مع استمرار الحصار
خاص: ما هي فرص اندلاع حرب جديدة في غزة قريبا؟
تسود حالة من الترقب في الشارع الفلسطيني بقطاع غزة من احتمالية اندلاع حرب جديدة بين المقاومة وجيش الاحتلال خلال الأيام القادمة، في ظل استمرار إسرائيل في تشديد حصارها وربط إعادة الإعمار بقضية الجنود الأسرى.
كتاب ومحللون توقعوا خلال حديثهم لـ "رايــة" إمكانية انفجار الأوضاع مُجددا الأيام المقبلة حال لم ينجح الوسطاء، معتبرين أن هناك قرارًا دوليا وإسرائيليا تشكل بعد حرب مايو الماضي على قطاع غزة بـ "تقليم أظافر حماس".
الكاتب والمحلل السياسي المقرب من حركة حماس مصطفى الصواف، استبعد أن تندلع الحرب الفترة القريبة، لكنه أشار إلى أن "الانفجار سيكون حتميا إذا فشل الوسطاء في إجبار الاحتلال على تخفيف حصاره على غزة".
واعتبر الصواف في حديث لـ "رايــة" أن التهديدات الإسرائيلية بهذا الخصوص مجرد بالونات "لكن واقع الاحتلال حاليا ربما يقول إنه لا عدوان جديد على غزة".
ووفق الصواف، إذا فكر الاحتلال بالعدوان، فإن المقاومة ستكون بالمرصاد وسترد، منوها إلى أن "المقاومة تعطي فرصة للوسطاء للتدخل وإن لم ينجحوا في إحراز تقدم، المواجهة ستكون حتمية".
ولفت إلى أن الاحتلال يحاول إظهار أنه يخفف الحصار الذي يواصل فرضه على قطاع غزة، لكنه على أرض الواقع لا يفعل شيئا ويمنع إدخال المواد الأساسية مما يشل الحالة الاقتصادية والصناعية ويفاقم المعاناة.
من جانبه، يعتبر الباحث السياسي الأردني منذر حوارات، أن عودة الانفجار في غزة "ليس مستبعدًا"؛ لأن المعركة الأخيرة لم يبدو في نهايتها من المنتصر والمهزوم بشكل نهائي وهي بحاجة لحسم الموقف. وفقا له.
ويرى حوارات في حديث لـ "رايــة"، أن إسرائيل تريد العبث بالأوراق وإلغاء انتصار حماس والقفز على أي إنجاز يمكن للحركة أن تكون قد حققته، عادا عن أن ذلك "يضر بحماس لحصد مكاسب من المعركة الأخيرة".
وأيد أن حماس نجحت تكتيكيا في الحرب الأخيرة لكنها لم تنجح استراتيجيا بفعل التجييش العالمي ضدها.
ووفق حوارات، فإن حماس لا تريد الحرب لأنها لم ترمم قوتها بعد، لكن إذا ما حشرت في الزاوية وأريد استبيانها على أنها خاسر كبير ستكون الحرب واحدة من خياراتها.
وقال إن ثمة قرار دولي وإسرائيلي لـ "تقليم أظافر حماس، بدليل تشديد الخناق عليها وعدم الذهاب لتفاهمات للتهدئة معها تسفر عن تخفيف الأزمة الإنسانية بالقطاع".
ويرى حوارات أن الاحتلال يعمل على تجييش الرأي العام والقوى الدولية ضد إرادة حماس بأن تفرض قوتها العسكرية كواحدة من إطارات الحل للقضية الفلسطينية.
وأشار إلى أن إسرائيل تحاول تجريد هذه القوة من عناصرها وجعل إمكانيات حماس العسكرية بلا قيمة سياسية "لكن لا أحد يريد إنهاء حكمها لقطاع غزة حاليا".
وبحسب حوارات، لا يوجد بديل لحماس في غزة بالنسبة للمجتمع الدولي، بالتالي إنهاء حكمها سيؤدي إلى فراغ.
وأضاف أنه يراد لقوة حماس أن تبقى تؤثر في الإطار الفلسطيني دون أن تعطي نتائج وأثر على القضية الفلسطينية أو تجبر إسرائيل على تقديم تنازلات مستقبلا.