أشجار الصنوبر "قنبلة موقوتة" لاشتعال الحرائق في جبال القدس
وصف عالم البيئة في سلطة الطبيعة والحدائق الإسرائيلية، د. ياريف مليحي، الغابات التي زرعتها إسرائيل بأنها "قنبلة موقوتة" بكل ما يتعلق بالحرائق، وذلك على خلفية الحرائق الواسعة المشتعلة في جبال القدس، في الايام الأخيرة، التي أتت على أكثر من عشرين الف دون من الأشجار.
وقال مليحي إن "جميع الحرائق في إسرائيل هي من عمل الإنسان، بقصد أو بدون قصد. وهذه نتيجة لعدد الافراد الذين يتجولون في المنطقة، وجبال القدس هي منطقة توجد فيها بلدات كثيرة، شوارع ومناطق تجارية. وكلما كان هناك أشخاص أكثر تكون هناك إمكانيات أكثر لاشتعال حرائق"، وفق ما نقلت عنه القناة 12 التلفزيونية اليوم، الثلاثاء.
وأوضح مليحي سبب اشتعال الحرائق في هذه المنطقة خصوصا، أنه "يوجد في جبال القدس أحراش حوض المتوسط الأكثر كثافة في دولة إسرائيل وهي جافة. والمناخ هناك جاف نسبيا، وذلك خلافا للأحراش في منطقة الشمال حيث المناخ أكثر رطوبة. وهذا المناخ مرصع بغابات الصنوبر، التي زُرعت قبل عشرات السنين من أجل تشجير هذه المنطقة. ويوجد في جبال القدس مادة جافة قابلة للاشتعال بكميات تصل إلى مئات آلاف الأطنان من النباتات".
وأضاف أن "أشجار الصنوبر قابلة للاشتعال أكثر بكثير بسبب تركيبتها الكيميائية، وهي جافة وكذلك مرتفعة. والغابات التي زرعتها كيرن كييمت ليسرائيل (الصندوق الدائم لإسرائيل – "كاكال") بعد قيام الدولة لا تلائم المكان. وإلى جانب مساهمتها في الترفيه، فإن أشجار الصنوبر في مناخ حوض المتوسط هي الأكثر غير ملاءمة لجبال القدس. وهذه الغابات هي قنبلة موقوتة بكل ما يتعلق بالحرائق"، وفق عرب 48.
وأشار مليحي إلى أن تضاريس جبال القدس تغذي انتشار الحرائق. "تقع القدس في منطقة مرتفعة وترسل خمسة أصابع، وبينها أودية. وعندما تكون تضاريس واد – جبل فإن النيران تتجاوز الوادي. والوادي ضيق جدا وعميق، وفي حال اشتعال حريق في أحد الأطراف، فإنه ينتقل إلى الطرف الآخر. وهذا بخلاف الحرائق في هضبة الجولان وهي مكان من دون أشجار كثيرة، بينما في جبال القدس توجد كميات أشجار كبيرة في منطقة جبلية".
وتابع أنه "توجد هناك الظروف المثالية لعاصفة نيران. ولا تحتاج النار إلى إضرامها من أجل أن تشتعل، وإنما هي تحتاج ببساطة إلى إنتاج حرارة قرب أشجار جافة كي تشتعل. أو عندما يكون هناك أشجار بلوط تتفجر وتحلق 70 مترا في انفجار أو أغصان تتطاير مئات الأمتار، فإن النيران ستنتشر بسهولة".
وقال مليحي إن "أشجار الصنوبر تعيد تجديد نفسها. وخلال شهري آذار/مارس ونيسان/أبريل في العام المقبل سنرى أشجار صنوبر صغيرة. وإذا لم تحدث حرائق، فإن الغابة ستكون أكثر كثافة. وتنمو أشجار الصنوبر أسرع بكثير من باقي الأشجار في المنطقة. والحريق ليس ضررا غير قابل للإصلاح، وإذا لم يحدث كل 4 – 5 سنوات فإن الوضع جيد".