ضباط إسرائيليون: الحرب على غزة فشلت وأخرى بالشمال قادمة
شكّل الجيش الإسرائيلي 14 فريقا للتحقيق في الدروس العسكرية التي تعالت من العدوان على غزة، لكن على ما يبدو أنها لن تتناول الجرائم التي ارتكبها في قطاع غزة، مثل العدد الكبير من الشهداء المدنيين وخاصة الأطفال والدمار الهائل للمباني والبنية التحتية.
وستركز التحقيقات بالأساس على المعلومات الاستخبارية التي جُمعت، احتياطي الذخيرة والصواريخ الاعتراضية، الجبهة الداخلية الإسرائيلية والوعي، وفق عرب 48.
وستعقد هيئة الأركان العامة الإسرائيلية ورشة عمل تستمر عدة أيام من أجل استخلاص الدروس والاستنتاجات من هذا العدوان، بعد شهر ونصف الشهر.
وسيشمل كل واحد من هذه التحقيقات تطرقا إلى حرب أكبر وأوسع مع حزب الله، يعتبر الإسرائيليون أنها قادمة لا محالة. ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم"، في تقرير نشرته اليوم الجمعة، عن ضباط كبار في القوات النظامية والاحتياط في الجيش الإسرائيلي، تحذيرهم من أن "النشوة تسيطر على الأجواء في هيئة الأركان العامة. شعور بانتصار عسكري باهر. وهناك من يتحدث بمصطلحات حرب الأيام الستة" أي حرب حزيران/يونيو العام 1967.
وأشار المحلل العسكري في الصحيفة، يوءاف ليمور، إلى "وجود فرق كبير جدا بين الشعور بالاستياء لدى الجمهور وإدراكه بأنه لم يتغير شيئا، وبين النصوص التي تتعالى في مقر وزارة الأمن في تلأبيب التي تتحدث عن انتصار واضح. وهنا فجوة مذهلة أيضا في شكل رؤية الجيش الإسرائيلي للمعركة وبين الشكل الذي يرونه في المنطقة، كانتصار حماس أو التعادل على الأقل... والجيش الإسرائيلي لم ينجح في تقليص ملموس لإطلاق القذائف الصاروخية باتجاه إسرائيل، ولم ينجح باغتيال قيادة حماس".
وقال للصحيفة الباحث في "معهد أبحاث الأمن القومي" في جامعة تل أبيب، راز تسيمت، "عندنا يقيسون الكيلومترات (من الأنفاق التي استهدفت) ويعدّون الجثث. ويرى أعداءنا ذلك بشكل مختلف، وبنظرة أوسع. وبالنسبة لهم، ثبت مجددا أنه بالإمكان خوض مواجهة متواصلة مع إسرائيل والصمود فيها".
وأشار ليمور إلى أن "الصورة الشاملة (للعدوان) أقل وضوحا وتستوجب من إسرائيل النظر إليها باستقامة وإعادة التفكير"، لكنه ادعى أن هذا ما يعتزم الجيش الإسرائيلي تنفيه من خلال فرق التحقيق التي شكلها. رغم ذلك، أضاف أن "الجيش الإسرائيلي مقتنع بأنه انتصر. وهذا قد يعميه ويمتنع عن تحقيق معمق وصادق لكل ما ينبغي فعله".
حرب تهدد وجود إسرائيل
من جانبه، رأى مفوض شكاوى الجنود في الجيش الإسرائيلي، يتسحاق بريك، في مقال نشرته صحيفة "هآرتس"، اليوم، أن "إسرائيل ليست جاهزة لحرب في الشمال. نقطة".
وأشار بريك إلى أن "حماس أثبتت قدرة على صمود صلب واستمرت في إطلاق قذائف صاروخية حتى بعد هجوم غير مسبوق لسلاح الجو والاستهداف الشديد للنى التحتية في غزة ولقسم من قادتها وبيوتهم. وحماس لم ترتدع، وأيديولوجيتها تشكل لها مصدر إيحاء. وشلّت طوال المعركة معظم الدولة، وتسببت بأضرار اقتصادية بمليار دولار. وتكلفة آلاف القنابل الدقيقة التي أنزلتها طائراتنا على أهداف في غزة كانت هائلة".