استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من المعدل الموصى به عالميا
قال الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، وسلطة المياه، إن معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه بلغ 81.9 لتر في اليوم، وهو أقل من المعدل الموصى به عالميا.
وأوضح الإحصاء وسلطة المياه في بيان صحفي مشترك لمناسبة يوم المياه العالمي، الذي يصادف 22 آذار، أن معدل استهلاك الفرد للمياه في الضفة بلغ 85.6 لتر في اليوم، و77 لترا في قطاع غزة، وبنقص حوالي 6 لترات عن العام الماضي نتيجة التزايد السكاني، وبأخذ نسبة التلوث العالية للمياه في قطاع غزة، واحتساب كميات المياه الصالحة للاستخدام الآدمي من الكميات المتاحة، فإن حصة الفرد من المياه العذبة تصل فقط إلى 22.4 لتر في اليوم.
وأشارا إلى أن التباين بين حصص الفرد بين المحافظات، يظهر أن تحقيق العدالة في التوزيع بين التجمعات السكانية أحد التحديات الرئيسية التي تواجهها دولة فلسطين.
ومن الجدير ذكره أنه ما زال معدل استهلاك الفرد الفلسطيني للمياه أقل من الحد الأدنى الموصى به عالميا حسب معايير منظمة الصحة العالمية وهو 100 لتر في اليوم، وذلك نتيجة السيطرة الإسرائيلية على أكثر من 85% من المصادر المائية الفلسطينية.
وقال الإحصاء وسلطة المياه إن أكثر من 97% من نوعية المياه التي يتم ضخها من الحوض الساحلي لا تتوافق مع معايير منظمة الصحة العالمية.
ولفتا إلى أن كمية المياه المستخرجة من الحوض الساحلي في قطاع غزة بلغت 187.6 مليون م3 خلال العام 2019، وتعتبر هذه الكمية ضخا جائرا، حيث يجب ألا تتجاوز 50-60 مليون متر مكعب في السنة، ما أدى إلى نضوب مخزون المياه إلى ما دون مستوى 19 مترا تحت مستوى سطح البحر، وإلى تداخل مياه البحر، وترشح مياه الصرف الصحي إلى الخزان، الأمر الذي جعل أكثر من 97% من مياه الحوض الساحلي غير متوافقة مع معايير منظمة الصحة العالمية.
وأكد البيان أن الأرقام أعلاه أنذرت بكارثة حقيقية في غزة، الأمر الذي جعل سلطة المياه تكثف الجهود لإنقاذ الوضع المائي الصعب والتخفيف من حدة تأثيرها على الحياة اليومية لحوالي مليونين من سكان القطاع، ومن المتوقع أن تتحسن هذه المؤشرات في السنوات المقبلة مع بدء تشغيل مشاريع المياه والصرف الصحي الاستراتيجية القائمة في القطاع.
وأوضح البيان أن سيطرة الاحتلال الاسرائيلي على مياه نهر الاردن والبحر الميت، تعد سببا رئيسا في عدم استخدام المياه السطحية، و79% من المياه المتاحة مصدرها المياه الجوفية.
وأشار إلى أن فلسطين تعتمد بشكل أساسي على المياه المستخرجة من المصادر الجوفية، والتي تبلغ نسبتها 79% من مجمل المياه المتاحة، وقد بلغت كمية المياه المضخوخة من آبار الأحواض الجوفية (الحوض الشرقي، والحوض الغربي، والحوض الشمالي الشرقي) في الضفة للعام 2019 نحو 101.3 مليون م3.
ويعود السبب الرئيسي للضعف في استخدام المياه السطحية، هو سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على مياه نهر الأردن والبحر الميت، وتجدر الإشارة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي منع الفلسطينيين من الوصول إلى مياه نهر الأردن منذ عام 1967 والتي تقدر بنحو 250 مليون متر مكعب.
20% من المياه المتاحة في فلسطين يتم شراؤها من شركة "ميكروت" الإسرائيلية تسهم الإجراءات الإسرائيلية بالحد من قدرة الفلسطينيين من استغلال مواردهم الطبيعية وخصوصا المياه، وإجبارهم على تعويض النقص بشراء المياه من شركة المياه الإسرائيلية "ميكروت"، ووصلت كمية المياه المشتراة للاستخدام المنزلي 84.2 مليون م3 عام 2019، وهي تشكل ما نسبته 20% من كمية المياه المتاحة التي بلغت 417.9 مليون م3، جاءت من 40.6 مليون م3 مياه متدفقة من الينابيع الفلسطينية، و289 مليون م3 مياه متدفقة من الآبار الجوفية، و4.1 ملايين م3مياه شرب محلاة.
وبطرح ما نسبته 45.5% من المياه المتاحة للفلسطينيين غير الصالحة للاستخدام الآدمي، وذلك بربطها بكميات المياه الملوثة في غزة، فإن كميات المياه الصالحة للاستخدام المنزلي المتاحة للفلسطينيين فقط 219.8 مليون م3، وتشمل المياه المشتراة والمحلاة.
وعلى الرغم من وصول جميع الاسر الفلسطينية الى مصادر مياه شرب محسنة، الا أن جودة المياه تحت المحك 99.8% من الأسر في فلسطين تستخدم مصدر مياه شرب محسن.
وتشير بيانات المسح العنقودي متعدد المؤشرات 2019-2020، إلى أن نسبة الأسر التي تستخدم مصدر مياه شرب محسن (شبكة المياه العامة الموصولة بالمسكن، حنفية عامة، بئر ارتوازي محمي، ينبوع محمي، مياه تجميع الأمطار، ومياه معدنية) بلغت 99.8% من الأسر، بواقع 99.9% من الأسر في الضفة الغربية، و99.6% من الأسر في قطاع غزة، أما بالنسبة لنوع التجمع فتوزعت هذه النسب إلى 99.8% في كل من الحضر والريف وتنخفض هذه النسبة إلى 99.6% في المخيمات.
أما فيما يتعلق بمصادر المياه المدارة بشكل آمن (وتعرف على انها مصادر محسنة، مستخدمة في المسكن، متوفرة عند الحاجة وخالية من التلوث (خالية من بكتيريا E-Coli)) (هدف التنمية المستدام 1.1.6)، أشارت بيانات المسح الى ان 39.5% من الأفراد في فلسطين يحصلون على مياه مدارة بشكل آمن، وتتذبذب هذه النسبة بين الضفة التي تصل فيها الى 66.2% من الأفراد، مقابل 4.3% من الأفراد في قطاع غزة، أما بالنسبة لنوع التجمع فتوزعت هذه النسب إلى 35.5% في الحضر و67.1% في الريف وتنخفض هذه النسبة إلى 25.2% من الأفراد في المخيمات.
وبلغت كمية مياه الشرب المحلاة في قطاع غزة 4.1 ملايين م3 فقط للعام 2019، ووفق بيانات سلطة المياه فقد بدأت فلسطين بإنتاج كميات من المياه المحلاة، والتي من المتوقع زيادة نسبتها بالأعوام القادمة، مع البدء بتشغيل محطات التحلية محدودة الكمية في غزة، لترتفع بنسبة كبيرة مع تنفيذ برنامج محطة التحلية المركزية.