخلاقنا وقيمنا ونحن سنحافظ على هذا الكبرياء والشموخ كي تبقى الرياضة أحد التجليات المؤثرة والفاعلة في تجذير الاخلاق والقيم والثقافة على المستوى الوطني كعنصر وحدة لا علاقة لها بالانقسام، وبناء جسور مع العالم، ونحن نعتد ونعتز بهذا الشعب الذي أعطانا هذه القوة والثقة، وبالتالي نحن نعمل بروح وطنية في التعامل مع شعبنا.
وفي ختام حديثه تمنى الفريق جبريل الرجوب أن تستمع هذه المنتخبات خلال فترة إقامتها في فلسطين، وأن يحملوا رسالة العذاب والألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا، وكذلك العظمة والعملقة والشموخ لهذا الشعب.