المنظمات الاهلية: ما يجري في القدس يتطلب توسيع الحراك الشعبي وتوفير الحماية الدولية
تتسارع وتيرة الاحداث التي تشهدها مدينة القدس المحتلة للاسبوع الثالث على التوالي ارتباطا بالاجراءات الاحتلالية بحق اهالي حي الشيخ جراح، ومداخل وبوابات البلدة القديمة، وداخل اسوارها في باحات المسجد الاقصى المبارك، وايضا في كنيسة القيامة عشية عيد الفصح، عبر عمليات الاقتحام المتتالية، والمتواصلة بشكل استفزازي وسط دعوات بتوسيع الاقتحامات اليومية التي يقوم بها غلاة التطرف، والعنصرية من قطعان المستوطنين بهدف تنفيذ مخططات التهجير وفرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الاقصى بحماية كاملة من جيش الاحتلال .
ان هبة القدس لحماية اهالي الشيخ جراح، ومنع تنفيذ مخطط الاحتلال بحق 25 عائلة مقدسية في الحي تضم حوالي 500 فردا، تؤكد من جديد الارادة الحية للشعب الفلسطيني تحديدا في مدينة القدس المحتلة التي فشلت معها كل محاولات الدمج، والاسرلة، والتهويد من تغيير طابعها العربي الفلسطيني الاصيل باعتبارها مدينة محتلة، وعاصمة لدولة فلسطين رفضا لقرارات الاعتراف بها، ونقل السفارة اليها من قبل الولايات المتحدة، ومحاولات الضغط على دول اخرى لتحذو حذوها تثبت اليوم بعزيمة ابناء القدس، وصمودهم فشلها الذريع، ومعها سقوط صفقة القرن.
ان شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية، وهي تؤكد من جديد ان الكفاح العادل المشروع للشعب الفلسطيني، ودفاعه عن حقوقه الثابتة المكفولة بالقانون الدولي، ورفض كل محاولات القفز عن هذه الحقوق، وسياسات تكريس الامر الواقع ضمن مشروع الاستيطان الاستعماري الجاري تنفيذه يوميا في الضفة الغربية بما فيها القدس، وحصار قطاع غزة، واجراءات الفصل العنصري التي تمارسها دولة الاحتلال ايضا على الارض في تعميق لبناء نظام فصل عنصري يفوق ما جرى في فترة نظام الابرتهايد في جنوب افريقيا الذي انتهى تسعينات القرن الماضي .
فأنها تطالب وتؤكد على ما يلي :-
- توسيع الحراك الشعبي المساند للقدس رفضا لجريمة اخلاء حي الشيخ جراح تمهيدا لبناء حي استيطاني في المكان ضمن تغيير معالم المدينة، ومساعي تهويدها المتواصلة الامر الذي يتطلب الانطلاق مما يجري في القدس ليشمل المحافظات، والقرى، والبلدات في الضفة الغربية، وقطاع غزة، والداخل الفلسطيني، وجميع اماكن تواجد الشعب الفلسطيني .
- العمل على توفير حاضنة وطنية رسمية، وشعبية للحراك الجاري في القدس وهبة شبانها واهلها التي اعادت الاعتبار لخيارات الشعب الفلسطيني، وقدرته على المجابهة، والتحدي وتقديم كل الدعم اللازم للمدينة، ومدها بمقومات الصمود، تحديدا العائلات المهددة بالاخلاء القسري في الشيخ جراح، وسلوان، وتفعيل خطوات العمل الرسمي السياسي والدبلوماسي وتجنيد كل الطاقات المتاحة لدعم قضية القدس على كل المستويات .
- اطلاق اوسع حملات الدعم من المؤسسات، والاطر، والهيئات الاهلية، والخاصة، وبذل جهد اعلى باتجاه توفير امكانات الصمود للاهالي بما فيها البعد القانوني، وتوفير الخبرات القانونية من المؤسسات الحقوقية، والمحامين، وخبراء قانونيين لبناء تحالف دولي يشكل ائتلافا قانونيا واسعا للدفاع عن اهالي القدس امام محاولات وسعي الاحتلال لعزلها، واخضاعها لقوانينه .
- اطلاق الحملات الاعلامية، وحملات المناصرة المحلية والدولية التي تكشف حقيقة ما يجري في المدينة، والاراضي الفلسطينية من انتهاكات صارخة للقانون الدولي، وتجنيد الحلفاء والمناصرين للنضال المشروع للشعب الفلسطيني في حملة دولية واسعة النطاق تمهد الطريق لاعادة بناء جبهة واسعة للتضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني .
- تجدد الشبكة المطالبة بتوفير الحماية الدولية امام ما يجري من ممارسات، وعمليات القمع الوحشي، والاعتداءات اليومية التي اوقعت مئات الاصابات اصيب خلالها العشرات اصابات بالغة، وفقد العديد منهم اعينهم، فيما اطلقت قنابل الغاز السام داخل البيوت مرورا بحملات الاعتقال اليومية، والحبس المنزلي، والعقوبات الجماعية بمنع الحركة، والنقل، واداء الصلاة وكل الممارسات التي تصل لجريمة الحرب بموجب القانون الدولي، والدولي الانساني. وعلى الامم المتحدة ان تتحمل مسؤوليتها تجاه ما يجري ووقفه قبل خروج الامور عن دائرة السيطرة وهو ما تتحمله المؤسسة الدولية .
ان الشبكة وهي تتوجه من جديد بالتحية لاهالي القدس، والشيخ جراح، وسلوان والمرابطات والمرابطين في باحات المسجد الاقصى المبارك، وداخل اسوار المدينة رغم كل اجراءات القمع، والتنكيل تجدد ايضا اعتزازها، ووقوفها بكل امكاناتها مع اهل القدس، ولجنة العمل الاهلي في القدس وهي احد اطر وهيئات الشبكة في المدينة تتواجد بشكل يومي، وفعلي منذ اليوم الاول ضمن واجبها في الدفاع عن البقاء، والوجود الفلسطيني في المدينة رفضا لمحاولات المحو، وطمس الهوية، والحضارة، كما تتوجه بالتحية لأهلنا في مناطق ال 48 الذين هبوا للدفاع عن عروبة القدس ودعم أهلها.