بعد التغيير في إسرائيل وأميركا
تهدئة طويلة وصفقة أسرى.. مصر تعكف على خطة متكاملة لإحياء السلام
كشفت مصادر فلسطينية مطلعة، أن الحراك المصري المتواصل والمضاعف في الآونة الأخيرة، يأتي في إطار خطة متكاملة تهدف لإحياء عملية السلام بعد التغيير الحكومي الجديد في إسرائيل مؤخرًا، وكذلك في ظل الدعم الأميركي لهذه الخطوات بوجود إدارة جديدة في البيت الأبيض.
وقالت المصادر لصحيفة القدس المحلية، إن زيارة رئيس جهاز المخابرات المصرية عباس كامل إلى تل أبيب ورام الله، تأتي في إطار تحقيق هذه الرؤية التي تشمل تهدئة شاملة وطويلة الأمد خاصةً في قطاع غزة، وتتضمن صفقة تبادل أسرى بما يضمن نجاح التهدئة والتي تشمل الضفة الغربية وأن تكون هناك حكومة واحدة بالأراضي الفلسطينية بما في ذلك غزة.
ولفتت المصادر إلى أن زيارة كامل كان مخطط لها مسبقًا، وأن إسرائيل لم ترد على إطلاق الصاروخ من غزة تجاه “سديروت” بضغط مصري منعًا للتصعيد قبل الزيارة المعد لها، مشيرةً إلى “أن الحكومة الإسرائيلية فضلت أن تمنح الجهود المبذولة الفرصة للإبقاء على حالة الهدوء والتي تسعى لأن تبقى لأطول مدة ممكنة”.
وبينت أن لقاءات كامل مع نفتالي بينيت رئيس الحكومة الإسرائيلية، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، ناقشت سبل التحرك باتجاه اتخاذ خطوات إيجابية من كافة الأطراف من أجل منح الجهود المصرية الفرصة لإمكانية تحقيق أهدافها على الأقل، من خلال تقديم ما يلزم من خطوات إسرائيلية اقتصادية تدعم تحسين الوضع الفلسطيني قبل المضي قدمًا نحو ملفات سياسية.
وأشارت المصادر، إلى أن دعوة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بينيت لزيارة القاهرة، والتي نقلها كامل للأخير خلال لقائهما المشترك في الأيام الأخيرة، تأتي في إطار التحركات المصرية الهادفة لتغيير الوضع الذي أفرزته الظروف السياسية والميدانية في السنوات الأخيرة مع وجود حكومة إسرائيلية أكثر تطرفًا تجاه القضية الفلسطينية، وبدعم من الإدارة الأميركية السابقة برئاسة دونالد ترامب.
ووفقًا لذات المصادر، فإن القاهرة ترى بأن الوقت الحالي أصبح مواتيًا أكثر من أي وقت مضى في ظل وجود إدارة أميركية جديدة تشجع على الحلول السلمية السياسية في الشرق الأوسط، ومعنية بتغيير سياسات الإدارة السابقة.
وأشارت المصادر إلى أن هذه الخطوات على المستوى السياسي الرسمي، تتزامن مع خطوات أخرى على صعيد حالة الهدوء بغزة والمضي قدمًا بإمكانية تحقيق صفقة تبادل أسرى، لافتة إلى أن الإدارة الأميركية والمجتمع الدولي يدعم هذه الخطوات من أجل تحقيق هدوء طويل الأمد، يمكن من خلاله استغلال الظروف لتهيئة الوضع الفلسطيني الداخلي نحو مصالحة حقيقية تثمر بوجود حكومة واحدة بغزة والضفة وتقود الفلسطينيين لتحقيق أهدافهم.
ورجحت المصادر أن تنجح الجهود المصرية في تحقيق نجاحات على عدة أصعدة خلال الفترة المقبلة، مشيرةً إلى أن ذلك ظهر من خلال التسهيلات الإسرائيلية المقدمة لغزة في الأيام الأخيرة، التي تزامنت مع وصول كامل إلى إسرائيل.
وقالت المصادر إن هناك رغبة إسرائيلية ومصرية بدعم دولي، وكذلك لدى حركة حماس والفصائل بغزة، من أجل التوصل لحلول للأوضاع في القطاع، كما أن لدى حماس استعداد على إنجاز صفقة تبادل رغم اصطدامها بحالة التعنت الإسرائيلي التي ترفض الامتثال لمطالب الحركة.
وأشارت المصادر إلى أن مصر تعكف على تقديم عدة مقترحات بشأن إمكانية تحقيق صفقة التبادل بما يشمل التهدئة الشاملة لعدة سنوات في القطاع، لافتة إلى أن القاهرة قد تنجح في جهودها خاصةً وأن الجميع مقتنع بضرورة تحقيق هذه الخطوة.