السجائر الإلكترونية.. دراسة تكشف عن مفاجأة "خطيرة"
رغم اعتقاد البعض بأن "السجائر الإلكترونية" هي بديل آمن لتدخين التبغ، إلا أن الدراسات استمرت في إظهار مدى ضررها، كان آخرها دراسة حديثة سلّطت الضوء على الآثار التي يتركها تدخين السيجارة الإلكترونية لمرة واحدة فقط على الجسم.
الدراسة رصدت تأثير تدخين السجائر الإلكترونية للمرة الأولى على غير المدخنين، وقارنت الآثار التي تركتها جلسة تدخين واحدة لهؤلاء على الجسم، خاصة الرئة، والآثار التي تركتها على المدخنين العاديين، سواء مدخني السجائر الإلكترونية ومدخني التبغ. وكشفت عن نتائج خطيرة، دقت بها ناقوس الخطر.
من خلال تلك المقارنة، كشفت الدراسة التي أجريت بمركز رونالد ريغان الطبي بجامعة كاليفورنيا ونشرت نتائجها في بيان بالموقع الإلكتروني للمركز، عن أن "التدخين الإلكتروني (أو ما يُعرف بالفيبينغ) لمرة واحدة فقط في حياتك (المرة الأولى)، يمكن أن يؤثر بشكل كبير على الصحة"؛ ذلك أن الباحثين رصدوا زيادة مستويات ما يعرف بـ "الإجهاد التأكسدي" لدى هؤلاء بشكل كبير، بعد خضوعهم لجلسة تدخين أولى.
والإجهاد التأكسدي يعني حدوث خلل بين العوامل المؤكسدة والعوامل المضادة للتأكسد، يحدث هذا الخلل من خلال زيادة العوامل المؤكسدة، بما يؤدي إلى جعل الأشخاص أكثر عرضة للأمراض والالتهابات المختلفة.
أجريت الدراسة على غير المدخنين ومدخنين منتظمين. تم تصنيف المتطوعين البالغين من 21 إلى 33 عاماً، إلى ثلاث فئات؛ الفئة الأولى شملت 11 شخصاً من غير المدخنين، بينما شملت الثانية تسعة من مدخني التبغ، والثالثة تسعة من مدخني السجائر الإلكترونية. وشاركت المجموعات الثلاث في جلسة تدخين سجائر إلكترونية لمدة نصف ساعة، وفق سكاي نيوز.
استطاع الباحثون من خلال تلك التجربة رصد ارتفاع مستويات الإجهاد التأكسدي بين غير المدخنين. لكن اللافت أن مؤلفي الدراسة اكتشفوا أن "مدخني التبغ والسجائر الإلكترونية لم يواجهوا زيادة في الإجهاد التأكسدي"، وهو ما يعتقد الفريق بأن سببه هو أن "المستوى الأساسي للإجهاد التأكسدي للمدخن مرتفع بالفعل مقارنة بغير المدخنين".
ووجد الباحثون أن جلسة تدخين "فيبينغ" لمدة نصف ساعة تزيد من الإجهاد التأكسدي في خلايا غير المدخنين بمقدار مرتين إلى أربع مرات. ويشير الفريق البحثي إلى أنهم ما زالوا بحاجة إلى الكشف عن كيفية حدوث تلك التغيرات المرتبطة بالإجهاد التأكسدي، وما إن الامر متعلق بالنيكوتين أو المواد الكيميائية الأخرى التي تدخل جسم المدخن.
وبينما أجهزة التدخين الإلكتروني توفر النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى، جنباً إلى جنب مع النكهات المختلفة، في شكل بخار بدلاً من الدخان، تشير الدراسة إلى أن استخدام السجائر الإلكترونية يمكن أن يؤدي إلى تلف الحمض النووي، وزيادة خطر الإصابة بأمراض القلب وتسرب الأمعاء وحتى ضباب الدماغ.
ودق الباحثون ناقوس الخطر بشأن ما تظهره نتائج تلك الدراسة، لجهة المخاطر التي تحيط بـ "غير المدخنين" والذين يتعرضون في مناسبات -مثل الحفلات على سبيل المثال- للتدخين الإلكتروني، بما يجعلهم معرضين لتلك الآثار.
ويقول الباحثون إنهم قلقون من استمرار زيادة شعبية السجائر الإلكترونية بين المراهقين والشباب، ذلك أنه -بحسب دراسة أجريت في العام 2020- فإن ما يقرب من واحد من كل ثلاثة طلاب في المرحلة الثانوية اعترف باستخدام سيجارة إلكترونية.