اختتام المؤتمر العلمي "الرواية الصهيونية ما بين النقض والتفكيك"
برعاية الرئيس محمود عباس "أبو مازن" رئيس دولة فلسطين حفظه الله، وبحضور دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد اشتية، اختتمت مفوضية المنظمات الأهلية وغير الحكومية في حركة فتح، وجامعة القدس المفتوحة، يوم الأربعاء الموافق 30-6-2021، المؤتمر العلمي المحكم الأول "الرواية الصهيونية ما بين النقض والتفكيك"، الذي جاء في إطار برنامج "نقض الرواية الصهيونية" المنفذ من الجامعة والمفوضية، وذلك عبر نظام الربط التلفزيوني مع مكتب رئاسة جامعة القدس المفتوحة بقطاع غزة.
وعقد المؤتمر، المقام في قاعة الهلال الأحمر بمدينة البيرة وعبر نظام الربط التلفزيوني مع مكتب رئاسة جامعة القدس المفتوحة بقطاع غزة، دولة رئيس الوزراء د. محمد اشتية، بحضور عدد من أعضاء اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، وأعضاء اللجنة المركزية لحركة فتح، والمسؤولين وعلى رأسهم الأخت دلال سلامة رئيس مفوضية المنظمات الأهلية وغير الحكومية في حركة فتح، ورئيس جامعة القدس المفتوحة أ. د. يونس عمرو.
واختتم المؤتمر بجلسة حوارية أدارها د. نافذ الرفاعي، مؤكداً أهمية تغيير الخطاب الفلسطيني وإعادة الوعي الثقافي والسياسي والتاريخي لشارعنا الفلسطيني.
وتحدث خلال الجلسة وزير التعليم العالي والبحث العلمي أ. د. محمود أبو مويس، مؤكداً أننا "بحاجة إلى أوراق هذا المؤتمر، ولجنة منبثقة من هذا المؤتمر؛ لمساعدتنا في تحقيق استراتيجية التعليم العالي والبحث العلمي، والخطوات العملية التي تتخذ من الوزارة في هذا المجال، فالجامعات لها دور أساسي في تحليل الرواية وتفنيدها. وركزنا على ثلاثة محاور وأساطير دينية جعلتهم يزعمون أن فلسطين أرضهم. والرواية الصهيونية للمحرقة التي جلبت لهم آلاف المهاجرين، بينما الهولوكوست الإجرامي الإحلالي للإسرائيليين ضد الفلسطينيين يجب أن يجابه".
وأضاف أن "كل مقررات ومناهج الاحتلال منصبة على أن اليهودي هو جانب الحضارة، وأن العرب أناس بدائيون، وأن الفلسطيني لا وجود له على الأرض. ووضعنا خطة عمل لمحاربة هذه المزاعم بالاعتماد على الجامعات كمراكز إنتاج علمي وفكري يقوم على التعلم، والتركيز على الأبحاث الأركيولوجية لتفنيد الرواية، وتشجيع الطلاب على توصيل روايتنا إلى العالم، واستقدام طلاب من الدول الأوروبية للجامعات الفلسطينية ليروا الحال على واقعه".
وتحدث أيضاً عن "تصميم مساق موحد حول الرواية الصهيونية وسبل محاربتها، يجري تدريسه في جميع الجامعات الفلسطينية بهدف تحديد أسس شاملة لمحاربة الرواية الصهيونية، ويُدرّس بطريقة التعلم وليس التعليم أو التلقين".
وقال أ. د . يونس عمرو، رئيس جامعة القدس المفتوحة: "إن ما يجري تدريسه هو تربية وطنية وليس رواية سياسية في الجامعات. وما بين أيدينا من سقط القول العلمي ومصادر ما ندرسه لأبنائنا، هي مصادر إسرائيلية".
من جانبه، قال البروفيسور مصطفى كبها، رئيس دائرة الشرق الأوسط في الجامعة المفتوحة بالداخل، ورئيس بيت التراث في الناصرة: "إن شوائب كثيرة من الرواية الصهيونية دخلت السرديات الفلسطينية، مثل تسميات الأماكن، واستعمال المسميات العبرية. لذلك، يجب أن نعلم الطلاب التسميات الفلسطينية التي سبقت عملية العبرنة والتهويد".
وشدد على أهمية الاستثمار في الكوادر والقدرات البشرية "لتهيئة كوادر شابة نستطيع من خلالها نقل روايتنا عبر رؤية على المستوى الاستراتيجي العام ورؤية على المستوى التكتيكي الحالي، للتخلص من الشوائب التي دخلت، وكذلك التخلص من أساليب بحث قديمة يغلب عليها التعميمي وعدم الدقة".
وأضاف: "نحن بحاجة إلى تحسين هائل للمساقات التاريخية التي يجري تدريسها في الجامعات الفلسطينية، علماً بأن إسرائيل لديها أقسام تاريخ في الجامعات وليس مساقات ومراكز أبحاث. وظهورنا على المنصات الدولية أمر مهم، فظهورنا نحن الفلسطينيين هناك ضعيف".
من جانبه، قال المؤرخ والأكاديمي د. عدنان ملحم، إن "هذا المؤتمر يأتي بصفته خطوات لدق جدار الخزان، لكنه غير كاف؛ فإسرائيل قائمة على جيش "الدفاع"، وعلى جيش آخر يعمل على تقديم رواية كاذبة لإسرائيل"، مطالباً بمساق لتاريخ فلسطين في المدارس وفي الجامعات الفلسطينية.
وطالب بمراكز استراتيجية لنقض الرواية الصهيونية، وكذلك بخلق مصادر وكتب. في المقابل، "إن أهم أقسام الجامعات الإسرائيلية هي أقسام التاريخ الموجودة بكل اللغات، فنحن نعيش نكبة ثقافية".
من جانبه، قال رجل الأعمال الفلسطيني منيب المصري، إن "هذا المؤتمر جاء في وقت مهم بخصوص القضية الفلسطينية"، مشيداً بـ"القدس المفتوحة" ومنوهاً بمبادرة أوراقها في هذه المؤتمر.
وقرأ البيان الإعلامي أ. خليل قراجة الرفاعي، الناطق الرسمي باسم المؤتمر، متقدماً بالشكر لفخامة الرئيس محمود عباس، على اهتمامه المباشر بأعمال هذا المؤتمر ورعايته الكريمة لهذا العمل العلمي المتميز، ومشاركته بتقديم كلمة شملت محطات الحرب المتجددة على فلسطين وشعبها والجهود المقدرة في نقض الرواية الصهيونية ودحضها. كما شكر دولة رئيس الوزراء على حضوره، وأوصل الشكر إلى مفوضية المنظمات غير الحكومية والأهلية فتح وقائدتها الأخت دلال سلامة، وإلى طاقم المفوضية جميعاً، وحيا جامعة القدس المفتوحة ورئيسها أ. د. يونس عمرو، وكافة علماء وباحثي الجامعة وطواقمها الفنية والإدارية والإعلامية.
وأضاف: "على مدى يومين، قدم المؤتمر (18) بحثاً علمياً محكماً، هي نتاج جهد استمر أشهراً؛ ليرى هذا المؤتمر النور ويصل إليكم في عالم فيه فضاء العلم والتاريخ والمؤتمر محطة مهمة في برنامج شامل يهدف إلى نقض الرواية الصهيونية، ضمن برنامج متواصل، حتى يتم دحر الاحتلال وكنسه عن أرضنا".
وأضاف أن محاور المؤتمر نقضت احتلال أرض فلسطين ومقولة الاحتلال "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، وتفنيد أسطورة خراب الهيكل الأول والثاني، ونقض أسطورة أرض الميعاد من الفرات إلى النيل، ومواجهة الرواية الزائفة بالحقيقة الفلسطينية الراسخة، ورفع الوعي والانتباه لما يمارسه المحتل من طمس للهوية وكي للوعي، كما يسعى المؤتمر لتطوير قاعدة قائمة على نقض رواية الاحتلال وتفكيكها.
وتابع قائلاً: "إن المؤتمر أظهر حجم الزيف الذي أدخله المحتل في حياتنا اليومية وفي العقل والفكر وكافة المستويات، بحكم نفوذه وتحالفاته الدولية"، مؤكداً أهمية مواجهة ما يسمى بالسلام الإبراهيمي المزعوم والمزيف. وتقرر تشكيل لجنة لصياغة المخرجات العلمية للمؤتمر بما يليق به وبرسالته وأهدافه، تصدر خلال (15) يومياً".
وقرر المؤتمر اعتماد كلمة الرئيس أبو مازن وكلمة رئيس الوزراء لتكون من وثائق المؤتمر، كما قرر استمرار الشراكة في تفكيك الرواية مع الشعوب العربية.
وفي ختام المؤتمر، سلم أ. د. يونس عمرو رئيس "القدس المفتوحة"، والأخت دلال سلامة مفوضة مفوضية المنظمات الأهلية وغير الحكومية، شهادات تقديرية للباحثين المشاركين في المؤتمر.
جلسات اليوم الثاني:
في الجلسة الثالثة التي ترأسها عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية د. واصل يوسف، وأقيمت تحت عنوان: "مخططات السيطرة الصهيونية وإرهاصاتها"، تناولت الورقة البحثية الأولى د. هبة جمال الدين من مصر حول "المخططات المستقبلية لإسرائيل: التطبيع في ظل السلام الإبراهيمي"، وقدم د. عماد محمد مخيمر ورقة حول "الاختلاف الأسطوري والتوظيف السياسي للرواية الصهيونية"، ثم قدم أ. د. عبد الرؤوف خريوش ورقة تناولت "العلاقة بين الفكر الصهيوني وأدبه".
وفي الجلسة الرابعة التي عقدت تحت عنوان: "الصهيونية أداة الاستعمار العالمي"، وترأسها د. بكر أبو بكر، تحدث د. موسى سرور حول "فرنسا والمشروع الاستعماري الاستيطاني الصهيوني في فلسطين مطلع القرن العشرين"، كما قدم أ. عزيز العصا ورقة بعنوان "النكبة الفلسطينية: نقض واضح للرواية الصهيونية"، وقدم أ. د . نعمان عمرو ورقة حول "الرواية الصهيونية محاولة بائسة لطمس حقيقة النكبة عام 1948م"، ثم ختم د. عبد الكريم نجم بورقة حول "الصهيونية وما بعدها: بين الرواية والأيديولوجيا".