تخوف إسرائيلي من عودة طالبان للحكم في أفغانستان
اعتبر محللون إسرائيليون اليوم، الإثنين، أن سيطرة حركة طالبان على افغانستان وعودتها إلى الحكم هناك سيكون لها تأثيرات بالغة، وبضمنها على إسرائيل، وذلك وسط تعالي أصوات في إسرائيل تدعو إلى عدم الاعتماد على الولايات المتحدة بادعاء أنها تخلت عن الحكومة الأفغانية، حليفتها.
وتوقع المحلل العسكري في صحيفة "يسرائيل هيوم"، يوآف ليمور، أن يعود حكم طالبان إلى احتضان تنظيم القاعدة ومنظمات مشابهة أخرى. لكنه أضاف أن "الأسوأ من ذلك يكمن في الرسالة التي ستنقلها الأحداث في أفغانستان إلى الشرق الأوسط. فالأميركيون لا يعتبرون كمن انسحبوا من أفغانستان، وإنما كمن هربوا منها".
وكغيره من المحللين الإسرائيليين، قارن ليمور بين انسحاب الولايات المتحدة من أفغانستان وانسحابها من فيتنام، في سبعينيات القرن الماضي. "لا توجد في الصور الواردة من كابل دولة منتصرة، وإنما إمبراطورية مهزومة. والدرس سيتعلمونه في العالم كله. وتبعاته الفورية ستكون في الشرق الأوسط، وخاصة في العراق، الغاية القادمة التي يخطط الأميركيون للانسحاب منها"، وفق عرب 48.
ورجح ليمور أن تزداد الضغوط على الولايات المتحدة من أجل الانسحاب من العراق، "وإيران ستستخدم الميليشيات الشيعية الموالية لها من أجل استهداف الأميركيين في العراق، وكلما تراكمت الجثث، سيتصاعد الضغط الداخلي في الولايات المتحدة مطالبا بالانسحاب. وأثبتت إدارة بايدن أنها لا تسارع إلى ممارسة القوة، وثمة شك إذا كانت ستفعل ذلك في المستقبل. ومثل الإدارات السابقة، فقدت إدارة بايدن اهتمامها بما يحدث في الشرق الأوسط، وتوجه انتباهها إلى مناطق أخرى في العالم".
واعتبر ليمور أن "الجهات السلبية وفي مقدمتها إيران سيكونوا الجهة الرابحة من ذلك. ورغم أنه توجد مشاعر مختلطة لدى إيران حيال ما يحدث في أفغانستان: من جهة هي سعيدة بسقوط ’الشيطان الأكبر’ من واشنطن، ومن الجهة الأخرى تخشى موجات اللاجئين الذين سينضمون إلى ملايين اللاجئين المتواجدين في إيران منذ سنوات طويلة. لكن بنظرة أوسع، إستراتيجية، سيتغلب الفرح على القلق: سيرى الإيرانيون في أحداث الأيام الأخيرة أنها دليل على أن الدولة العظمى الأقوى بإمكانها أن تتراجع وتهرب".