لبنان: رفع أسعار الوقود 35% واتساع رقعة الاحتجاجات
رفعت وزارة الطاقة اللبنانية اليوم، الثلاثاء، أسعار البنزين والوقود بنسبة 35%، في خطوة من شأنها أن تؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار معظم السلع في الدولة التي ابتليت بالأزمات.
وصادق رئيس حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، حسان دياب، على تمويل واردات الوقود بسعر أعلى من سعر الصرف الرسمي، ما يقلل بدوره من دعم الوقود المطلوب بشكل حرج.
ويمر لبنان بأزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة، زادها صعوبة الجمود السياسي المستمر منذ شهور بشأن تشكيل حكومة جديدة.
وتمثل التطورات أكبر خطر داهم على استقرار الدولة الصغيرة، منذ انتهاء الحرب الأهلية فيها قبل ثلاثة عقود. وذكر البنك الدولي أن الازمة من بين أسوأ الأزمات التي شهدها العالم منذ 150 عاما.
واندلعت اشتباكات بالأيدي وإطلاق نار في بعض محطات الوقود، خلال الأسابيع الماضية، فيما وقف المواطنون المحبطون في طوابير استمرت ساعات للتزود بالوقود. وأدى النقص لاحتجاجات في انحاء لبنان.
ويستمر انقطاع الكهرباء معظم اليوم، وتعين على الناس إطفاء مولداتهم الخاصة لعدة ساعات من أجل الحصول على الوقود. والأسبوع الماضي، رفعت وزارة الاقتصاد سعر الخبز المدعم بنسبة 18%، لخامس مرة هذا العام.
وبالأمس، اتسعت رقعة الاحتجاجات التي يشهدها لبنان منذ مطلع الأسبوع الماضي، احتجاجا على تردي الأوضاع المعيشية، فيما دعا الرئيس اللبناني، ميشال عون إلى اجتماع للمجلس الأعلى للدفاع، اليوم، في مقر رئاسة الجمهورية "للبحث في الأوضاع الأمنية في البلاد والتطورات الأخيرة"، وفق ما أعلن عبر حسابه في "تويتر".
وتجددت الاحتجاجات في لبنان، الأيام الماضية، عقب تدهور إضافي في العملة المحلية مقابل الدولار، وشح الوقود والأدوية وارتفاع أسعار السلع الغذائية.
ومنذ أواخر العام 2019، تعصف بلبنان أزمة اقتصادية حادة، ما أدى إلى تضخم مالي وانهيار القدرة الشرائية لمعظم سكان البلاد، وارتفاع غير مسبوق بمعدلات الفقر.
وسجلت العملة المحلية انهيارات إضافية في الأيام القليلة الماضية، حيث بلغ سعر صرف الدولار الواحد 17.500 ليرة بالسوق الموازية (السوداء)، في حين أن سعر الصرف الرسمي للدولار يبلغ 1515 ليرة.
وما يزيد من تفاقم الأوضاع سوءا، خلافات سياسية تحول دون تشكيل حكومة جديدة، لتخلف حكومة تصريف الأعمال الراهنة، برئاسة حسان دياب، التي استقالت في 10 آب/ أغسطس 2020، بعد 6 أيام من انفجار كارثي بمرفأ بيروت.