38 طفلا شردهم الاحتلال الإسرائيلي في 4 ساعات
ثمانية وثلاثون طفلا باتوا في العراء، بعد أن هدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي مساكنهم في خربة حمصة الفوقا بالأغوار الشمالية، لتجعلها أثرا بعد عين.
وتسكن الخربة 11 عائلة تضم 72 نفرا بينهم 38 طفلا أصغرهم يبلغ من العمر 3 أشهر وأكبرهم 17 عاما، ومساكنها عبارة عن خيام وأكشاك صفيح.
وتحاول سلطات الاحتلال من خلال عمليات الهدم المستمرة والاستيلاء على المساكن، إرغام السكان على ترك الخربة ونقلهم إلى منطقة أخرى قرب حاجز الحمرا العسكري في الأغوار الوسطى، لكن السكان يرفضون ذلك ويصرون على البقاء في أرضهم، ليبلغ مجموع المرات التي هدم فيها الاحتلال الخربة 4 مرات خلال أسبوع واحد، آخرها في الثامن من شهر شباط الجاري.
"لقد هُدمت منازلنا أمام أعيننا، وكنا عاجزين. كانت النساء والأطفال يبكون بلا توقف ". قال الطفل عمرو. ك، البالغ من العمر 16 عامًا، في إفادته للحركة العالمية للدفاع عن الأطفال- فلسطين.
وتابع: "في 3 تشرين الثاني / نوفمبر 2020، وصلت ست جرافات إسرائيلية إلى الخربة وقامت بتدمير الخيام السكنية وتسويتها بالأرض. إضافة لحظائر من الصفيح وحظائر للماشية ومراحيض محمولة وخزانات مياه وألواح شمسية".
وقد وصف مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) عملية الهدم وقتها أنها "أكبر عملية هدم منذ سنوات".
في عام 1997، اعتمدت لجنة الأمم المتحدة للحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية التعليق العام رقم 7 بشأن الحق في السكن اللائق: عمليات الإخلاء القسري، والتي تحث الدول على أن تُمنع منعًا باتًا - في جميع الحالات- من تشريد شخص أو أسرة أو مجتمع عن عمد عقب عملية الإخلاء، سواء كانت قانونية أو غير قانونية.
ومع ذلك، عملت سلطات الاحتلال بشكل متزايد على هدم منازل الفلسطينيين وتشريد العائلات الفلسطينية هذا العام. ووفقًا لـ"أوتشا" فقد شهد عام 2020 أعلى متوسط معدل تدمير في أربع سنوات.
وقال الطفل عمرو "كنت أنا وأبناء عمي نوزع العلف لأغنامنا عندما توجهت قافلة من الآليات العسكرية الإسرائيلية تتبعها ست جرافات باتجاهنا. في البداية، اعتقدت أنهم يريدون إجلاءنا من أجل التدريبات العسكرية. كنت أنا وأطفال آخرين نشعر بالخوف حقًا لأنهم كانوا يقتربون ".
أعطى الاحتلال العائلات مهلة 3 دقائق فقط لإخلاء منازلها وأخذ ممتلكاتها وأغنامها. وبحسب سكان المنطقة، فإن سلطات الاحتلال لم تخطرهم مسبقا بعمليات الهدم.
"في غضون ثلاث دقائق فقط، تمكنا من إخراج الأشياء الأكثر أهمية فقط مثل المراتب والطعام وأدوات المطبخ، وما تبقى ترك ودمر تحت الأنقاض". قال عمرو.
ووفقا لتوثيق الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال، فإن جرافات الاحتلال الإسرائيلي هدمت خربة حمصة الفوقا في ذلك اليوم في غضون أربع ساعات.
وقال عمرو، للحركة العالمية، "بعد أن غادرت قوات الاحتلال المنطقة، حاولنا إخراج ما تبقى لنا من أغراض تحت الهدم، لإصلاح ما يمكن إصلاحه".
وحسب ما أفاد به سكان خربة حمصة الفوقا، فقد هدم الاحتلال الخربة لأول مرة عام 2014، وأعيد بناؤها على يد الأهالي، ليعيد الاحتلال هدمها في شهر تشرين ثاني 2020، ولتتوالى بعد ذلك عمليات الهدم كلما أعيد بناؤها.
خربة حمصة الفوقا هي واحدة من 38 مجتمعا بدويا تقع داخل "مناطق إطلاق نار" التي أقامها الاحتلال. يعيش المواطنون الفلسطينيون في شمال غور الأردن وسط مناطق عسكرية مغلقة والعديد من المستوطنات الإسرائيلية غير الشرعية. وكثيرا ما تستخدم قوات الاحتلال الأراضي الفلسطينية في غور الأردن للتدريب العسكري، وغالبا ما تستخدم الذخيرة الحية والعبوات الناسفة، وتجبر العائلات الفلسطينية على مغادرة أراضيها في كثير من الأحيان عن طريق تفكيك منازلها وتدميرها.
يشار إلى أن الحركة العالمية للدفاع عن الأطفال وثقت خلال عام 2020 هدم 38 منزلا ومنشأة سكنية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة (15 في الضفة و23 في القدس) ثلاثة منها كانت لـ"أسباب أمنية"، فيما جرى هدم البقية بحجة عدم الترخيص، وقد كانت أقصى مدة أعطاها الاحتلال للإخلاء 10 أيام وأقلها 10 دقائق، مشردا بذلك 119 مواطنا، بينهم 62 طفلا.