البيرة: إطلاق حملة وطنية لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام
أعلن اليوم الثلاثاء، عن إطلاق حملة وطنية فلسطينية لإسناد الأسرى الذين يخوضون إضراباً مفتوحاً عن الطعام في سجون الاحتلال الإسرائيلي، احتجاجاً على الاعتقال الإداري.
وأطلقت الحملة خلال الاعتصام الأسبوعي أمام مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر في مدينة البيرة، من قبل هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير الفلسطيني، والهيئة العليا لمتابعة شؤون الأسرى والمحررين، والقوى الوطنية والإسلامية وذوي الأسرى في سجون الاحتلال، والتي ستشهد فعاليات أسبوعية في كافة المحافظات، واعتصامات ومسيرات في مراكز المدن وأمام بوابات سجون الاحتلال.
وأوضح رئيس هيئة شؤون الأسرى والمحريين قدري أبو بكر أن الحملة الوطنية لا تهدف فقط لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال، وإنما لإسقاط الاعتقال الإداري، الذي أقرته "الكنيست" الإسرائيلية وأعطت بموجبه الحق لما يسمى بالحاكم العسكري في كل منطقة بأن يفرض هذا الحكم على من يشاء، وفق الوكالة الرسمية.
وقال: "في هذا اليوم، لن نكتفي بإعلان التضامن مع الأسرى المضربين فقط، بل سنطلق هذه الحملة للعمل في الداخل والخارج للمطالبة بإلغاء الحكم الإداري الجائر، حيث يقبع أكثر من 540 أسيراً في سجون الاحتلال تحت الحكم بموجب ملفات سرية".
وشدد أبو بكر على ضرورة بذل جهود أوسع لتأمين الإفراج المبكر عن كافة الأسرى المرضى وكبار السن وفي مقدمتهم، اياد حريبات وموفق العروق وفؤاد الشوبكي، والأسير الأردني محمد مصلح، الذي نقل إلى مستشفى العفولة بعد 32 يوماً من إصابته بجلطة قلبية.
من جانبها، شددت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام على ضرورة إسناد الأسرى المضربين في سجون الاحتلال بشكل موحد، انطلاقاً من أهمية إدراك الحقوق والتمسك بها.
وأعربت عن أملها في أن تحمل الأيام المقبلة أخباراً سارة لذوي الأسرى المضربين بانتزاع ابنائهم الحرية، واستقبالهم كما استقبل الأسير الغضنفر أبو عطوان الذي تخلص من الاعتقال الإداري الاحتلال وأجبر الاحتلال على الإفراج عنه بعد إضراب عن الطعام استمر لـ65 يوماً.
وقالت غنام: "لا يمكن أن نقلل من خوف الأمهات على حياة أبنائهن المضربين، إلا أننا نقول إنه كلما اشتد الظلام اقترب الفجر، ويجب أن نبقى متشبثين بالأمل رغم كل الآلام".
أما عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المنسق العام للقوى الوطنية والإسلامية واصل أبو يوسف، فقال إن الحملة الوطنية لإسناد الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال احتجاجاً على الاعتقال الإداري ستعم كافة المحافظات بالإضافة إلى العديد من مخيمات الشتات، ويجب أن تكلل بالنجاح من أجل تسليط الضوء على ما يعانيه الأسرى في سجون الاحتلال.
وأضاف أن معاناة الأسرى في سجون الاحتلال وسياسات التعذيب الممنهج لن تكسر إرادة الصمود والتحدي لديهم، وأن المضربين عن الطعام يصارعون بأمعائهم الخاوية ليسجلوا انتصاراً على السجان كما انتصر الأسرى السابقون، مؤكداً أن الشعب الفلسطيني وفصائله وقواه ومؤسساته تقف إلى جانب الأسرى والمعتقلين من أجل إطلاق سراحهم جميعاً.
وقال أبو يوسف: "الاحتلال يمارس كل سياسات التصعيد العدواني والإجرامي بحق كل أبناء الشعب الفلسطيني، من خلال الاعدامات الميدانية والاقتحامات والاعتقالات، والشعب الفلسطيني يخوض بموازاة ذلك حرباً بالمقاومة الشعبية ضد المستوطنين والاستعمار، ويؤكد أن الدماء التي تسيل في سبيل الحرية لن تذهب هدراً، بل ستبقى وقوداً للاستمرار في المقاومة والكفاح والنضال من أجل الحرية والاستقلال".
من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس إن كوكبة جديدة باسلة من أبناء الشعب الفلسطيني تخوض معركة عادلة في مواجهة قانون جائر وعنصري متمثل بالاعتقال الإداري.
وأضاف: "هم يسطرون هذه الملحمة وبهذا الشكل النضالي الرفيع المليء بالنبل والشرف، دفاعاً عن كل أبناء الشعب الفلسطيني، حالهم حال المدافعين عن الحقوق الوطنية في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح وبلدة سلوان وحي وادي حلوة، وفي بلدات بيتا وبيت دجن والنبي صالح وعبوين وكفر قدوم، وغيرها من المواقع التي تشهد مواجهات واشتباكات مع الاحتلال".
وشدد فارس على أن "قضايا القدس والأسرى والأرض والمستوطنات والمستوطنين الذين ينكلون بأبناء شعبنا ويعتدون على أرض فلسطين ومياهها هي أكبر من الصراعات الداخلية، مشيراً إلى أن مشروع الاحتلال ينحسر ويهزم في كل أرجاء الأرض، ويوماً بعد آخر ترتفع أعداد المناصرين للقضية الفلسطينية ويُحاصر الذين يدعمون إسرائيل العنصرية والفاشية".
وأوضح أن عدد الأسرى المضربين عن الطعام سيرتفع خلال الأيام المقبلة بالعشرات، وهذه فرصة يجب التقاطها لاستعادة الوحدة والالتئام والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الاحتلال، ضمن معركة مستمرة ترتقي وتتسع دائرتها إلى أن تتحول إلى عصيان وطني وانتفاضة شاملة.