خاص: انتفاضة التيك توك

تقرير: أمينة مناصرة وبيسان ابو نعيم

شكّل تطبيق "تيك توك" عاملاً مهماً في جعل جولة الغضب الفلسطيني تحت عنوان "معركة القدس" مُغايِرة عن سابقاتها من الهبات والانتفاضات الفلسطينية المتتالية.

ورغم محاولة الاحتلال تحييد الرسالة الفلسطينية وتقييد وصولها بالتواطؤ مع شركات مواقع التواصل الاجتماعي لحجب الرواية الفلسطينية، ظنًّا منه أنه قادر على إخماد الصوت الفلسطيني ومن يناصره من مؤثرين ومشاهير وشباب في العالم الرقمي، الا انه لم يحقق هدفه المنشود.

وعبر كافة الأدوات والوسائل الرقمية التي يستخدمها الشباب فلسطينيا وعربيا وعالميا؛ كان "التيك توك" الاكثر تأثيرا وانتشارا، وكان للفيسبوك حصة الأسد من عقاب الفلسطينيين له حيث اطلقوا حملة وهاشتاج للتقليل من تقييم التطبيق عبر متجري "اندرويد وابستور"  ردا على إجراءاته المتشددة تجاه المحتوى الفلسطيني على عكس "التيك توك" الذي وجدوا فيه مناصريهم.

"تيك توك" أعاد تعريف دور وسائل التواصل الاجتماعي في نظام نشر المعلومات، فلم يعد من الضروري أن تهدف إلى جمع المزيد من الأفراد بدلاً من ذلك، يمكن لتيك توك مطابقة الأفراد مباشرةً مع اهتماماتهم، ومع بدء التوجه العربي والفلسطيني نحو نصرة القدس وغزة؛ انتشرت الاف الفيديوهات من فلسطين الى العالم بفعل هذه التقنية.

مستخدمو التطبيق

ويستخدم أكثر من 800 مليون شخص تطبيق "تيك توك" في جميع أنحاء العالم، إلا أن عدد المستخدمين يتصاعد باستمرار، حيث اجتاح هذا التطبيق العالم الرقمي بسرعة كبيرة منذ انطلاقته في العام 2016 ليعمل بطريقة مشابهة لمنصات مواقع التواصل الاجتماعي، ولكن المادة الأساسية التي يتشاركها الأصدقاء فيه ليست المنشورات (الكتابات) أو الصور، إنما مواد الفيديو.

دور مواقع التواصل الاجتماعي في الهبة

وقال الناشط الشبابي محمود حريبات إن تجربة الحرب في هذه السنة هي تجربة مختلفة عن السنوات السابقة حيث كانت الحصة الأكبر في هذه المرحلة هي   المشاركة في التغريدات على "السوشال ميديا" وكانت المشاركة ذو تفاعل كبير وكان لها دور اساسي في تسليط الضوء على قضايا مختلفة.

وأكد حريبات أن من أهم الأدوار الجديدة التي ساهمت لإيصال الصورة الفلسطينية هي مشاركة المشاهير والفنانين على مواقع التواصل الاجتماعي ونشر المحتوى الفلسطيني من قبلهم.

وصرح حربيات أن مواقع التواصل الاجتماعي هي من تجلب الاضواء والانظار للقضية الفلسطيني في الوقت الذي اصبحت القضية الفلسطينية مهمة في غرف الأخبار العالمية والعربية.

واعتبر أن "تيك توك" كان له في بداية الهبة بعض الانتقادات وتشكيك في دور أشبال التيك توك ولكن كان لهم دور كبير في الهبة واثبتوا جرائم الاحتلال من خلال التيك توك. 

وأشار الناشط الشبابي حريبات أن مواقع التواصل الاجتماعي كانت وما زالت اداة مهمة من أدوات النضال الفلسطيني الجديدة.

خوارزمية تيك توك

من جهته، قال خبير "السوشال ميديا" ودكتور الاعلام في جامعة القدس نادر صالحة، إن مواقع التواصل الاجتماعي تحدد اهمية وخطورة التكنولوجيا المستخدمة وليس التكنولوجيا بحد ذاتها وانما طريقة الاستخدام حسب نظريات عديدة، والطريقة التي يتم استخدام التكنولوجيا فيها هي التي تحدد.

وأكد صالحة أن طبيعة خوارزميات الفيسبوك تختلف عن إنستجرام وخوارزمية التيك توك تختلف غيرها من المواقع.

وأوضح أن شباب القدس في بداية احداث الشيخ شراح ومعركة أيار؛ الذي أحدث الفرق هو جمهور التيك توك من خلال تركيب الموسيقى والصور وتركيب الفيديوهات على اغاني ثورية ونشرها.

وأشار إلى انه إذا تم عمل متابعة يزيد على اهتماماتك فهذا ليس صحيحا في تيك توك وانما في تيك توك يتم عرض الفيديوهات بحسب الموقع الجغرافي من حيث فيديوهات وغيرها دون متابعة الأشخاص الذين يعملون على نشهر الفيديوهات.

وأضاف صالحة من خلال التيك توك يستطيع الشباب عمل قصص قصيرة ونشرها اما القصص الطويلة فيتم التوجه لمنصات اخرى مثل فيس بوك وتويتر.

وقال إن من خلال التيك التوك ايضا يتم حذف فيديوهات منشورة تحتوي على رسالة فلسطينية مثله كمثل الفيسبوك وإنستجرام التي يتم حذف ما يخدم سياسات الاحتلال.

وختم صالحة حديثه قائلا؛ إن ما يقارب 80% في معركة الهاشتاج على مستوى العالم فلسطينيا سواء مع فلسطين او ضد؛ لافتا إلى أن قوة الهاشتاج كانت بالأكثر على تويتر وإنستجرام.