بلد نسيه كورونا
في العاصمة النيجرية نيامي، بقي الجناح الطبي الرئيسي المخصص لمرضى "كوفيد-19" خاليا على مدار أشهر وقد تراكم الغبار على منشآت العزل في المدينة، حيث الكمامات لا وجود لها تقريبا.
ويمر يوم بعد يوم دون أن يصاب شخص واحد بالفيروس في النيجر، كما أن الطلب على اللقاحات الواقية منه يبقى قليلا لدرجة أن الحكومة أرسلت آلاف الجرعات إلى الخارج.
وتشير صحيفة "وول ستريت جورونال" الأمريكية في عددها الصادر يوم السبت، إلى أنه، مع بداية تفشي وباء كورونا، حددت منظمة الصحة العالمية النيجر - التي تضم أعلى معدلات المواليد والفقر في العالم - كواحدة واحدة من أكثر الدول عرضة لتفشي فيروس كورونا في القارة الإفريقية التي توقعت الأمم المتحدة أن الفيروس سيقتل فيها الملايين.
وبعد أكثر من عام، أصبحت العديد من البلدان في إفريقيا في قبضة الموجة الثالثة من الوباء، مع تسجيل سلالات جديدة من الفيروس دفعت حصيلة الإصابات إلى مستويات قياسية. لكن الأمر يختلف تماما في النيجر التي تكافح عددا من التحديات الاقتصادية والأمنية لكنها تبقى واحدة من الدول القليلة في المنطقة التي نجت حتى الآن من ويلات الجائحة.
وذكرت الصحيفة أن من أبرز أسباب ذلك مناخ النيجر الحار والجاف، ومسافات كبيرة بين قرى وضعف الاتصال فيما بينها، إضافة إلى صغر سن سكان البلاد، العوامل التي جعلت النيجر حالة دراسة معمقة من قبل خبراء الفيروسات.
يؤكد أطباء أن انتشار سلالة "دلتا" شديد العدوى وإعادة فتح الحدود البرية في الأسابيع الأخيرة لا يزالان يشكلان تهديدا للبلد غير المحصن إلى حد كبير ونظام الرعاية الصحية فيه. إلا أن نيامى الهادئة لا تظهر أدلة تشير إلى تفشي الوباء الشرس - على خلاف دول إفريقية كثيرة.
اعتبارا من منتصف يونيو، أعلنت النيجر التي يبلغ عدد سكانها 24 مليون نسمة، تسجيل 194 حالة وفاة وحوالي 5500 حالة إصابة فقط بفيروس كوفيد منذ تسجيل أول حالة لها في مارس 2020.
وذهب الأمر إلى أنه في نهاية شهر مايو ، اتخذت النيجر قرارا غير معتاد بإقراض 100000 لقاح من شركة AstraZeneca لساحل العاج، وهي دولة أخرى في غرب إفريقيا بها نفس عدد السكان تقريبا، ولكنها أصغر بأربعة أضعاف جغرافيا ومع حالات أكثر بعشر مرات من الإصابة بالفيروس. أما استخدام اللقاح داخليا، فأعطت النيجر الأولوية لتحصين عاملين في القطاعات الأساسيين، ولم يتلق اللقاح سوى عدد قليل من عامة السكان.