سيارة الحلم.. آدم ونوح
تقرير: هديل ابوزينة
حب ما تعمل حتى تعمل ما تحب.. من شغفٍ كبر معه منذ الطفولة التي عاشها بين السيارات وقطعها المتراكمة، ليصبح صانع سيارات بأبسط التكاليف، إنه رياض العملة من بلدة قبلان جنوب نابلس فمن خلال قطعتين فنيتين حملتا اسمي طفلاه آدم ونوح عبر عن حبه لهما وشغفه بالسيارات جذب الأنظار لبلدته.
من الصفر.. إلى آدم
من محل لبيع قطع السيارات الحديثة في بلدة قبلان جنوب مدينة نابلس بدأ الشاب رياض العملة بصناعة سيارته الخاصة بكافة أجزائها، ومن الصفر، ليطلق عليها اسم آدم نسبة لطفله الذي لازمه طيلة أيام صناعة السيارة.
قال العملة "بديت لأنو عندي شغف للسيارات القديمة اجتني الفكرة ودورت على سيارات قديمة بهالصفات هاي وما لقيت فحبيت أصمم وأصنع من فكرتي بيدي".
"سميتها آدم لأن ابني آدم بظل معي طول الوقت–يا بابا هات المفك بابا هات الزرادية – كونه جزء من المساعدة".
بتصميمها الكلاسيكي القديم أبدع العملة ببناء سيارته من خلال معداته البسيطة وباستخدام المواد المتاحة في كل منزل ليخرج في النهاية بسيارة تُذهل كل من يراها بدقة تفاصيلها التي تشبه إلى حد كبير السيارة الأصلية.
صنع كل شيء بمعدات بسيطة وتصنيع يدوي مثل ماكينة اللحام وغطاء الماتور والجنحان والإطار الخارجي، وكله بمدة شهرين فقط.
ما بين الصعوبات والإبداع
قال العملة من الصعوبات التي واجهته عدم توفر عدة كافية، فقام بعمل كل شيء بنفسه قدر المستطاع.
يسلط العملة الضوء اليوم على الإبداع الفلسطيني لا سيما بعد النجاح الذي حققه طيلة شهرين من العمل على النموذج الأول من سيارته الكلاسيكية، ما حفزه للانطلاق بفكرة جديدة وهي محاكاة سيارة كلاسيكية أخرى لتكون متاحةً لكل من يريد استخدامها في حفلات الزفاف مجاناً.
"بدي أعمل سيارة كلاسيكية قديمة للبلد وكل مناسبات البلد حتى تكون هدية لكل عريس"
وذكر أن هوايته من الصغر لم تتوقف حتى يومه هذا فقبل سنتين من الان كان يرسم على الجدران ومنها جيب من طراز مختلف انتهى عصره بعد الحرب العالمية الثانية لا مثيل او وجود له في اي مكان بفلسطين، لكن الظروف القاسية والامكانيات الشحيحة وعدم وجود تشجيع على هذا النوع من الفن والشغف تحيل بينه وبين تصنيعه لسيارات أكثر جودة وأكثر جمالاً واختلافاً
واضاف العملة انه كانت ردة فعل الناس غير متوقعة، جميلة جداً بجانب الاستغراب والانبهار بالسيارة لتميزها وشكلها المختلف كلياً عن السيارات الموجودة في عصرنا هذا.
قال العملة عندما نزلت الى الشارع وتجولت في السيارة اجتمع الناس حولي بأعداد كبيرة منهم من اراد تصويرها أو التقاط صورة له بجانبها، وبعد انتشار صور السيارة على مواقع التواصل الاجتماعي، تواصل معي الكثير من الأشخاص والفنانين من الضفة والقدس والداخل المحتل لاستعارتها مني للأعراس وتصوير فيديو كليب، وهذا جعلني سعيد جداً بإعجاب الناس وانبهارهم بهذا الطراز المختلف.
وبين العملة انه لقد عرض عليه الكثير من الأشخاص شراء السيارة منه مقابل مبلغ مادي عالي جداً، لكنه رفض وبشدة، لأن الدافع لعمل هذه السيارة لم يكن مادي، بل كان معنوي أكثر لحبه الشديد للسيارات القديمة والمختلفة.
النجاح بطريقة أخرى
آدم السيارة الفلسطينية الأولى التي صنعها العملة، عرفت النجاح بطريقة أخرى، لتثبت بأن شغف الفلسطيني لا حدود له، يخلق الفرصة حتى وإن لم تكن متاحة أمامه، ليتبع طريق أحلامه، فيصل لهدف كان مستحيلا لدى الكثيرين.
من صورة في الخيال إلى واقع تجسد
كان العملة وليد الموهبة فشغفه وموهبته أديا لصنع سيارتي نوح وآدم من صورة في الخيال إلى واقع تجسد ليثبت أن لا مستحيل في السماء وأن الرغبة تصنع المعجزات وأن في فلسطين عقول تصمم وتطور وتفكر لكنها بحاجة لداعم ومرشد ودليل ليكبر الحلم وتنتج الصورة.
